أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فى بيان لها، اليوم الأحد، عن قلقها البالغ لارتفاع وتيرة العنف داخل البلاد أمس السبت على خلفية استجابة الجيش للإرادة الشعبية وقيام بإقصائه الرئيس محمد مرسى من المشهد السياسى، وتنصيب المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا للبلاد لحين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ووضع دستور جديد للبلاد، حتى وصلت حصيلة القتلى على مدار اليومين السابقين إلى نحو 43 قتيلا، وحوالى 1404 مصابين. ورصدت المنظمة عددا من أعمال العنف ببعض المحافظات، حيث شهدت محافظة شمال سيناء أعمال عنف متجددة، حيث قام مجهولون بإطلاق النار على كمين "الريسة" الأمنى الواقع على الطريق الدولى "العريش – رفح"، ما اضطر أفراد الكمين إلى الرد عليهم، كما تم الهجوم على معسكر لقوات الأمن المركزى بمدنية رفح الكائن بمنطقة الأحراش، كما سيطر موالون لمرسى على مقر المحافظة فى مدينة العريش ورفعوا فوقه علما إسلاميا أسود-والمعروف بأنه علم تنظيم القاعدة-، وتفجير خط الغاز جنوبالعريش المؤدى إلى الأردن، فضلا عن مهاجمة 6 نقاط تفتيش على طريق العريش رفح وشمال مدينة الشيخ زويد لهجوم فى توقيت واحد، وكذا اغتيال القس مينا عبود شاروبيم، راعى كنيسة السيدة العذراء بالعريش، والذى قتل على أيدى متطرفين. وفى محافظة الجيزة، وقعت اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المعتصمين بميدان نهضة مصر، وبين أهالى منطقة بين السرايات، وتبادل الطرفان إطلاق الرصاص الحى وطلقات الخرطوش، مما أسفر عن إصابة عشرات الأشخاص من الطرفين، ثم تجددت الاشتباكات فجر الأحد بالأسلحة النارية أيضا بين عدد من أهالى بين السرايات ومؤيدى الدكتور محمد مرسى بجوار جامعة القاهرة، حيث رد المعتصمون الهجوم بعد ظهور 6 أسلحة آلية وأخرى خرطوش، مرددين هتافات الله أكبر، كما قام مجموعة من مؤيدى الدكتور محمد مرسى بارتداء الأقنعة السوداء حاملين الشوم والعصى وزجاجات المولوتوف تم توصيلها للمعتصمين بالدراجات البخارية لاستخدامها فى التصدى لأى اعتداء. كما شهدت محافظة القاهرة وبالتحديد فى محيط ميدان عبد المنعم رياض اشتباكات عنيفة بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى والمتظاهرين بميدان التحرير، حيث استخدم أنصار المعزول الحجارة وزجاجات المولوتوف وطلقات الخرطوش، فيما تبعه بموجة من الكر والفر أعلى وأسفل جسر 6 أكتوبر المطل على ميدان عبد المنعم رياض، بينما سمع دوى طلقات النار فى محيط الاشتباكات والتى سقط خلالها العشرات، كما شهدت منطقة المنيل هى الأخرى هجوم من قبل أنصار جماعة الإخوان على المواطنين أسفرت عن مقتل العشرات، فى حين توجه عدد منهم إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو لمحاصرته وأخذوا يرددون هتافات معادية للإعلام. كما شهدت محافظة الإسكندرية، موجة من الاشتباكات بين مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، ومعارضيه، وعناصر من قوات الجيش التى تدخلت لمساندة قوات الشرطة، وقام أنصار المعزول بإلقاء الحجارة وكرات النار على سيارات الشرطة، وقامت قوات الأمن بمطاردة مؤيدى مرسى، وأطلقت الغاز المسيّل لفضّ الاشتباك بينهم وبين المتظاهرين الذين احتشدوا بميدان سيدى جابر للاحتفال، وقام المؤيدون بإطلاق الخرطوش ورشق قوات الأمن بالحجارة، الأمر الذى أسفر عن مقتل 12 مواطناً وإصابة نحو 200 مصاب. وأكدت المنظمة أن ما يحدث هو انتهاك لمبدأ الحق فى الحياة فإنها تجدد أن ما يحدث يتعارض بشكل أساسى مع مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير لعام 2011 والتى من بينها الكرامة الإنسانية، والذى ترى المنظمة أنه أمر استفزازى لقطاع عريض من الجماهير المصرية. وعليه تطالب المنظمة بفتح تحقيق فورى وعاجل فى ملابسات هذه الوقائع وكشف المتسبب الرئيسى عنها وتقديمه للرأى العام وتوقيع عقوبات رادعة عليه حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه اللعب على أمن هذا البلد واستقراره والعبث بمقدرات الدولة المصرية وترويع المواطنين الآمنين. ومن جانبه أكد حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن العنف المحتدم حاليا والذى يتصدر الساحة السياسية لن يكون ملاذاً لحل المشكلات التى تطرق كل الأبواب المصرية الآن، ولا بد من الحوار السلمى البناء لفتح صفحة جديدة وترك الماضى خلف ظهورنا لاستعادة بناء مصر الحديثة. وشدد أبو سعدة، أن سعى جماعة الإخوان المسلمين إلى جر البلاد إلى منعطف العنف والعنف المضاد لن يقود إلا لمزيد من الدماء، والمطلوب هنا هو أن تندمج الجماعة فى العملية السياسية من أجل بقاء دولة القانون ودولة حقوق الإنسان، لاسيما أن هناك لجنة للمصالحة الوطنية تهدف إلى إزالة الاحتقان والانقسام فى الشارع المصرى السياسى نتيجة سياسات الرئيس المعزول.