سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرشد يخصص رسالته الأسبوعية للإسراء والمعراج والصلاة.. ويؤكد: صلاة الجماعة تدريب عملى على السمع والطاعة.. رواد المساجد بناة النَّهْضات وصنَّاع الحضارات.. وأمتنا تعانى من أزمة أَخْلاق ضمير ورقابة
خصص الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، رسالته الأسبوعية فى الحديث عن رحلة الإسراء والمعراج، وقال إن المسلم الذى يتربى فى المساجد هو من يصنع النهضة، مشدداً على أن الإسراء والمعراج من آيات الله الكبرى ومعجزاته العظمى التى اختصَّ الله بها الرسول حتى يرى دلائل القدرة، ويشاهد بعضًا من الكون العظيم، ويقف على جانب من الغيب، فيزداد يقينًا ويطمئنّ قلبه إلى نصرة الله تعالى وتأييده. وقال المرشد العام للإخوان، فى رسالته الأسبوعية، "إذا كان هذا شأن أهل الأرض معك فإن ربّ السماوات والأرض يدعوك إلى رحلة فى الكون الفسيح، لزيارة المسجد الأَقْصَى والسماوات العُلا، ليريك من آيات ِربك الكبرى، وكأن الأمة كلها بعدك ترى بعينيك". وشددت الرسالة على أن المسلم الذى يتربَّى بالمسجد، وينصهر بالصلاة، ويمتلئ قلبه بالتوحيد الخالص، هو رجل العقيدة الصادقة، والأخلاق الطاهرة، وهو الرجل الذى يتحرك فى مجتمعه، ليتقن ما يُسْنَد إليه من عمل، وينشر خيره ومعروفه حيثما تحرك، ويقابل جهل الجاهلين عليه بالحلم، ويتخذ الاقتصاد فى كل إنفاقه من الإسراف والتقتير، ويعطى الناس كل الناس بلا مقابل إلا ابتغاء مرضاة الله. وتابع بديع: "وهؤلاء هم بناة النَّهْضات، وصنَّاع الحضارات.. بهم تُرْفَع الرايات وترتقى المجتمعات، وتنهض الأمم، ومجتمعنا الإسلامى لأحوج ما يكون إلى هذه النوعية من الرجال الأطهار الأبرار التى لا تتخرَّج إلا من المساجد، ولا نقول بذلك إلا بعد ما أجمع القاصى والدَّانى على أن الأزمة التى تعانى منها أمتنا الإسلامية أزمة أَخْلاق، وأزمة ضمير، وأزمة رقابة، ويجمعها أزمة العقيدة الصحيحة التى تكبح جماح الشرِّ والرذائل وتنبعث منها عظيم الأخلاق، وكمال الفضائل، والقدرة على الترفُّع عن الصغائر، وأن يكون إلفًا مألوفًا للناس، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا خير فيمن لا يَأْلَف ولا يُؤْلَف". وقال بديع إن صلاة الجماعة تزوِّدُنا بعوامل النجاح ففى الصلاة يتجلَّى العدل والمساواة، فإذا نادى المؤذِّن حى على الصلاة.. حى على الفلاح، فإنما يدعو كل من يسمعه ممن تجب عليهم الصلاة، فيهم الغنى والفقير، والكبير والصغير، والأمير والمأمور، فإذا اجتمعوا وقفوا صفًّا واحدًا لا تمييز ولا تفريق، وفى الصَّفِّ الواحد فى المسجد تذوب الفوارق وتنمحى الطبقات، ويتم التطبيق العملى لمبدأ المساواة الذى يتشدَّق به دعاة المدنية والحضارة، وهم فيه فقراء. وأضاف أنها تُدرِّب المسلم على الوحدة والصف والنظام، حيث يقف خمس مرات فى صفٍّ متراص، مناجيًا لربٍّ واحد، ومتوجهًا إلى قبلة واحدة، ويتحرك حركة واحدة، تابعًا لإمام واحد لا يتعدَّد. وشدد المرشد العام على أن تماسّ الأيدى والأبدان يتبعها تماسّ القلوب، وحين تستوى الصفوف تستوى باستوائها النفوس والقلوب، لافتا إلى أن الصلاة تدرب المسلم عمليًّا على السمع والطاعة فى المعروف، وعلى أنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.