بحثوا قديما عن أهم الصفات التى تميز الأذكياء عن الأغبياء واجتمعت الآراء على أن أذكى الناس من ليس له أعداء ويالها من صفة!! كما أنهم توصلوا بالتبعية لأغبى الناس وجدوه ووصفوه بأنه هذا الشخص الذى يجيد صناعة الأعداء لقد لفت انتباهى هذا التوصيف الجميل للإنسان الذكى الذى يحاول ألا يكون له أعداء ثم أثرت البحث لأجد لهذا الوصف الكثير والكثير فى تراثنا الإسلامى العريق فقد قال رب العزة بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) صدق الله العظيم إذا أحسن الخلق وادفع السيئة بالحسنة تمنع العداوة وتؤلف القلوب من حولك هذا مثال بسيط من كتاب الله سبحانه وتعالى وهو زاخر بالأمثلة والتوجيه، كما تذكرت مواقف ممن لا ينطق عن الهوى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عندما عاد إلى مكة ( وما أدراك ما مكة) فقد أخرجوا المسلمين (حفاة) صادروا بيوتهم وأملاكهم وأموالهم غير التعذيب، ولكن لما عاد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماذا كان تصرفه هل صادر مال أحد هل علق المشانق قال قولته الشهيرة ( ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن ) أتدرون من هو أبو سفيان ؟ هو العدو الأول للدعوة فى مهدها !! هو من جيش الجيوش من بدر إلى الخندق لكن هل رأينا تصرف الرسول معه ؟ لقد احتواه بلا معاتبه بل وأول ما أتى بعد الفتح منح أبو سفيان مائة ناقة. لقد قابل رسول الله وغر الصدر عند أبو سفيان بماء الحسن وطيب الرد هذا مثال بسيط لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يصنع الأعداء فقد أوصاه رب الأرباب بقوله ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). كما تذكرت قصة معاوية بن أبى سفيان وحواره مع عبد الله بن الزبير الذى لم يكن يعترف بمعاوية كأمير للمؤمنين وأرسل لمعاوية رسالة شديدة اللهجة فلما وصلت الرسالة لمعاوية وكان بجواره ابنه اليزيد فقال له معاوية ما رأيك يا بنى؟ قال رأيى هو السيف يا أبتاه فضحك معاوية وجعل الكاتب يكتب رسالة رقيقة إلى عبد الله بن الزبير فرد عليه عبد الله بن الزبير برسالة كانت مقدمتها من عبد الله بن الزبير إلى أمير المؤمنين معاوية ابن أبى سفيان )ساعتها التفت معاوية لولده ليعلمه الدرس الهام وقال له ( يا بنى أنا لا استخدم سيفى حيث تكفينى يدى ولا استخدم يدى حيث يكفينى لسانى ولا استخدم لسانى حيث يكفينى صمتى ولو أن بينى وبين الناس شعرة ما انقطعت إن شدوها أرخيتها وإن رخوها شددتها سبحان الله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ورضى الله عن صحابته. فهكذا تؤسس الدول وتدار وهكذا نبتعد عن صناعة الأعداء فقد تذكرت مثل هام لأصحاب الألباب إذا كان عدوك نملة فلا تنمله. إذا نحن لا نحتاج لنصائح ( مانديلا ) مع كامل تقديرنا له ولغيره من الناصحين بل نحتاج أن نتبع نهج سيد الخلق وخاتم الرسل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ونراجع التاريخ المشرف لأصحابه عليهم رضوان الله.