وصف أحد المحللين السياسيين بإسرائيل جيرالد شتاينبرج المدير التنفيذى لإحدى المنظمات غير الحكومية المعنية بالشئون السياسية ورئيس قسم العلوم السياسية فى جامعة بار أيلان خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى القاهرة، أنه مجرد كلام ولن يتم تحقيقه، جاء ذلك فى التقرير الذى نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم. أضاف شتاينبرج أن هناك عقبة كان يجب التغلب عليها، بالإضافة إلى اختلافات كبيرة جدا تمنع التفاهم والتعاون وتحقيق الأهداف المشتركة. وأضاف أن أوباما دعا إلى الفضائل والحرية والتسامح الدينى، بما فى ذلك اضطهاد الأقباط فى مصر، وضرورة تكافؤ الفرص التعليمية للنساء وكلها مشاكل كبيرة فى المجتمعات العربية صعب تنفيذها. وأشار إلى أن هذا التفاؤل هو أيضا جزء لا يتجزأ من خطة أمريكية وضعها أوباما لسياسته بالشرق الأوسط وذلك من أجل وضع حد للصراع العربى الإسرائيلى، وعلى أساس "الأرض مقابل السلام". مضيفا أن أوباما يقف على أرضية مهزوزة. فبعد الكلمات النبيلة التى رافقت عملية "أوسلو" انتهت إلى دمار وإرهاب على إسرائيل، وبالتالى فالإسرائيليون أقل استعدادا لسد الفجوة بين القول والواقع، فلا يمكن التغلب عليها فى غضون سنوات قليلة كما يحلم الرئيس الأمريكى. وقال شتاينبرج إن الرئيس الأمريكى قد يعتقد أن لديه بوضوح مبادئ القبول المتبادل بالرغم من أنه تجاهل الجيش الذين ينشرون الدعاية المناهضة لإسرائيل, إشارته بأن كل عمل من أعمال الدفاع عن النفس "جريمة حرب" و"انتهاك لحقوق الإنسان"، ورفض حق اليهود فى تقرير المصير هو أمر غير مقبول. وفى دعوة أوباما لحركة حماس الفرع الفلسطينى من الإخوان المسلمين بمصر، على حسب قول شتاينبرج، على التصرف بمسئولية "لوضع حد للعنف" و"الاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود". قال شتاينبرج إنه مجرد خيال مبالغ فيه للغاية من قبل أوباما. ففى إشارته لحماس فى الجزء الأول من الخطاب، ركز على مواجهة "التطرف والعنف بكل أشكاله"، بما فيها تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وفى الترويج لخطته للسلام، حث أوباما على تجميد المستوطنات الإسرائيلية، وهاجم شتاينبرج أوباما، حيث وصفه بأن تصوره زائف وخطر للغاية. فالإسرائيليون الآن أكثر عرضة للضغوط الأمريكية ومن القيادة الفلسطينية سواء حماس أو فتح أو الديكتاتوريات التى تحكم كل من مصر أو سوريا على حسب قوله. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو لا يستطيع أن يتجاهل أو يرفض الضغوط الأمريكية، ولا سيما إيران تواصل جهودها لامتلاك أسلحة نووية. ولكن إذا كان نتانياهو يقبل مطالب أوباما، وليس هناك أى تغيير فى الكراهية والعنف والرفض على الجانب العربى، فستفشل خطة "الأرض مقابل السلام" وسيكون من حق إسرائيل أن تقول لا حينذ. وأضاف أن خطاب أوباما فى الدعوة لمواصلة تطوير المبادرة العربية للسلام وللاعتراف بشرعية إسرائيل، يحتاج إلى سرعة ترجمته إلى عمل ملموس. كل هذا الكلام الذى أدلى به إسرائيل النفايات المصرية السعودية السورية، أو مسئول فلسطينى، سواء فى الأممالمتحدة، فى حرم الجامعة، ومسجد أو كنيسة وقود الصراع. وينطبق الشىء نفسه على افتتاحيات فى الصحف الرسمية، ومسلسل تلفزيونى يقوم على بروتوكولات حكماء صهيون التى أصبحت بذلك الشعبية. خرائط أن حذف كلمة "إسرائيل" لها نفس النتيجة. كل هذه الإهانات تم تجاهلها من قبل فريق السلام فى إدارة كلينتون خلال عملية أوسلو. فهل تفعل إدارة أوباما أفضل من ذلك؟ وقال شتاينبرج إن أوباما سيواجه صعوبة فى أن ينجح فى تحقيق غايته بالغة التعقيد السياسى، وسيحتاج أوباما أكثر بكثير من مجرد كلمات بليغة و"الشجاعة لبداية جديدة فالإصلاح الجذرى للدول العربية والإسلامية أمر ضرورى لإنهاء الركود فى الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ورفع الدعم عن عنف المتطرفين والرافضين للسلام بما فيها حماس وحزب الله". وفى نهاية تحليله لخطاب أوباما قال إن تجديد التفاؤل الأمريكى فى العلاقات مع العالم الإسلامى بعيد كل البعد عن الحقائق فى الشرق الأوسط.