عزيزى المدخن أعتقد أنك لم تحاول أن تمتنع عن التدخين، أو حاولت مثلى وفشلت وسوف تجد أنت وأنا عشرات الأسباب لنعلقها على شماعة ضعف الإرادة، هذه الكلمات مجرد ضوء لما هو آتى فى هذه المقالة. المجتمع الغربى المتقدم لم يبن حضارته الحالية إلا بأسس اتفق عليها العقل الجماعى له، ومن ضمن آلياتها أهمية تضافر قوى العمل المدنى فى النهوض به، أى ثقافة التبرع التطوعية التى تتربى عليها الأجيال الماضية واللاحقة بهذا المجتمع عن طيب خاطر وبكل قبول نفسى وأحيانا نجدها فى بعض أطفالنا الذين تربوا فى بيئة تميل إلى عمل الخير لأهالينا ومجتمعنا. وما أطرحه اليوم هو فكرة لا أعرف مدى قبولها فى الشارع وبين زملائى المدخنين، لكنها فى طياتها فكرة خارج الصندوق لتنمية المجتمع بطريقة مباشرة بعيدة عن فكرة الاقتصاد الريعى ورفع الأسعار وتفتيش جيوب المواطنين بطرق التحايل والنصب، ولكن ما أسعى إليه إنما هو عمل للخير يعود ربما بنفع على الصحة بالتقليل الاضطرارى أو الإجبارى أو التطوعى للتدخين من ناحية ومن ناحية أخرى استخدام المال الناتج عن هذا العمل فى بناء مستشفيات ومدارس ومساكن اقتصادية للشباب– أى أن مردود هذا العمل سوف يعود عليك بالنفع ولن يذهب هباء، وربما تعتبر فى العرف بأنها صدقة جارية. فأنا وأنت نعرف بأن التدخين حرام بفتوى الأزهر، وقال البعض بأنه مكروه وفى كلا الحالتين سوف يكون التبرع بسجارتين من علبتك فى الأسبوع ما هو إلا تكفيرا عن أخطاء ومحو ذنوب كلنا ارتكبناها. تخيل أخى العزيز أنه فى كل أسبوع تم خصم سيجارتين من العلبة التى تدخنها أو تحرقها كما يحلو لنا أن نقول فى ساعة المزاح، هل يؤثر ذلك على مزاجك كمدخن. أنا أتحدث عن كل أسبوع وليس كل يوم، وهو ليس ترويجا لرفع أسعارها، وإنما أسعى إلى هدف أكبر وأسمى وأعلى بأن يكون ما نفعله هو عمل تطوعى نابع من عقل جماعى راض بأداء دوره فى تفعيل التكافل فى صورة بسيطة. ماذا لو قامت الشركات المنتجة للسجائر من إصدار علبة أسبوعيا تحتوى على 18 سيجارة بنفس سعرها المتداول فى السوق على شرط وجود رقابة وضمير فى ألا يتجاوز الإصدار إلا بما تراضينا عليه وهو كل أسبوع يتم خصم سيجارتين من علبتك، هل تتخيل المبلغ المتوقع تجميعه نتيجة هذا الأمر فى الشهر، سوف يتعدى 30 مليون جنيه وربما يتضاعف لأن نسبة المدخنين تتزايد يوما، تخيل معنى ذلك بأنه يمكن للمجتمع أن يجد مدرسة كل شهر، أو مستشفى كل 4 شهور أو عدد من الوحدات الصحية كل شهر، أو عدد من المساكن للشباب الباحث عن حياة يريد أن يتمتع بها ويعيشها بنفس راضية عن مجتمعة ليس متذمرا ولا متمردا ولا كارها ولاحاسدا . ابن بلدى أوجاعك هى أوجاعى وآلامك ليست بعيدة عما يلم بجسدى وعقلى، فلما لا نضع أيدينا ونتشابك ونتطوع بسيجارتين أسبوعيا من أجل تنمية مجتمع هو لنا وبنا ولأولادنا وأحفادنا، وإن أعجبتك الفكرة فانشرها بين أصحابك ربما تؤتى ثمارها ونجد مؤيدين لها.