أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أن خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة أمس الأول، مجرَّد حملة علاقات عامة؛ لتضييع الفرص وإضاعة الوقت، ومحاولة لتجميل صورة أمريكا التى تلطخت بالظلم والغزو وجرائم العدوان وإراقة دماء العرب والمسلمين فى كل مكان، وخاصةً فى فلسطين. وشددت الجماعة فى بيان لها أصدره مكتب الإرشاد اليوم السبت، عدم اختلافهم مع المبادئ العامة التى ذكرها أوباما عن حقوق الإنسان والعدل والحوار، لكنهم اعتبروا هذا مجرد تغير فى الأسلوب والتكتيك فى بعض القضايا؛ بما يؤكد سياسة التدخل الناعم للإدارة الأمريكية، بدلاً من استخدام الآلة العسكرية التى ما زالت تقوم بجرائمها فى أفغانستانوباكستان، فضلاً عن الاحتلال الذى ما زال جاثماً على صدر العراق وآثاره وتداعياته مستمرة. وقال بيان الجماعة "لقد استمعنا، كما استمع الناس فى العالم، إلى الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى أوباما من جامعة القاهرة، فلم نرَ فيه، كما توقعنا من قبل، جديداً يُذكر بالنسبة إلى الاستراتيجية الأمريكية". وشددت الجماعة على أن العبارات العاطفية واللغة واللباقة التى استخدمها أوباما لكسب مشاعر المسلمين لا تحقق عدلاً ولا تسترد حقًّا للمسلمين فى فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو باكستان أو غيرها من بلاد العالم الإسلامى التى يراق فيها الدم المسلم ليل نهار بتخطيط أمريكى. وأشار البيان إلى أنه ما لم تتوقف الحملة التى تقودها أمريكا ضد المسلمين، فإن التوترَ سيستمر ويشتد والمقاومة ستزداد وتقوى، وسوف يظل عدم الاستقرار فى العالم على حالته ما لم تتدارك أمريكا وقيادتها مواقفها الظالمة الداعمة للصهاينة وللظالمين الذين يأتمرون بأمرها. وأكد بيان الإخوان أن أوباما يسير على دربِ أسلافه، حكام أمريكا، فى سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الكامل غير المحدود للكيان الصهيونى، مشيرين إلى أن أوباما يلتمس كل الأعذار له فيما يفعل ضد الفلسطينيين، ويظهر ذلك واضحاً فى تركيزه على أسطورة المحرقة النازية التى وقعت لليهود. واعتبر بيان الجماعة، الذى أعلنه مكتب الإرشاد لمنع اللغط والجدل أو سوء الفهم، حسبما قال قيادات الجماعة، أن محاولةَ الرئيس الأمريكى دغدغة مشاعر وعواطف العرب والمسلمين من خلال استشهاده بالآيات القرآنية والأحداث التاريخية الإسلامية وقيم التسامح وإسهامات الحضارة الإسلامية فى نهضة وتقدم البشرية لم ولن تنجح فى تحقيقِ أهدافها، ولن تنطلى على العرب والمسلمين؛ مبررين هذا بأن ذلك مجرد تغير فى الأسلوب والتكتيك فى بعض القضايا، ليؤكد سياسة التدخل الناعم للإدارة الأمريكية، بدلاً من استخدام الآلة العسكرية التى ما زالت تقوم بجرائمها فى أفغانستانوباكستان، فضلاً عن الاحتلال الذى ما زال جاثمًا على صدر العراق وآثاره وتداعياته مستمرة. وانتقد بيان الجماعة الحديث المقتضب والسطحى عن الديمقراطية ولمز الشعوب التى تطالب بها فى العالم العربى والإسلامى، فى الوقت الذى غضَّ فيه الطرف عن الديكتاتوريات القائمة والأنظمة الفاسدة الظالمة التى تقهر شعوبها وتهمش دورها.