أعلن بابا الفاتيكان فرانسيس، اليوم الأحد، قداسة مئات المسيحيين الراحلين فى أول قداس تطويب يترأسه، وذلك فى ساحة القديس بطرس. منح البابا التكريم الأعلى من الكنيسة الكاثوليكية لأكثر من 800 مسيحى من مدينة أوترانتو، قاوموا الغزو العثمانى للمدينة عام 1480، وآثروا الموت على التحول إلى الدين الإسلامى. وكان تطويبهم قد تقرر فى عهد سلفه، البابا بنديكت السادس عشر، فى مرسوم تلى فى حفل أقيم فى فبراير والذى أعلن فيه البابا السابق تقاعده. وبعيد انتخابه فى مارس، دعا فرانسيس إلى تعزيز الحوار مع المسلمين، وكان من غير الواضح كيف سيتم تسليم القداسة التى منحت للشهداء، والإسلام قضية حساسة بالنسبة للكنيسة، وكانت علاقة البابا بنديكت مع المسلمين متعثرة بشكل كبير. كما منح أول بابا من أمريكا الجنوبية كولومبيا أول قديسة: راهبة كدحت كمعلمة ومرشدة روحية للسكان الأصليين فى القرن 20. وفيما كان الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس من بين كبار الشخصيات فى القداس، قدم البابا الأرجنتينى لورا دى سانتا كاترينا دا سيينا مونتويا أى إيبيغويلا، بوصفها مصدر إلهام لعملية السلام فى البلاد، بعد صراع مستمر منذ عقود بين المتمردين والقوات الحكومية. وصلى فرانسيس من أجل أن "يواصل الأطفال الأعزاء فى كولومبيا العمل من أجل السلام وفقط تنمية البلاد". وطوب البابا أيضا ماريا غوادالوبى غارسيا زافالا، وهى مكسيكية كرست نفسها لرعاية المرضى، وساعدت الكاثوليك على تجنب الاضطهاد خلال الحملة القمعية الحكومية على الإيمان فى العشرينات من القرن الماضى. كما أخفت زافالا، المعروفة أيضا باسم الأم لوبيتا، رئيس أساقفة غوادالاخارا فى إحدى العيادات لأكثر من عام، بعد أن رفضت العائلات الكاثوليكية الخائفة توفير ملاذ له. وصلى فرانسيس من أجل أن تساعد شفاعة القديسة المكسيكية الجديدة الأمة على "القضاء على جميع أعمال العنف وانعدام الأمن"، فى إشارة واضحة لسنوات من إراقة الدماء، وغير ذلك من الجرائم المرتبطة بالمخدرات. وقال فرانسيس أمام الحشد، إن الشهداء هم مصدر إلهام، وخاصة بالنسبة للكثير من المسيحيين، الذين، فى هذه الأوقات وفى العديد من أنحاء العالم، لا يزالون يعانون من العنف، وصلى من أجل أن يكتسبوا "شجاعة الإخلاص والرد على الشر بالخير". ولم يشر البابا فى هذا الصدد إلى بلد بعينه، ولكن العديد من الكنائس المسيحية تعرضت لهجمات فى نيجيريا والعراق، كما تعرض الكاثوليك فى الصين الموالون للفاتيكان للمضايقات، والسجن أحيانا على مدى العقود الماضية. وفى المملكة العربية السعودية، يتعين على المسيحيين أن يصلوا بعيدا عن أعين العامة، لأن المملكة لا تسمح رسميا بإقامة الكنائس أو غيرها من دور العبادة لغير المسلمين.