قال وزير الخارجية الأمريكى السابق هنرى كيسنجر، إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بدأ سياسته الخارجية بداية غير عادية بخطابه إلى العالم الإسلامى من القاهرة، مشبهاً أوباما ب"لاعب شطرنج يواجه أكثر من منافس فى آن واحد". وقال كيسنجر فى حديث لمجلة دير شبيجل الألمانية البارزة أمس الاثنين إن أوباما "بدأ اللعب بداية غير اعتيادية، وعليه الآن أن يحرك يديه، بينما يلاعب منافسيه العديدين. تجاوزنا الآن نقلة البداية وليس لدى مشكلة مع نقلة البداية". لكن كيسنجر قال، إنه من المبكر جداً القول إن أوباما سياسى واقعى، مضيفاً، "إذا كان ما يريد أوباما أن يفعله هو أن ينقل للعالم الإسلامى أن أمريكا لديها اتجاهاً مفتوحاً للحوار وليست مصممة على المواجهة المادية كإستراتيجيتها الوحيدة، فإن ذلك يمكن أن يلعب دوراً مفيداً للغاية". وتابع كيسنجر، الذى شغل منصب وزير الخارجية الأمريكى فى سبعينيات القرن الماضى، قائلاً: "إذا كان الأمر سيستمر بالاعتقاد بأن كل أزمة يمكن أن يتم التحكم بها عبر خطاب، فسينجرف إلى مشكلات كتلك التى واجهها ويلسون". ورداً على تعقيب من الصحفى الألمانى جان فلايشهاور، الذى أدار المقابلة، بأن أوباما لم يلقِ خطاباً فقط، وإنما ضغط فى الوقت نفسه على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات فى الضفة الغربية والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، قال كيسنجر، "الحصيلة يمكن أن تكون فقط حل دولتين، ويبدو أن هناك اتفاقاً كبيراً على حدود مثل هذه الدولة. والآن كيف يمكنك أن تحقق هذا وأى مراحل من المفاوضات وبأى قضايا تبدأ، هذا لا يمكن أن تستنتجه من خطاب". وقال كيسنجر، إن الفارق بين الصراعات فى مطلع القرن ال20 والصراعات التى نواجهها اليوم، أنه "فى الفترات السابقة كان من الممكن أن يعهد طرف منتصر لنفسه ببعض الفائدة أما فى ظل الظروف الحالية لم يعد هذا ممكناً. ومن الممكن أن يتسبب صدام بين الصين والولايات المتحدة على سبيل المثال فى تقويض كلا البلدين". وقال كيسنجر، "أعتقد أن أوباما لديه فرصة فريدة لقيادة سياسة خارجية أمريكية سلمية، لا أرى أى صراعات بين دول كبرى كالصين وروسيا والهند والولايات المتحدة من شأنها أن تبرر حلاً عسكريا"ً. وقال إن الموقف بالنسبة لإيران ليس مخيفاً، مضيفاً، "إيران بلد ضعيف نسبياً وصغير، ولديه قيود متأصلة على قدراته".