موقف أوباما من المستوطنات الإسرائيلية والذى أعلنه فى خطابه الأسبوع الماضى بالقاهرة أثار ردود أفعال متناقضة بين أعضاء الكونجرس الأمريكى، ما بدا للبعض وكأنه بمثابة مؤشر مبدئى عن خلافات قد تدب فى ساحة الكونجرس ما بين فريق سيعمل على دفع أوباما لتغيير آرائه بشأن المسألة الفلسطينية، أو تغيير السياسات الأمريكية تجاه موقفها من بناء المستوطنات الإسرائيلية ودعم بناء الدولة الفلسطينية. الفريق المعارض لآراء أوباما تمثله الأقلية الجمهورية فى الكونجرس، والتى على قلة عدد أعضائها قد تؤثر على قرارات أوباما تجاه القضية، وفق محللين. الدكتورة نادية الشاذلى أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أكدت أن أعضاء الكونجرس الأمريكى الذين يتلقون تمويلات من الجالية اليهودية بالولايات المتحدة مجبرين على انتقاد خطاب أوباما فى بعض النقاط التى يرون أنها تمس إسرائيل، مشيرة إلى أعضاء اللوبى اليهودى يمكنهم التأثير على السياسة الأمريكية وعلى قرارات الرئيس أوباما، "لكن من الصعب التكهن بما سيحدث حتى الآن، وإن كان من الطبيعى أن يكون هناك اختلاف فى الآراء فى أى بلد ديمقراطى". ومن جهته أكد السفير السيد شلبى أمين عام المجلس المصرى للشئون الخارجية على أن انتقاد الجمهوريون لخطاب أوباما "أمر متوقع" مستشهدا بمطالب عدد كبير من أعضاء الكونجرس فى مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأسبوع الماضى بعدم تعريض إسرائيل للخطر خاصة وأن الكونجرس "يعد قلعه اللوبى الصهيونى". ويرى شلبى أن تأثر السياسات الأمريكية بالضغوط التى يتعرض لها أوباما "أمر وارد" مشيراً إلى أن انتقادات اعضاء الكونجرس قد توقف أى تطور فى السياسة الأمريكية تجاه عملية السلام. إلا أنه عاد للقول بأن إصرار أوباما على رفض بناء المستوطنات سيعنى أن الرئيس الأمريكى" سيصمد أمام الانتقادات ولن تثنيه عن مشروعه فى المنطقة". فيما يشدد السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية على أن أوباما أكد على أن علاقات أمريكا بإسرائيل "غير قابلة للكسر" مرجعاً انتقادات الجمهوريين إلى كون الرئيس الأمريكى "مد يده للعالم الإسلامى". ويضيف أن أوباما استخدم سياسات مختلفة عن الحزب الجمهورى الذى يرى أنه يقدم تنازلات فى سبيل إرضاء المسلمين "وهذه السياسات قد تضر بإسرائيل فى نهاية الأمر وهذا طبيعى جدا على أحزاب المعارضة".