انتظر خطاب الرئيس محمد مرسى فى ليلة امتحان الفيزياء، وأظن أنه لن يخيب ظنى! وأقول امتحان الفيزياء بالتحديد باعتباره الأكثر رعبا لطلاب الثانوية، ومصدر القلق الأكبر لأولياء الأمور، والملهم الرئيسى لوسائل الإعلام، وأكثر الامتحانات التى يمكن المتاجرة بها سياسيا، خاصة أن الرئيس لا يفعل شيئا على مدار الأيام الماضية سوى أنه يؤكد أنه يتابع امتحانات الثانوية العامة، وربما من كثرة متابعته لها كثرت حالات الإغماء داخل اللجان. فقد وجه الرئيس فى اليوم الأول دعواته إلى أبنائه من طلاب الثانوية العامة، وتمنى لهم النجاح، وكتب مرسى عبر تغريدة له على «تويتر»: قائلا: «دعواتى بالتوفيق لأبنائى وبناتى طلبة الثانوية العامة فى امتحاناتهم.. ربنا معاكم». أعتقد أن دعوات الرئيس وصلت إلى الطلاب داخل اللجان، فكانت النتيجة بكاء، وصراخا داخل وأمام اللجان، لذلك أغلب الطلاب قالوا بعد خروجهم من لجان الامتحانات «كفاية يا ريس دعاء لطلبة الثانوية.. أرجوك انس أبناءك الطلاب طوال فترة الامتحانات.. دعواتك وصلت ياريس.. ماتبسطهاش أكتر من كده»! لكن الرئيس لم يكن وحده الذى دعا لطلاب الثانوية، فما فعله محمد مرسى كرره بالضبط عصام العريان الذى أعلن أنه توجه إلى الله بخالص الدعاء أن يوفق أبناءنا وبناتنا جميعا، وتابع العريان عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أدعو الله أن يذلل لهم كل صعب وعسير، وأن يذكرهم ما ينسونه، وأن يجعلهم من الناجحين الفائزين، وبالطبع ما فعله مرسى والعريان فعلته كل جماعة الإخوان الذين وقفوا أمام اللجان لتوزيع الحلوى على الطلاب، مما جعل بعض الطلاب يسألونهم عن «الزيت والسكر»!. ما فعله الرئيس وجماعته، لم يحدث فى أى دولة لديها نظام تعليم محترم، أو نظام يحترم نفسه، فمن المفترض أن الرئيس لا علاقة له بمتابعة الامتحانات مهما بلغت أهميتها؛ خاصة أن الحديث عن الثانوية العامة باعتبارها عام تحديد المصير هى للأسف أسطورة، لا تعرفها سوى مصر التى يستخدم نظامها السياسى الثانوية العامة للترويج، والدعاية الكاذبة لنفسه، من أجل صناعة شعبية واهية ووهمية، لذلك تجد الدكتور مرسى مشغولا بامتحانات الثانوية بصورة تدعو للدهشة، والريبة. فالرئيس لم يكتف بأنه أمر القوات المسلحة بتأمين الامتحانات، ونقل أوراق الأسئلة بطائرات حربية، لكن مازال يتابع، وتتاجر جماعته بالامتحانات، والسؤال هل هناك بلد فى الكون يقوم فيه الجيش والشرطة بتأمين الامتحانات؟! وهل يمكن لبلد أن ينهض وجيشه مشغول بنقل أوراق الامتحانات؟ وهل ما يحدث له علاقة بالتعليم أو بالتربية أو بأى شىء؟ وماذا تفعل الرئاسة ووزارة التربية والتعليم إذا قررت وزارتا الدفاع والداخلية الابتعاد عن تأمين امتحانات الثانوية، والتفرغ للمهام الأساسية لها؟! وهل هذه وظيفة الوزارات السيادية؟ ومتى تتوقف هذه البدعة التى لا مثيل لها فى أى دولة فى العالم؟ وهل هناك بدائل فى الوقت الحالى؟