أكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية، أن معدلات البطالة فى البلاد العربية تشهد ارتفاعاً فى معدلاتها مقارنة بأقاليم العالم الأخرى، لافتاً إلى أنها ساهمت فى تفاقم معدلات الفقر والتهميش التى تعتبر أحد أهم الأسباب للأحداث التى شهدتها العديد من دول المنطقة فى الفترة الأخيرة. وأوضح فى افتتاح مؤتمر السكان والتنمية، أن كثير من من الدول العربية لاتزال ضعيفة الدخل تواجه تحدى النمو العالى للسكان، ودول أخرى تعانى من ارتفاع وفيات الأمهات نتاج ارتفاع الأمية بينهن وضعف الوعى والخدمات الصحية وصعوبة التمكن منها، كما تشهد البلاد العربية حراكاً سكانياً عالياً، من هجرة قسرية وأخرى غير نظامية وهجرة عمل وهجرة كفاءات. ولفت إلى أنه بسبب الحروب والنزاعات تعاظمت أعداد اللاجئين والمهاجرين وأصبحت المنطقة تأوى أعداداً كبيرة من اللاجئين فى العالم، كما أن تفاقم البطالة ومعدلات الفقر قد دفع جمهوراً واسعاً من السكان والشباب بالأخص للهجرة غير النظامية وغير الشرعية، مما عّرض العديد منهم للسقوط فى شبكات الإجرام المتنامية وعّرض البعض الأخر للموت غرقاً وهم فى طريقهم بحثاً عن الرزق. وأشار إلى أنه رغم ما بذلته الدول العربية من جهود حثيثة لتعزيز فرص التنمية ولمواجهة التحديات السكانية ولتوظيف الفرص، فإن المنطقة العربية ما زالت تعانى من تحديات سكانية متشعبة، بل إن بعضها قد شهد تفاقماً خلال فترة الإنتقال الأخيرة. أكد على أن الشباب فى الدول العربية يفوق عددهم مائة مليون ويمثلون بذلك حوالى ثلث السكان فى سن 15- 29 سنة بل أن ثلثى سكان البلاد العربية هم دون سن ال25، وهذه الحالة السكانية الفريدة يطلق عليها "الفرصة الديمغرافية" لما يمثله الشباب من قدرات وطاقات مشاركة وعطاء بل وإبداع وابتكار. لافتاً إلى أن الشباب هم الأكثر حيوية مقارنة بالفئات السكانية الأخرى والأكثر تعليما والأكثر قدرة على التفاعل مع مختلف عوامل العلم والحداثة، ومساهماتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعى فى مختلف الدول العربية تشهد على ذلك.