صوت أمريكا: ختان الإناث مازال منتشراً فى مصر.. ومخاوف من زيادته

تحدثت إذاعة صوت أمريكا اليوم عن ختان الإناث فى مصر، وتزايد مخاوف النشطاء المصريين بشأن صعود الإسلاميين إلى السلطة، والانعكاسات المحتملة لذلك على سنوات من النضال فى مكافحة ختان الإناث فى مصر.
ووفقاً للإذاعة، فإن لهذه الظاهرة جذوراً أعمق فى البلاد، حيث يرى مؤيدوها أنها دلالة على النقاء والإخلاص للمجتمع والدين، بينما تمثل هذه الظاهرة بالنسبة لمعارضيها تعبيراً مادياً عن التقليل من شأن المرأة، وقالت الإذاعة إن لعادة ختان الإناث تاريخاً طويلاً فى مصر، يرجع إلى ما قبل الإسلام، بل وحتى المسيحية، ومازالت هذه العادة شائعة فى مصر، حتى إن بعض التقديرات تشير إلى أن نحو 90% من النساء فى مصر تعرضن للختان.
وكانت مصر قد جرمت كافة أشكال الختان فى عام 2008، ويقول مراقبو حقوق الإنسان، إن عدد البنات اللاتى تتعرضن للختان قد انخفض بعدها بنسبة الثلث.
وفى حوارها مع "صوت أمريكا"، حذرت نهاد أبو القمصان، رئيسة "المركز المصرى لحقوق المرأة" من أن تؤثر هيمنة الإخوان المسلمين والسياسيين السلفيين على الساحة السياسية حالياً على تلك المكاسب، وقالت أبو القمصان، "إنهم يقولون ربما يصدر قانون يسمح بالختان فى حالات معينة، أو يقولون إن ذلك الإجراء يساهم فى حماية الفتاة، فهم يدمرون سنوات من الجهد لحماية البنت والمرأة فى مصر، وللأسف فإنهم يستغلون الدين فى ذلك".
وبالرغم من أن القضاء رفض الطعون القانونية على الحظر الحالى، تتزايد المخاوف بشأن تلك القوانين فى ظل الخلاف بين المؤسسة القضائية وحكومة الرئيس مرسى، ويزيد من تلك المخاوف احتمالية أن يحصل السلفيون على عدد كبير من المقاعد فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وتقول أبو القمصان، إن عادة الختان شائعة بين المسلمين والمسيحيين، حيث يعتقد كلاهما أنها جزء أصيل من ديانته، رغم أن هذه العادة ليست لها مرجعية دينية، وأن رجال الأزهر والكنيسة كانوا يؤكدون دائماً على نبذ تلك العادة.
من جهة أخرى، تحدثت الناشطة السياسية والمخرجة هالة جلال لصوت أمريكا، حول إحدى القرى المصرية التى قررت رفض الختان، حتى إن المرأة التى كانت تجرى عملية الختان للفتيات الصغيرات قررت التوقف عن إجرائها وانتقلت للعمل فى تنظيم حفلات الزفاف.
وأخيرا، وبالرغم من قدر النجاح الذى حققته تلك القضية على المستويين القانونى والشعبى خلال الفترة الماضية، هناك مخاوف من قبل النشطاء فى مكافحة الختان الآن بشأن المناخ السياسى الحالى، والذى ربما يجعل المرحلة المقبلة أكثر صعوبة.