قال الدكتور حسن الترابى، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبى المعارض فى السودان، إن "الوضع فى السودان ساء وبلغ من السوء مدى واسعاً، والبلد فى اضطراب شديد"، مشددا على "أننا أشد الناس حرصاً على التحوّل (الديمقراطى) وإسقاط النظام لأنه منسوب تاريخاً إلى الإسلام، ولا نريد أن يُمثل الإسلام نظام فاسد وشديد الفساد وجبروتى". وتوقع الزعيم الإسلامى السودانى، فى حديث ل"صحيفة الحياة اللندنية" اليوم الثلاثاء فى الدوحة، "انهيار النظام بحركة ثورية شعبية"، وارجع قرار وقف تدفق بترول جنوب السودان عبر الشمال إلى "الرئيس (عمر البشير) الذى صدّهم بعد اتفاقه معهم (مع الجنوبيين) وقال لهم إشربوه (أى اشربوا بترولكم)". وأشار الترابى إلى إن السودان "فى اضطراب شديد، وتسمع أناساً من داخل النظام استيأسوا ولا يعرفون هل هم حركة إسلامية أم مؤتمر وطنى"، أى الحزب الحاكم. وتابع: "نحن (قوى المعارضة) وضعنا دستوراً انتقالياً يجمع القوى السياسية كلها حتى لا نغضب أحداً، وستكون هناك (فى الفترة الانتقالية بعد إسقاط النظام) أجهزة تحكم (لمدة محددة) لتعالج المشكلات الملحّة وتبسط الحريات للأحزاب، ثم تقوم انتخابات تأسيسية، والشعب هو الذى يسمح بالخيارات الدستورية، وهو يولّى من يوفر له خياراته". وشدد على أن "المعارضة لا تقبل بحكومة قومية فى إطار النظام (الحاكم)، فالحكومة القومية تُشكّل بعد إسقاط النظام، ولا أحد يشترك فى انتخابات يجريها النظام، ولا بد أن نجعل بيننا وبين الانتخابات (بعد بدء الفترة الانتقالية) مدى (أى فترة زمنية محددة)". وأضح الترابى أنه "لو قام انقلاب من داخل القصر فستقف كل المعارضة ضده وتقاومه إلى أن يقيم انتخابات تكفل الحريات، لا نبالى كثيراً بمن يأتى سواء من داخل القصر أو من خارجه، أما إذا قامت القوات المسلحة كلها وتولت السلطة ولم تحكمنا عسكرياً وتركت للناس إقامة حكومة انتقالية من مستقلين أو حزبيين فهذا هو النمط الآخر" لافتا إلى أن "هناك اتصالات بيننا وبين الجنوب، فنحن نطمح إلى أن يعود الجنوب إلى السودان (يتوحد مجدداً مع الشمال) ولا يُعاد بالقوة". واعتبر الترابى "أن ما يجرى فى سورية فضيحة لنا (العرب)"، وصفا دخول إيران و "حزب الله" فى حرب سورية بأنه "مأساة". قائلا "أن لست شيعياً ولا سنياً، وكنت أظن أن الطوائف مسائل تاريخية يمكن أن تتلاشى عبر الزمن والناس يقرأون كل الكتب التاريخية ويأخذون منها ما يناسبهم، ولكن يبدو أن هناك مقاصد أخرى تتلبس أحياناً بالطائفية لتفعل ما فُعل بسورية الآن، هذه (مسألة) خطيرة جداً على وحدة الأمة المسلمة عموماً، ومعنى ذلك أنه حتى لو انتصرت الثورة السورية ستنتصر بعد دماء، وبعد ذلك ستخلق شيئاً من الغيظ والثأر يمكن بعده أن تحدث وقائع لا يحب المرء أن تحدث فى بلد". وعزا دخول إيران و "حزب الله" فى الحرب السورية إلى "نزعة قومية تلبسوها بالطائفية الشيعية يمكن أن تأخذ إيران والعراق وسورية وحزب الله، كل هذا المد، هم لا يبالون، لماذا نبكى على الحسين إذا كنا نحب الموت وهدم البيوت وقتل الناس بهذه الطريقة؟"