الخضيرى والهلباوى والشوبكى يشكلون لجنة تفاوض مع «الإخوان» لحل الأزمة بين الجماعة والجيش.. المفاوضات تثير أزمة بين قيادات الجماعة.. وبشر يؤكد: العصار اتصل بى بوساطة من شيخ الأزهر

كشف المستشار محمود الخضيرى، رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب السابق، عن تشكيل لجنة من الشخصيات العامة والمفكرين تتولى التواصل مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وصولاً إلى مبادرات حقيقية للخروج من الأزمات الحالية فى مصر، بعد قرار القوات المسلحة بعزل الدكتور محمد مرسى من رئاسة الجمهورية.
وأضاف الخضيرى، أن اللجنة تضم الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين ومؤسس الرابطة الإسلامية ببريطانيا، والدكتور سمير عليش المفكر السياسى، والدكتور حنا جريس نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والدكتور عمرو الشوبكى الباحث والمفكر السياسى.
فيما قال الدكتور سمير عليش عضو اللجنة، أنهم أجروا اتصالات بقيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الدكتور محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد ووزير التنمية المحلية السابق، ليحضر الاجتماع ويرشح أى قيادات أخرى تحضر معه، على أن يكون الاجتماع الأول مساء يوم الخميس المقبل بأحد الفنادق الشهيرة على كورنيش النيل، فضلا عن أن أعضاء اللجنة سيعقدون اجتماعا تمهيديا يوم الأربعاء للتحضير للقاء الأساسى يوم الخميس.
وكشف عليش أن عددا من أعضاء اللجنة التقى الأسبوع الماضى بالدكتور محمد على بشر وتناقشوا بشأن الأحداث ومبادرات الحل وما يمكن أن يتنازل عنه الإخوان المسلمون وما يمكن أن تتنازل عنه القوات المسلحة، وصولا إلى نقطة اتفاق.
وأشار عليش إلى أن أعضاء اللجنة هم مجموعة لا تسعى إلى أى مصالح بقدر ما يسعون إلى لعب دور هام فى المصالحة الوطنية الحقيقية بين جميع الطوائف، وصولا إلى مرحلة الأمان وتجاوز المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر وتركيز مبادئ الديمقراطية والعمل السياسى الشريف والتأكيد على أن جميع الأطراف «ملاك للبلد»- بحسب قوله- ولن تتقدم المسيرة بدون حل الخلافات.
المبادرة التى يطرحها الخضيرى والهلباوى وعليش والشوبكى للتواصل مع قيادات الإخوان تأتى بالتزامن مع اتصالات من جانب آخر بين القوات المسلحة والإخوان المسلمين كشفت عنها صحيفة الجارديان البريطانية فى تقرير مطول ذكرت فيه أن قياديين فى الجماعة خاضوا مفاوضات من وراء الكواليس مع مسؤولين كبار من الجيش.
ونقلت الجارديان أن الدكتور محمد على بشر- اللاعب الأساسى فى مبادرة الخضيرى والهلباوى وعليش والشوبكى - هو نفسه الذى التقى مع مسؤولين كبار من المؤسسة العسكرية، مساء الخميس الماضى، لمناقشة مدى استعداد كل جانب لتقديم تنازلات.
وبحسب الجارديان، فإن محمد على بشر أكد أن مجال المفاوضات مع المجلس العسكرى مفتوح والإخوان يتحدثون مع الجميع، وأن المؤسسة العسكرية اتصلت بهم وتقابلوا بالفعل، ولكن الجيش مصرّ على الاستمرار فى الانقلاب وهو أمر مرفوض من الجماعة، وأن الإخوان ربما يوافقون على رحيل مرسى، لكن فقط بعد عودته لمنصبه أولا ومنحه فرصة الخروج المشرف ليكون باختياره. تصريحات بشر للجارديان عن المفاوضات أثارت قلقا داخل الإخوان على مدار الساعات الماضية، خاصة أن الدكتور محمد البلتاجى القيادى بالجماعة نفى نفياً باتاً قبل ذلك وجود أى مفاوضات أو إجراء أى مفاوضات إلا بعد عودة مرسى، فضلاً عن أن المتحدث الرسمى للجماعة جهاد الحداد نفى المفاوضات تماما إلى أن خرج الدكتور محمد على بشر فى تصريحات صحفية ليؤكد حقيقة المفاوضات، وأن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر توسط بينه وبين قيادات الجيش، غير أنه لم يعقد أى لقاءات وإن ما جرى هو أن اللواء محمد العصار مساعد وزير الداخلية أجرى اتصالات هاتفية به، وتضمنت المكالمة الهاتفية رسالة من الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بمطالبة الجماعة بالدخول فى حوار وطنى لإنهاء الأزمة السياسية التى تصاعدت مع عزل الرئيس محمد مرسى، إلا أن الجماعة اشترطت عودة الشرعية، وأنه لن يكون هناك أى حوار وطنى قبل عودة الرئيس المحتجز لديهم.