عبد المقصود يستخدم أبو عميرة فى ملاحقة المنتقدين للإخوان داخل ماسبيرو بأساليب قمعية

وقوائم سوداء وتحقيقات وخصومات وإقصاء لكل من تسول له نفسه انتقاد السلطة

لا تختلف الأنظمة القمعية فى سياستها الإعلامية عن بعضها البعض، ولكنها تتشابه فى تفكيرها وفى وسائلها لتنفيذ مخططها ومثلما كان يفعل النظام السابق مع الإخوان وجماعات التطرف ينهج نفس النهج وزير الإعلام الحالى الإخوانى المتولى صلاح عبد المقصود، إلا أن الزمن اختلف حاليا بمستجداته ووسائله التكنولوجية وقنواته الفضائية، ولكن برغم ذلك مازال وزير الإعلام يستخدم نفس الوسائل القمعية القديمة، لتكميم الأفواه ومنع الآراء الحرة داخل المبنى العريق ويستخدم الوزير المخرج شكرى أبو عميرة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون (المفترض أنه مخرج وينتمى للأسرة الإعلامية ويعرف قيمة الإبداع) لتنفيذ مخطط الإخوان نحو التمكين داخل أروقة الوزارة ووضع الإخوان المسلمين فى مكانة فوق النقد.
بمجرد تولى المخرج شكرى أبو عميرة منصبه فتحت عشرات التحقيقات وتحول الكثير من العاملين بماسبيرو للتحقيق ووقعت عليهم جزاءات إما بالخصم أو النقل أو الحرمان من الترقيات والمكافآت، وهذا الشهر بالتحديد أطلق عليه العاملون بماسبيرو شهر التحقيقات واستهداف كل من ينتقد أو يتسبب فى نقد الإخوان المسلمين سواء على الشاشة أو من وراء ميكروفون الإذاعة المصرية والوقائع كثيرة ومتعددة ومنها مثلا فى بداية الشهر الماضى استضافت المذيعة بإذاعة الشرق الأوسط اعتماد عبد الحميد المحامى والفلكى أحمد شاهين عضو الاتحاد الأمريكى للفلكيين المحترفين وعضو الجمعية الكونية الأمريكية فى برنامجها "ألوان الضيف"، وعلى الرغم من تطرق الحوار إلى الحياة العامة والشخصية للمحامى أحمد شاهين ومن بينها أمور فلكية، إلا أن إدارة المتابعة وبحوث المستمعين كتبت تقريرا تم رفعه إلى إسماعيل الششتاوى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق تضمن عدة انتقادات للمذيعة اعتماد عبد الحميد منها أنه لوحظ أن برنامجها أشبه بتوك شو، وأنها تركت الضيف يتحدث فى أمور فلكية ومغالطات حقيقة تتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر والغيب، لأنه قال فى الحلقة إنه تنبأ بسقوط مبارك والثورات العربية ووجاء فى التقرير أنها أساءت اختيار الضيف.
من جانبها قالت المذيعة اعتماد عبد الحميد لليوم السابع إن شاهين تحدث فى أمور متعددة لم يلتفت التقرير إلا لواحد منهم كما أننى سألته أثناء الحلقة ما إن كان هذا الكلام على مسئوليته أم فلا فأجاب بأنه على مسئوليته، وأشارت إلى أن الضيف تحدث فى أمور تاريخية وفى النهاية الحديث كان على عهدته.
وأكدت اعتماد عبد الحميد أن النظام المتبع حاليا فى المبنى هو "تطفيش المذيعين" عن طريق محاربتهم إداريا ليملوا ويطلبوا إجازات أو أن تتم إحالتهم للتحقيق كما حدث معى، واختتمت أنها ردت على هذا التقرير بcd الحلقة الذى رفعته لرئيس قطاع الأمانة العامة محمد أحمدين وحتى الآن وبعد مرور شهر لم يحدث أى جديد.
