قرأت في ملحق ع الهوا في جريدة الأهرام ان السيدة مني الشاذلي المذيعة بقناة دريم الفضائية الخاصة في طريقها الي شاشة التليفزيون المصري الرسمي بعد ظهور بوادر خلاف مع ادارة القنوات، وان ذلك الظهور سيتم بصيغة لا تلغي وجودها في نفس الوقت بقنوات دريم،كما ان هناك رغبة قوية لتواجد السيدة المذيعة علي القنوات الرسمية،وهناك اكثر من اقتراح مطروح حتي يظهر ذلك التواجد في القريب العاجل متزامناً بين القناتين،وان القرار علي مكتب السيد انس الفقي وزير الاعلام،انتهي الخبر. شهيدة الرأي الفضائي .. اذكر للسيدة المذيعة جهدها في الحوار مع ضيوفها في شتي المجالات التي تهم المجتمع المصري نحو جلاء حقائق الأمور .. وآخر ما اذكره لها تعقيبها علي موضوع اغلاق قنوات اوربيت الفضائية بسبب مشاكلها المالية مع ادارة مدينة الانتاج الاعلامي حيث قالت في سياق حديثها عن توقف ظهور المذيع عمرو اديب "انتم السابقون ونحن اللاحقون" في اشارة منها الي قرب ابعادها هي الاخري عن العمل الاعلامي بسبب شجاعتها وصولاتها وجولاتها لترسيخ مبدأ حرية الرأي و التعبير .. ليبدو الأمر و كأن تنظيم الحريات الاعلامية الذي اقرته الدولة لوقف فوضي البث الفضائي هو بمثابة حجر علي الرأي وكبت للفكر وتكميم للافواه و.... و.... الي آخر ما صورته ان للاعلام الفضائي الحر شهداء ستلحق بهم قريباً دفاعاً عن حرية الرأي !! السؤال الذي تذيله علامات التعجب .. كيف يجوز للاعلامي صاحب منبر الرأي ان يكون مؤيداً ومعارضاً في نفس الوقت .. مؤيداً في برنامج يذاع صباحاً علي القناة الرسمية للدولة .. ثم معارضاً في برنامج آخر يذاع مساء علي القناة الخاصة .. وفي حالة السيدة مني ستكون مؤيدة بعد الظهر في قناة تليفزيونية ومعارضة ايضاً بعد الظهر في قناة تليفزيونية اخري .. وكيف سوف تستضيف الوزير المسئول في برنامجها المذاع علي القناة الحكومية ثم بعده بدقائق او قد يكون في نفس التوقيت تستضيف معارضي نفس الوزير في برنامجها الآخر المذاع علي القناة الخاصة .. و أي من "المنتين" سيتعاطف معها المشاهد الحائر بين القناتين الذي يبدو و كأنه يقرأ رائعة الأديب الأسكتلندي لويس ستيفنسون قصة "دكتور جيكل و مستر هايد" تلك القصة التي اهتم بها علماء النفس لما فيها من تحليل نفسي دقيق لما يدور داخل النفس البشرية من صراعات التناقض بين الخير والشر .. سؤال محير، ونحن عندنا ما يكفي من محيرات الأمور. دفعة أنس الفقي اعرف الوزير الشاب انس الفقي منذ فترة ليست بالقصيرة شاهدته بنفسي كيف يخطط لنشر الفكر و الثقافة بين فئات المجتمع المختلفة،و حقق نجاحاً ملموساً بشهادة الجميع،و لا اعتقد انه سيعجز عن اكتشاف مواهب شابة في مجال الاعلام المرئي،بل سوف يحقق نفس نجاحاته السابقة ان لم يزد عليها. فكليات الاعلام تزخر بمواهب اعلامية شابة ما زالت في سنوات الدراسة،ينقصها "الكشاف" البارع الذي يكتشفها و يقدمها للتليفزيون الرسمي للدولة .. قليل من التدريب لصقل المواهب تقدم لمصر اجيالاً لها علينا حق الاكتشاف قبل ان تحبط و تيأس عقب تخرجها في مدارس الاعلام .. لجنة من الصحفيين و الاذاعيين تتعاون مع عمداء كليات الاعلام لاكتشاف المواهب هي فقط المطلوب تشكيلها انس الفقي الوزير الشاب يمكنه في لحظة واحدة ان يجدد شباب شاشة التليفزيون المصري و يصنع نجوماً اعلامية يقدمهم للوطن .. لتكون تلك النجوم هي بحق "دفعة انس الفقي" لاحياء الشاشة الفضية الرسمية للدولة .. اتمني ان اري في "دفعة انس الفقي" للمذيعات .. ليلي رستم جديدة .. سلوي حجازي جديدة .. اماني ناشد جديدة .. ملك اسماعيل جديدة .. همت مصطفي جديدة .. هؤلاء كن المذيعات الرائدات بحق .. اثق في مقدرة الوزير الشاب علي تحقيق تلك الامنية و صناعة اكثر من مائة مذيعة جديدة لا تطلب الشهادة .. بل تطلب الحياة لها و لأخطر اجهزة الدولة تأثيراً في المجتمع .
