إضافة إلى ما ذكرته فى المقال السابق من إنجازات للنهضة البرازيلية التى حققها الرئيس البرازيلى السابق، فحققت أيضا التوسع فى الصناعة القائمة على التعدين والمعادن والصناعات الغذائية والجلدية والغزل والنسيج والصناعات التقنية المتقدمة لصناعة السيارات والطائرات. - تنشيط المجال السياحى حيث تمتلك البرازيل غابات وشواطئ وجبال مذهلة وابتكرت نوعا خاصا يعرف بسياحة المهرجانات، حيث تمتلك تراثا شعبيا شديد الخصوصية ونجحت فى استقبال 5 ملايين سائح سنويا. - نجحت البرازيل فى تخفيص نسبة الفقر من 38% إلى 21% من خلال برامج طموحة مرتبطة بتطوير المنظومة التعليمية ومحو الامية وتطوير العشوائيات. - وضعت مخططا استراتيجيا لمحاربة الفقر والحد من التفاوت فى الدخل. - وضعت فلسفة اقتصادية مزجت بين الحرية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. - تدعيم المزارع الصغير وشراء إنتاجه مع التوسع فى القروض الصغيرة للمزارعين. - منح معونات مالية مشروطة للأسر الفقيرة مع التزامها بتعليم أبنائها وتطعيم أطفالها بشكل منتظم. فقد وصل عدد المستفيدين نحو 11 مليون أسرة بما يعادل 33% من الشعب البرازيلى، حيث إن البرنامج لم يقض على الفقر تماما بل حرك ملايين الأسر إلى منطقة الطبقة الوسطى. - انضمت البرازيل إلى تكتلات اقتصادية أهمها (الميركوسور) فى أمريكا الجنوبية و(البريكس) الذى يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.. - شجعت الدولة القطاع الخاص والعام على الاستثمار فى المناطق الفقيرة حققت نجاحا كبيرا فى نوعية استقرار اقتصادها الكلى خاصة بتقدميها دعما قويا للإعانات الاجتماعية. وبعد هذه الإجراءات الإصلاحية الاقتصادية أصبحت البرازيل فى مصاف الدول المتقدمة وهى الآن: - تمتلك اقتصادا قويا يعتبر سابع اقتصاد على مستوى العالم بناتج قومى ضخم واحتياطى نقدى يبلغ 375 مليار دولار. - أكبر منتج فى العالم للوقود الحيوى من خلال استغلال المخلفات الزراعية ومخلفات المواد الصلبة. - تعتبر أول دول العالم فى إنتاج البن والسكر والقمح والذرة والكاكاو وعصير البرتقال واللحوم وفول الصويا والإثيانول وخامات الحديد. - تعد البرازيل ثانى أكبر الدول المالكة للماشية بعد الهند فلديها 200 مليون رأس من الماشية وهى من أكبر منتجى اللحوم فى العالم، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 15 مليون طن والسادسة فى إنتاج الألبان بطاقة إنتاجية مقدارها 22 مليون طن. - ثانى أكبر منتج للنفط فى أمريكا الجنوبية بعد فنزويلا البرازيل من أكثر دول العالم تشابها مع مصر فى نفس الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فالكثافة السكانية فيهما عالية وموقعهما الجغرافى متميز.. والانتقال من الحكم العسكرى إلى الحكم المدنى الديمقراطى مماثل لكل منهما. أمامنا فرصة كبيرة للاستفادة من التجربة الاقتصادية البرازيلية العملاقة.. فيمكننا الاستفادة من مجموعة التجارب البرازيلية فى مجال برامج التنمية الاجتماعية وبرامج مكافحة الفقر والقضاء على الجوع. تجربة البرازيل تستحق منا التأمل فلقد وصلت إلى وشك الإفلاس، ولكنها تمكنت من النهوض خلال ثمان سنوات فقط لتصبح الآن سابع قوة اقتصادية فى العالم بعد أمريكا والصين واليابان وألمانيا وفرنسا وهى أقوى اقتصاديا من بريطانيا وإيطاليا وروسيا وكندا وناتجها القومى الإجمالى 2و3 تريليون دولار. وهى معجزة لم تتحقق فى يوم وليلة، بل كانت ثمرة لإصلاح اقتصادى استمر 11 عاما بدأها دا سيلفا وتسملت الراية من بعده السيدة ديلما روسييف الرئيسة الحالية للبرازيل. إن زيارة الرئيس مرسى إلى دولة البرازيل تعطى لمصر الأمل فى الاستفادة من التجربة البرازيلية العملاقة وكيف يمكن الاستفادة منها فى سعينا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن الواجب علينا أن نتوجه إلى العمل والانتاج والبعد عن الاعتصامات والمظاهرات المدمرة والتركيز على النمو الاقتصادى حتى نتقدم كما تقدمت البرازيل وغيرها من الدول المتقدمة. وأهم من ذلك كله نبذ الفرقة والانقسام والمواقف المناوئه والمعوقة للرئيس والحكومة.. والحمد لله لدينا الموارد الطبيعة والكفاءات البشرية التى يتحقق بها هذا الأمل غضون سنوات قليلة.