لم أكن أتخيل أن بعد ثورة عظيمة وكبيرة مثل ثورة 25 يناير، ليس لها مثيل، أن تصل بمصر إلى هذا الوضع المتردى والمتخلف من العراك السياسى وتردى فى الوضع المالى والاجتماعى إلى هذا الحد، وأن السياسة سوف تؤثر على المجتمع إلى هذه الدرجة وأن من دخل وانضم إلى الثورة متأخرا وخرج منها أولا هو الذى سوف يجنى ثمار هذه الثورة، وقد رضينا وقد جعل منه الله ملكا ولكن وصل به الحال أن جعل فكره كله فى غرام وانتقام، لا تفكير لدية غير ذلك، غرام بالسلطة والكراسى والمناصب والقيادة، فقد دون تفكير كيف يقود أمة بها 90 مليون فرد يحتاجون إلى حل لمشاكل الطعام والشراب والعلاج واللبس وإدارة الحياة اليومية لهم والعدالة الاجتماعية والانتقالية، يترك كل هذا ويقف عند المنصب والكرسى فقط، وكأنه يقول الكرسى ومن بعدى الطوفان، كما يفعل الأسد فى سوريا وكما فعل القذافى فى ليبيا، أما الانتقام فكان من كل شىء، قضاء، إعلام، قوى مدنية، والقبض على المعارضين له فى الفكر والرؤى، صحف، أحزاب، حتى الشعب نفسه، لم يسلم منه لم يترك شيئا فى مصر إلا وقد فعله، وضع اليد عليه، وتم تغيره سواء بالأصح أو بالخطأ، حتى القوانين قام بالتلاعب فيها وتعديلها على ما يهوى، والأفضل ليس بهذه الأمور تدار البلاد. إن الإدارة علم، كان يجب عليهم أن يتعلموا هذه الإدارة بعد خروجهم من السجون حتى يكونوا مؤهلين لإدارة البلاد، وأن يتخلصوا من ولاء الفرد إلى الولاء لمصر والمصريين وترابها ونيلها.