سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب أمريكى: مصر تعيش حالة من تعادل "الإفلاس" السياسى والاقتصادى.. وأطالب واشنطن بربط مساعدتها للقاهرة بالتعددية السياسية.. يؤكد: على الولايات المتحدة دعم القوى المعتدلة فى الشرق الأوسط
تحدث الكاتب والمحلل الأمريكى البارز ديفيد اجناتيوس فى مقاله، اليوم الأحد، بصحيفة "واشنطن بوست" عن ضرورة دعم الولاياتالمتحدة للقوى المعتدلة فى الشرق الأوسط. وقال إن السؤال الأكثر إلحاحا الذى تواجهه إدارة أوباما الآن مع قراراه الأخير بتسليح المعارضة السورية هو "ما هى إستراتيجية أمريكا"، مشيراً إلى أن واشنطن فى حاجة إلى إطار عمل يربط سياستها فى سوريا بما يحدث فى البحرين ومصر والعراق وتركيا وأماكن أخرى فى المنطقة. وشدد الكاتب على ضرورة أن يكون هدف أوباما فى سوريا دعم القوى المعتدلة بما يعنى هؤلاء الذين يلتزمون بالتعددية وحرية التعبير وحكم القانون، والذين كانوا أساس خطابه الشهير فى جامعة القاهرة فى يونيو 2009، لكن لم يكن هناك الكثير للسير على خطاه. وتابع أن الإدارة الأمريكية ستكون مخطئة لو جعلت أساس مساعدتها للمعارضة السورية تقويض إيران، الداعم الرئيسى لبشار الأسد، موضحاً أنه يجب أن تعارض أمريكيا كل المتشددين الطائفيين سواء المدعومين من إيران وحزب الله، أو الجهاديين المؤيدين للقاعدة. وتشعر الإدارة بثقة أكبر إزاء تسليح المعارضة لأن اللواء سليم إدريس، القائد العسكرى للمعارضة يجسد هذه القيم المعتدلة والتعددية، إلا أنه لا ينبغى أن يكون هناك تشويش على الرؤية الأمريكية لأن إدريس ضعيف عسكريا، والولاياتالمتحدة تحتاج لتدعيمه بشكل ملح لكى يكون قائد حقيقى وليس مجرد غطاء أمريكى. ومن ناحية أخرى، طالب "اجناتيوس" أمريكيا بضرورة أن يكون لديها التزام مشابه بالطريق المعتدل من أجل تجنب خسائر الصراع الشيعى الطائفى فى البحرين. وقالت إنه برغم من أن ولى عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لا يزال يدعو للحوار الوطنى والمصالحة، إلا أنه فى حاجة إلى بعض "العضلات الدبلوماسية الأمريكية" للمساعدة على نجاح مساعيه، فيحتاج إلى دفع أمريكا للشيعة نحو نبذ العنف مقابل إصلاحات اقتصادية حقيقية. وشدد "اجناتيوس" على ضرورة أن تكون مصر أيضا جزءً من إستراتيجية أمريكا لدعم الاعتدال والمصالحة فى المنطقة، مضيفاً أن الحقيقة المحزنة هى أن نظام محمد مرسى يفشل فى الحكم بطريقة فعالة وتعددية. وقد أظهر استطلاع لمؤسسة زغبى للأبحاث تراجعا حادا فى تأييد مرسى، فقبل عام اعتبر 57% من المصريين أن انتصاره أمرا إيجابية، أو يجب أن يحترم، وتراجع هذا اليوم إلى 28%. واعتبر الكاتب أن مصر فى حالة تعادل الإفلاس السياسى والاقتصادي، وتعيش على المساعدات، وينبغى على أمريكا ألا تربط المساعدات الاقتصادية لمصر وقرض صندوق النقد بفرض سياسات التقشف، ولكن بالالتزام بالتعددية. وينبغى أن يشترط صندوق النقد على مرسى الحصول على تأييد كافة الأطراف فى مصر للمساعدات، لأن هذا الأمر من شأنه تعزز الوحدة الوطنية التى تحتاجها مصر. وأخيرا طالب الكاتب بلاده بضرورة تعزيز المصالحة الوطنية أيضا فى العراق، وألا تستمر إدارة أوباما فى دعم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان لو استمر فى اختيار لما أسماه بالسلطوية الإسلامية، وذلك من أجل تأكيد وقوف أمريكا بجانب قوى الاعتدال فى المنطقة.