سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبير بالمركز القومى للبحوث: سد النهضة سيؤثر على توشكى ويدمر أراضيها.. ويتسبب فى تراجع الكهرباء المولدة من السد العالى للنصف.. ويغرق نصف مليون فدان بالأراضى المجاورة للسد
قال الدكتور حسن علام، أستاذ الهندسة الإنشائية والبنائية بالمركز القومى لبحوث الإسكان، إن مراحل إنشاء سد النهضة تنقسم ل 4 مراحل، لافتا إلى أن المرحلتين الأولى والثانية لا تمثل خطورة على مصر ولكن الخطورة تكمن فى المرحلتين الثالثة والرابعة. وأضاف علام، ل"اليوم السابع" أن المرحلة الأولى تتمثل فى تحويل المجرى المائى، وفى هذه المرحلة يتم عمل قناة بديلة للمجرى المائى أو نفق حول منطقة إنشاء السد بحيث يمكن من خلاله مرور المياه فيها مع قطع المجرى الرئيسى قبل وبعد منطقة السد لتجفيف منطقة إنشاء السد تماما، لتصبح جاهزة لعملية الإنشاءات، مشيرا إلى أن فى هذه المرحلة لا يوجد أى تأثير يذكر على كمية المياه المتدفقة عبر المجرى المائى إلا بنسبة بسيطة جدا لا تكاد تذكر، وهى كمية المياه اللازمة لتشبع منطقة التحويل بالمياه وبعض المفاقيد الناتجة من الطول الزائد للنهر عن الطول الطبيعى. وأكد أن هذه المرحلة ليس لها أى تأثير على أى أعمال أو سدود أخرى تقع بعد هذا السد، حيث إن كمية المياه ثابتة طوال تلك الفترة والتى تستغرق فترة من سنة حتى ثلاث سنوات لإتمام التحويل وإحاطة مكان الإنشاء. وأشار إلى أن المرحلة الثانية تتمثل فى مرحلة بناء جسم السد وتثبيت جميع المعدات والتربينات، وفى هذه المرحلة يتم تجفيف منطقة الإنشاء تماما والبدء فى تنفيذ جسم السد، حيث يوجد العديد من أنواع السدود منها الترابى ومنها الخراسانى وغيرها من الأنواع الأخرى التى تتعدد بتعدد نوعية المواد الداخلة فى إنشائها، كما يتم فى هذه المرحلة تثبيت التربينات التى سوف تستخدم فى توليد الطاقة الكهربية والبوابات عند المناسيب المختلفة المستخدمة فى التحكم فى منسوب المياه خلف السد، وأيضا لا يوجد تأثير يذكر من هذه المرحلة. فيما تتمثل المرحلة الثالثة فى تخزين المياه خلف السد، قال، هذه المرحلة هى أخطر مراحل إنشاء السد وأخطر المراحل تأثيرًا على المناطق خلف السد وأمام السد، حيث يمتد التأثير من كميات المياه المتدفقة إلى منسوب المياه إلى كمية الطاقة المتولدة إلى غرق مساحات شاسعة إلى النشاط الزلزالى الذى قد يصاحب إنشاء السدود. وأشار علام إلى أن أولى المناطق التى تتأثر بعد بناء سد النهضة بإثيوبيا هى توشكى، حيث سوف يقل منسوب المياه عن المعدل المطلب لرى الأراضى بتوشكى، ومن ثم ستتعرض الأراضى للتصحر نتيجة لعدم وجود مياه كافية لها، كما ستتأثر الكهرباء الصادرة من السد العالى بعد بناء سد النهضة، بسبب تراجع توليد الطاقة الكهربية من التربينات لانخفاض منسوب المياه الناتج عن عملية التخزين ولك فى حال عدم وجود اتفاق مسبق على منسوب معين يجب ألا يقل عنه. وأوضح أن سد النهضة يؤثر على الملاحة النهرية والسياحة النهرية وكذلك مآخذ محطات المياه فى المناطق خلف السد، فضلا عن تأثيره على كميات الطمى الواردة للمناطق خلف السد يؤثر على خصوبة الأرض التى ستفقد السماد العضوى المتجدد سنويا بتراكم الطمى عليها. وأكد على احتمالية حدوث نشاط زلزالى فى المناطق حول السد وخاصة مع تجاور الثلاثة سدود المزمع إنشاؤها والتى تبلغ أحمال تخزينها 74 مليار طن بالإضافة إلى الأحمال الناتجة عن تخزين سد مروى فى شمال السودان، وكذلك الأحمال الناتجة عن التخزين فى بحيرة ناصر، والخريطة التالية توضح المناطق التى يحتمل أن تنشط فيها الزلازل نتيجة لهذه السدود وهى منطقة القرن الأفريقى والتى هى نشطة زلزاليا بالفعل وسوف يزداد نشاطها وتصبح زلازلها أعنف مع استمرار التحميل، وكذلك الفالق بين قارتى آسيا وأفريقيا والذى يمر عبر البحر الأحمر إلى نويبع فى الشمال وهذا التأثير يشمل المناطق أمام السد وخلف السد على حد سواء. وشدد على ضرورة أن تكون هناك اتفاقيات بين الدول خلال فترة التخزين بحيث يجعل مشروعات توليد الطاقة التى تعمل خلف السد تعمل بنفس الكفاءة، لافتا إلى أن مرحلة التشغيل الدائم للسد هى من المراحل الأقل خطرًا على المناطق أمام السد بعد رفع منسوب المياه بها إلا من الفيضانات الزائدة عن التصرف الطبيعى، والتى تؤدى إلى غرق وتشريد مزيدًا من المواطنين، وكذلك فهى أقل خطرًا على المناطق خلف السد (جهة المصب)، حيث يحميها السد من آثار الفيضانات الزائدة ولكن المشكلة فى حالة إذا كان الإيراد أقل من الطبيعى عند هذه الحالة تتأثر المناطق خلف السد تأثرًا شديدًا نظرا لحجب جزء كبير من المياه عنها، لذا فإنه من الطبيعى والمحتم أن يتم وضع تصرف أدنى فى حالة الندرة المائية، تلتزم إدارة السد بتمريره بمنسوب أدنى لا يقل عن منسوب النهر خلف السد، وذلك ضمانا لاستمرار الحياة للمواطنين خلف السد. وشدد علام على ضرورة أن تركز الدول التى تقع خلف السد، على عدد من النقاط يأتى فى مقدمتها الاتفاق على وضع مقنن مائى أدنى يجب الالتزام به أثناء فترة التخزين لتمريره إلى الدول خلف السد، شاملاً التصرف الأدنى والمنسوب الأدنى الذى يجب ألا يقل عنه، مع الأخذ فى الاعتبار إعادة تأهيل مآخذ المياه والمشروعات التى سوف تصبح عديمة الجدوى نتيجة لبناء السد. وأضاف، من المتوقع أن يتسبب بناء السد فى إغراق نحو نصف مليون فدان من الأراضى الزراعية وتهجير نحو 30 ألف مواطن من منطقة إنشاء السد، ومن المتوقع أن يزيد بناء السد من النشاط الزلزالى فى المناطق المجاورة له وخاصة منطقة القرن الأفريقى والسودان والصومال وجيبوتى نظرا للأحمال الهائلة الناتجة عن الأوزان التى تفوق 74 مليار طن على القشرة الأرضية فى هذه المنطقة.