واقعة أخرى تثبت تعسف المسئولين بماسبيرو بأى مخطئ حتى وإن كان الخطأ غير متعمدا، حيث فوجئ كل من شادى جمال وناصر سند محررين أخبار بمحطة راديو مصر مساء 18 مايو بنقلهما من راديو مصر إلى ما يعرف بالأخبار المسموعة، بناء على خطأ فى إحدى النشرات، حيث قيل فى النشرة أن الرئيس مرسى يفتتح "كوبرى مشاه"، وهو الأمر الذى اعتبره عبد المقصود إهانة لرئيس الجهورية وتقليل من شأنه، فقام بنقله دون تحقيق الأمر الذى دفع العاملون بالمحطة لمنع النشرات من الظهور والامتناع عن برامج الهواء حتى اليوم الثانى وهو ما كان بمثابة ضربة قاسمة للوزير الذى لم يجد مفر إلا من مقابلة وفد من المحتجين وفى النهاية رفض الموافقة على عودته إلا بعد كتابة إلتماس بذلك ليثبت بها الوزير أنه مخطئ رغم أنهم حصلوا على نص الخبر من شريط أخبار التليفزيون المصرى.
من بين أغرب الوقائع أيضا التحقيق خلال الأسابيع الماضية مع المخرج شريف محمد مخرج بالقناة الثالثة والذى يقوم بإخراج برنامج "دفاتر الوطن" حيث ذكر فى إحدى حلقاته الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وقال إنه من رد إلى المصريين كرامتهم وأخبئ الثعابين فى جحورها الأمر الذى اعتبره الإخوان المسلمين اهانة لهم، وعلى الفور قام أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى برفع مذكرة لوزير الإعلام للتحقيق مع المخرج شريف محمد وبالفعل تم التحقيق معه الأسبوع الماضى، ودون مقدمات تم إلغاء التحقيق ويقول شريف لليوم السابع أن المسئولين قالوا له طالما تتحدث عن عبد الناصر لابد أن تتحدث عن زعيم إسلامى أمامه.
ولم يسلم العاملين بالقنوات المتخصصة من تحقيقات إهانة الإخوان ولا سيما أبناء قناة النايل لايف والتى تم التحقيق مع أكثر من معد ومخرج بها بسبب استضافة ضيوف يهاجمون الرئيس محمد مرسى وينتقدون الإخوان المسلمين وأسلوبهم فى إدارة الدولة.
وفوجئت المعدة سماح عبد العزيز والمخرج طارق مصباح العاملين ببرنامج "ممنوع الاقتراب" بتحويلهما للتحقيق بسبب هجوم ضيف برنامجهما الدكتور محمد العدل على الإخوان المسلمين، وتقول سماح إن فكرة التحقيق معها هو أمر انتقامى بسبب مواقفها من الإخوان المسلمين ومشاركتها فى مظاهرات ماسبيرو التى ترفض أخونة الإعلام المصرى، أما المخرج طارق مصباح فأكد أنه كان يعلم بما سيحدث له ولكن ما يندهش له أن قيادات القناة والقطاع يعلمون أن الضيف سيهاجم الإخوان والرئيس حتى وإن كان البرنامج فنيا، فلماذا وافقوا عليه من البداية.
أما رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون شكرى أبو عميرة فرفض أن يمر الشهر الماضى دون أن يضع لمسته على العاملين بالقناة الثالثة والإقليميات والذين لا يهنئا بسببهم بمنصبه الجديد كرئيس للاتحاد، فمطالبهم منذ اليوم الأول لجلوسه على الكرسى بعودتهم للتليفزيون دفعته للجلوس معهم أكثر من مرة والاستماع لمطالبهم، ولكن بعد أن نفذ صبره حول 7 من العاملين بالثالثة إلى التحقيق بتهمة الإساءة إلى القيادات وهو فى حقيقة الأمر سبب واه، وذلك لكون هؤلاء السبعة معروفين بتمردهم على سياسة الإخوان المسلمين خارج وداخل وزارة الإعلام، وهو ما يمثل انتقاما من نشاطهم ضد الإخوان المسلمين.