فكرة "ورشة لتحويل الأدب إلى سينما" ربما لا تكون جديدة، لكن تحويلها على مشروع قائم بذاته هو ما انطلق منه الكاتب والصحفى الشاب هانى الأعصر مدير الورشة، حيث يتخذ من الأعمال الأدبية منطلقا لصناعة سينما جيدة بعيدة عن معطيات السوق السينمائى فى مصر. المشروع يهدف إلى تحويل روايات لمبدعين كبار إلى أفلام سينمائية، بما يساهم فى صناعة السينما وتقديم أعمال حقيقية، وفى نفس الوقت إبراز أسماء كبار المبدعين الذين يستحقون بالفعل، ويضم كلا من هانى الأعصر والناقد السينمائى عصام زكريا وأحمد مختار، كمؤسسين للمشروع ولجنة القراءة التى تضم العنصرين الأخيرين، ويقوم حاليا "الأعصر" مدير الورشة بجمع التوقيعات من الأدباء والروائيين للبدء فى مشروعه من خلال بيان تأسيسى يضم الفكرة الجوهرية التى يريد الانطلاق منها. البيان يقول إنه "نظرا لأن الأدب أحد المصادر الأساسية لفن السينما، لا تستقيم بدونه كما لا تستقيم بدون فن التصوير أو الموسيقى، ولأن الأدب العربى غنى بالأعمال التى يمكن أن تثرى فن السينما فى مصر، فقد فكرنا فى تأسيس هذه الورشة المتخصصة فى تحويل الأعمال الأدبية إلى سيناريوهات. الورشة تبدأ بأسماء كبار الروائيين، حيث تم اختيار أعمال لكل من جمال الغيطانى ويوسف القعيد وإبراهيم عبد المجيد وفؤاد حجازى، ورواية أدب عالمى لتصل إلى كتاب سيناريو شباب يشتركون فى المشروع، وهم إياد إبراهيم عبد المجيد وأحمد الهوارى ومى الشيخ وهانى الأعصر، وأسماء أخرى لم يعلن عنها بعد، هذه الأسماء ستقام لها دورات تدريبية تضيف إلى خبراتهم السابقة، لتحول الأعمال الروائية إلى سيناريو جيد. يقول هانى الأعصر عن فكرة المشروع وأسبابها "لدينا أعمال أدبية رائعة، وفى الفترة الأخيرة شاهدنا تردى حالة صناعة السينما فى مصر، فأردنا بمشروعنا من ناحيتين أن يعرف المشاهد العربى غير القارئ للأدب أسماء المؤلفين لأن النص هو البداية"، وتساءل: كيف يعرف الناس كتاب السيناريو أفلام مثل اللمبى، ولا تعرف كبار المبدعين بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم ويوسف القعيد، كما يلفت النظر إلى أن مبيعات الروايات التى تحولت إلى أفلام ارتفعت بصورة كبيرة بما يساهم فى رواج الأدب. الورشة تقدم للروائيين مميزات كبيرة تختلف عن الوضع الحالى، حيث يحصل الأديب كما يقول "الأعصر" فى حالة تحويل العمل إلى سينما على ما لا يقل عن 50 ألف جنيه، لأن النص هو الأصل، وهى المطالبة التى ألح عليها الأدباء كثيرا من قبل، كما يطرح المشروع فكرة أنه يشترط فى أى معالجة سينمائية أن تعرض على صاحب الرواية أولا ولابد من موافقته على التعديل لتنفيذ العمل. الناقد السينمائى عصام زكريا ركز فى حديثه على أن سبب تحمسه للمشروع هو الجزء الخاص بالسيناريو بجانب الأعمال الأدبية، حيث يرى أن المشكلة الأساسية فى السينما المصرية هى عدم وجود السيناريو الجيد، وأنه فى السنوات الأخيرة معظم الأفلام توجد فيها مشاكل فى السيناريو، وهذه هى الفكرة الأساسية فى المشروع، حيث يتم الاهتمام بالعنصر الرئيسى فى السينما الذى يتجاهله الجميع. ويضيف "زكريا" أنه سيتم التركيز فى الورشة على كيفية تطوير النص الأدبى وتحويله إلى سيناريو جيد لا يقل عن العمل الأدبى المأخوذ منه، وسيتم عقد دورات وورش لتدريب الشباب وورش خاصة بكل عمل ليخرج المشروع بصورة جيدة. كما يشير "زكريا" إلى أن السينمائيين لا يقرأون الأدب العربى ولا يعرفونه ولذا يختارون أعمالا تافهة لا تلفت النظر، رغم أن الأدب العربى ملىء بالأعمال الأدبية الجيدة التى لم تنتبه لها السينما، مؤكدا أن الأدب والقصة تجاوزتا السينما المصرية بكثير، ومن هنا كان انحيازه للمشاركة فى المشروع. ومن المبدعين الموقعين على البيان التأسيسى للمشروع كل من الروائيين جمال الغيطانى إبراهيم أصلان وإبراهيم عبد المجيد ومكاوى سعيد ويوسف القعيد وسلوى بكر وسحر الموجى وهالة البدرى.