هذه "ميلودراما" من فصل واحد وثلاثة مناظر هى طول وعرض وعمق الزمن عشنا أحداث الطول والعرض ونتطلع إلى معيشة الأعماق.. المنظر الأول: ينفتح الستار عن بهو فرعونى واسع أقصى يمين المسرح، جدرانه مزخرفة بالنقوش، يقف رجل فى وسطه شامخاً تكسوه هالة من كبرياء العلم، يبدو كالمدرس الذى يقوم بتعليم الصغار، بينما يجثو أحد تلاميذه على ركبتيه ناظراً إليه بأدب وهو يقول "لقد ربيتنى صغيراً عندما كنت معك وقد ضربت ظهرى ولذلك دخل تعليمك أذنى وإنى كالجواد الشارد فلا يأتى النوم نهاراً إلى قلبى ولا يأخذنى ليلاً لأنى أريد أن أكون مفيداً لسيدى، كالخادم النافع لصاحبه، ليت آمون يمنحك السرور فى قلبك ويهبك عمرا طويلاً حسناً حتى تعيش عيشة سعيدة وتبلغ العلا وترتدى التيل الجميل، وتركب العربة التى تجرها الجياد وبيدك سوط ذهبى ويهلك كل من يسىء إليك بكلام" المنظر الثانى: يتحرك الضوء ببطء ليعبر حقبة طويلة من الزمن من خلال الآثار المرسومة على الستارة الخلفية حتى يستقر أقصى يسار المسرح لنرى حجرة دراسية فى إحدى مدارس بداية القرن الواحد والعشرين ونسمع لغطاً يملأ الفصل وهرجاً ومرجاً ونشاهد مدرساً منهمكاً فى كتابة عناصر الدرس على السبورة، بينما أحد التلاميذ يقوم بتركيب ذيل ورقى فى بنطلونه، ونشاهد تلميذاً آخر انتهى من كتابة لوحة كبيرة ونهض واقفاً وهو يرفعها فوق رأسه وفى حركة دائرية يريها لكل زملائه نقرأ فيها "قم للمعلم وفه التلطيشا كاد المعلم أن يكون شاويشا" ونسمع التلاميذ يرددون خلفه بأصوات تشبه نهيق الحمير: شاويشا شاويشا المنظر الثالث: تطفأ أنوار المسرح ويسود صمت طويل بينما تبزغ الشمس فى منتصفه وينطلق صوت خرير الماء وزقزقة العصافير، يدخل رجل مهيب رأسه على شكل مبنى ماسبيرو وباقى الجسم مجموعة من صحف الصباح وكتب التراث والعلوم يمسك فى يده آلة تدل على أنه جاء ليصلح شيئاً ما قد تعطل، يقف فى المنتصف يتلفت يمينا ويتنهد ثم يساراً ويعض على شفتيه ثم يثبت نظره على الجمهور ويحدق فيهم طويلاً ثم يصيح متهللاً وهو يشير إلى رأسه وباقى جسمه: (الحل هنا) الحل عندى أنا، يكررها مراراً ونسمع رجع الصدى يملأ أرجاء المكان ثم ينسدل الستار.. ويضاء المسرح لتتبدى ملامح المشاهدين وقد اكتست بعلامات الرغبة فى التغيير..؟؟