المخاوف التى تزايدت مؤخرا فى مطروح لم تكن من الطاعون الذى ظهر على الأراضى الليبية بالقرب من الحدود المصرية، بقدر المخاوف من تأثر السياحة فى المحافظة، وخاصة أن الإعلان عن اكتشاف المرض جاء متزامنا مع بداية موسم الصيف، الذى يمثل الدخل الرئيسى لأهالى مطروح بسبب رواج جميع الأنشطة التجارية والسياحية. اليوم السابع رصد تأثير ظهور الطاعون فى ليبيا على حركة السياحة الداخلية والخارجية، حيث أكد المسئولون عن الفنادق المتعاقدة مع الأفواج الأجنبية عدم تأثر تعاقداتها، وأن نسب الإشغالات فى معدلها المعتاد فى مثل هذا الوقت من العام. بينما أكد عدد من المسئولين بالفنادق والقرى السياحية التى تعتمد على حجوزات الأفراد وعلى التعاقدات الداخلية مع الشركات والنقابات وغيرها لإقامة أعضائها خلال المصيف، تم إلغاء بعضه، بينما لم تتأثر العقود الأخرى وهى الأهم لأنها حجوزات جماعية ولأعداد كبيرة. ولم يؤكد أى من المسئولين بهذه الفنادق أو ينفى وجود علاقة بين إلغاء بعض الحجوزات مع ظهور مرض الطاعون بالقرب من الحدود الليبية، لكنهم أجمعوا أن الإلغاء جاء خلال اليومين التاليين من الإعلان عن ظهور المرض ولم يتم إلغاء حجوزات أخرى منذ الأربعاء الماضى. التأثير الأكبر كان على الشقق الفندقية والشقق المفروشة التى يمتلكها المواطنون، والتى تمثل القطاع الأكبر فى استيعاب النسبة الأكبر من ملايين المصطافين الذين يتوافدون على مطروح خلال الصيف، فقد تم إلغاء العديد من حجوزاتها على الفترة الحالية، بينما لم يتم إلغاء سوى عدد قليل من حجوزات الفترة القادمة. ورغم ذلك فإن الشواطئ والشوارع مزدحمة بالمصطافين الذين يستمتعون بأوقاتهم دون قلق أو خوف، وزادت الإجراءات الحكومية وإعلان وزير الصحة خلو مصر من المرض أعطى حالة من الارتياح لدى الجميع، مما يشير إلى أن التأثير محدود ويمثل حالات محدودة وفردية. وهذا ما أكده علاء عبد الشكور، مدير عام إدارة السياحة والمصايف التابعة لمحافظة مطروح، الذى قال إنه لا يوجد أى تأثير على السياحة الداخلية أو الخارجية وأن نسبة الإشغالات مرتفعة حسب البيانات الرسمية، على عكس ما يردده البعض عن توقعات بانخفاض وتأثر الإشغالات السياحية بسبب أنفلونزا الطيور والخنازير وظهور الطاعون، ويتوقع عبد الشكور أن تتضاعف أعداد المصطافين والسياح المتوافدين على مطروح، خاصة وأن محافظة مطروح لم تظهر فيها أى من هذه الإصابات.
