نشوة تصديق الوهم النابعة من يقين ليس له أساس تجعلك متأكداً من كل ما تحسه وتراه واقعا وحقيقة وكل ما تنتظره من استسلام الطرف الآخر سيحدث لما خطط له عقلك وزينته لك أحلامك، وكأنك تغمد سيفك الساخن فى تورتة، والمفاجأة والصدمة يا عزيزى أن تحت الكريمة والمكسرات قالب حديدى فولاذى، وهناك من يحرسه وقت الشدة، وينضم له لأن آثار السيف ستصيبه هو أيضا، فتراه ملازماً للقالب وإن جفاه، وإن ابتعد عنه، ولكن هناك شىء ما بينهما. تعالَ اشرب شاى معى وافتح الكاميرا وبهدوء أصف لك طوابير أمام محطات الوقود وارتباك فى إدارة كل شىء، وإفلاس وخراب لكثير من الشركات والمشروعات المتوسطة والصغيرة، بل والكبيرة، وحالة ضنك واضحة للجميع وقطاعات كثيرة أصابها البلل، بل الشلل كانت فاتحة بيوت كثيرة أهمها السياحة التى ستعدم وتعلق من أقدامها فى نهاية شهر 6، حتى السياحة الداخلية والتضييق على المواطن العادى فى التمتع هنا أو هناك بات خطراً، حتى إن البعض حمد الله على أنه غير موجود بمصر فى هذا اليوم لهذه الدرجة وصل بنا الحال، ولن أطيل وارتشف من كوب الشاى المنعنع، وأنظر لأجد إعلاما ينفخ وينفخ له هدف مخطط له ولكنه ينفخ ولا تطاله ألسنة اللهب ولا الدخان ولا يعانى، فالمرتب الضخم ورغد العيش مقابل النفخ، والحرق ما أسهله هو أحد أسلحة ما يسمى معارضة أو جبهة إنقاذ أو تمرد أو جهات خارجية أو بدنجان وملوخية، المهم نفخ وحرق بأى سم واسم وتحت أى شعار، فتمرد فكرة قديمة لوح وأشار ونصح بها قيادى عاش فى بلاد تسمع زقزقة العصافير، وتسأل كلابها الأليفة أى أنواع الشامبو تختار فبل الشاور؟ وليس فى بلاد تصحو على طرقعة أنابيب البوتاجاز إن وجدت، وعلى ألفاظ ومشاحنات الجيران، وتأكل وتشرب وتستحم فى الترعة مع حيواناتها أيضاً الأليفة. وإن كانت تمرد مجموعة شباب رافض للوضع استغرب من جبهة الإنقاذ والأحزاب والتيارات المعارضة رغم خبرتها وادعائها بثقل وزنها ووجودها فى العمل السياسى بقيادات وأسماء بارزة ومشهورة سرعان ما انقادت وانخرطت ودخلت تحت عباية تمرد الحديثة المولد وجعلتها رمز وقائد.. علامة استفهام؟ المهم هناك هدف ما ولكن لا تقل لى معارضة حقيقية تسعى لإصلاح البلد وتغير الوضع لها مبدأ ولها منهج وخطة وبرنامج شفاف يعرفه الجميع تكسب من خلاله أصوات كل الشرائح وكل العامة بمصداقية ومسئولية وليس شرائح معينة كارهة أو ناقمة لتيار معين ضار بمصالحها ومنافعها ومكاسبها الشخصية بعيداً عن زيف الشعارات والتصريحات فالكبير ليس إعلامياً، ولكن الكبير فى حبه لبلده وتحمله للمسؤلية. وارتشف مرة أخرى من الشاى المنعنع لأجد سوء إدارة واضح وتصريحات استفزازية وقلة دراية لتسير أمور الدولة تجعل المواطن يشعر فعلا بأنه لا إنجاز تم رغم بلاء الثوب وخرقاته، أرى تقصيراً واضحا فى نواحى تهم المواطن تجعله يتذمر وغياب المصارحة والشفافية المستمرة تزيد الطين بلة والتراخى والحلم والطبطبة والتسويف ليس إلا مصيبة فى مرحلة، ووقت تحتاج فيه البلد للحزم، ومصيبتنا أننا مجموعة دول فى كيان واحد كالاتحاد الأوروبى ولكن الفرق أنهم لهم هدف واستراتيجيه وتكامل وتنمية مشتركة رغم اختلاف الملة واللغة والشكل ولكن نحن عندنا دولة القضاة ودولة الشرطة ودولة النقابات ودولة المعارضة ودولة الألتراس ودولة الفضائيات ودولة الكنيسة ودولة الأزهر ودولة سيناء ودولة هانم جارتنا الله يرحمها كل هذه الدول لها دور ومصالح وأهداف تتفق وتتحد ولكنها تختلف مع مصالح وأهداف مصر شوفتوا الهنا اللى إحنا فيه (صوتى يا اللى مش غرمانة) وتراثنا شاهد.. مداام تسمحى لى بالرقصة دى.. حد حايشك يا خويا ما ترقص.. كده طب بس أروح أتحزم وآجيلك.. يخيبك.. (معذرة القفشة تحكم) والحالة تغم وكوب الشاى قرب يخلص وأريد إنهاء ما أكتب هل سيمر التمرد الأخير بسهولة، كما يحلم به أصحابه وينتهى حكم الرئيس المنتخب ونبحث عن رئيس آخر فى 6 سنوات وبناء مؤسسات جديدة فى 6سنوات تتخللها 6 تمردات سيقوم بها الطرف الآخر وحاورينى يا تيتي... وهل سيستسلم الرئيس وسيرضى الشعب بسحق الشرعية والدخول فى نفق ليس له آخر.. من الغباء السياسى ألا تتخيل مقدرك خصمك، ومن الجهل ألا تحسب أنه يفكر كما تفكر فى مصالحة وكيف يحميها.. هل سنتعلم من المرات السابقة لنحقن دماء المصريين أن قدر وحدث ما لا يحمد عقباه ولماذا لا نتخذ الاحتياطيات من الآن وتؤمن الميادين والمنشآت ويفتش كل متظاهر ويعامل بحزم كل من يحرق أو يخرب ويعلن ذلك فى كل وقت وفى كل فضائية وينشر بالجرائد ويظهر بيان من الداخلية والجيش معا لحماية الممتلكات والتصدى بحزم لأى خروقات فالحياد ليس معناه مع الشرعيه بل حمايتها أيضا.. مع أنى أريد التكملة ولكن كوب الشاى انتهى ولننتظر ماذا سيحدث.