كواليس إلغاء مؤتمر البرادعى وصباحى بإمبابة.. قوى ثورية نصحت بعدم ظهورهما فى المشهد وترك تمرد تقود الشارع.. وتخوفات من مقارنته بمشهد "رابعة العدوية".. ومحاولة لتلاشى الاصطدام مع الإسلاميين

بعد دعوات لتنظيمه انطلقت أول الأسبوع الجارى، قررت القوى الثورية إلغاء المؤتمر الجماهيرى بإمبابة بعد اعتذار حمدين صباحى زعيم التيار الشعبى عن الحضور لدواع أمنية، ومن بعده محمد البرادعى، على حد قول التيار الشعبى، فيما أعلنت حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية إقامتها للمؤتمر أيا كان من يشارك به.
وأكدت مصادر ل"اليوم السابع، أن قرار الاعتذار جاء صباح اليوم وبشكل مفاجئ للجميع، حيث إن آخر اتصالات كانت مع صباحى فى تمام الساعة الثانية فجرا، والذى أكدت على مشاركته هو البرادعى، نافيا صحة ما تردد بأن شباب التيار الإسلامى رفضوا إقامة سرادق المؤتمر.
كما أكدت المصادر أنه ترددت أحاديث عن تلقى صباحى والبرادعى اتصالات من جهات سيادية تطالبهم بعد المشاركة تخوفا من حدوث اشتباكات أو محاولات اغتيالهم، فيما أعلنت حركة 6 أبريل الجبهة استمرارها فى انعقاد المؤتمر الصحفى بإمبابة للحشد ل 30 يوينو.
ومن جانبه، أكد مصطفى الحجرى المتحدث باسم حركة 6 أبريل الجبهة فى تصريحات ل"اليوم السابع" على موعد المؤتمر جماهيرى الحاشد تحت عنوان "مصر ما بعد 30 يونية" مشيرا إلى أنه قائم كما هو فى تمام الساعة السابعة والنصف مساء.
وقال إن المؤتمر مستمر كما هو، مضيفا "شباب الحركة لا يخافون من أى تهديدات، ولو كان البرادعى وصباحى مش هيجوا عشان دواع أمنية.. فشباب الحركة و غيرهم من شباب الثورة بيتعرضوا لتصفية من فترة ولن يخافوا أو يخشوا من ذلك".
بينما قال الباحث السياسى عمار على حسن أنه تقرر إلغاء المؤتمر الجماهيرى، والذى كان من المفترض عقده مساء اليوم الجمعة بإمبابة لأسباب مختلفة وليس الدافع الأمنى فحسب، لافتا إلى أن حركة تمرد حينما خرجت للشارع بعبقرية بالغة أصبحت أسطورة شعبية لكل مواطن مصرى يعتقد أنه هو صاحبها ومن ثم فإن الثورة قائمة.
وتابع حسن ل"اليوم السابع"، أن 30 يونيو يجب أن يبقى فى نظر الناس هو يوم الشعب وليس يوم لأشخاص بعينهم، فهو يوما لاسترداد الوطن وليس حركة من الصراع على السلطة، ومن ثم فإن ظهور بعض الشخصيات السياسية أو المرشحين السابقين للرئاسة ربما يوصل رسالة خاطئة للناس بأن ما يقدمونه هو صراعا من أجل السلطة والكرسى فقط مثلما تكرر من قبل.
وأشار حسن إلى أن أمرا آخر غير استبعاد الشخصيات والأسماء الرنانة كان سببا فى إلغاء المؤتمر أيضا وهو أن السرادق الخاص به لا يتسع إلا لسوى بضع مئات أو بضع آلاف وقد يستغل البعض ذلك للمقارنة بينه وبين الصورة الموجودة فى ميدان رابعة العدوية الآن.
وأكد الباحث السياسى، أن المصريين الذين سيخرجون فى 30 يونيو القادم سيكونون أكثر من ميدان رابعة العدوية.
وقال عمار: "أنه من غير الحقيقى أن يكون هناك مؤتمرا لما بعد مرسى فهى قضية شعب وليست قضية أفراد، فنحن فى مصر فى صراع ما بين السلطة والشعب لا بين السلطة والمعارضة ويجب أن تكون المعارضة جزءا من الشعب".
فيما أشارت هبة ياسين المتحدث باسم التيار الشعبى، أن المؤتمر تم إلغاؤه لضمان عدم وجود توتر أو اشتباكات تضر بالمواطنين وسط الأجواء الحالية وحرصا على عدم إحداث أى احتكاك مع فصيل التيار الإسلامى، مؤكدا على أنه سيتم إقامة فاعليات جماهيرية أخرى الفترة المقبلة.
وقال حسام فودة أمين شباب حزب المصريين الأحرار إن المؤتمر تم إلغاؤه حرصا على عدم إحداث آية مشادات مع التيارات الأخرى ولعدم تشتيت المواطنين، كما أن ذلك يأتى فى إطار التركيز على الحشد لمليونية 30 يونيو دون إعطاء فرصة لأى منازعات وأيضا للتأكيد على أن يوم 30 يونيو يوم للزخم الثورى.