مؤكد أننا فى مصر نملك ثروات كثيرة، ولكنها معطلة منها على سبيل المثال شباب الخريجين، وصحراواتنا الشاسعة بما فيها من معادن والمياه الجوفية نيل ما تحت الأرض والذهب المتجمد حول سواعد النساء، والمعلق فوق نحورهن والمخزون فى دواليبهن، وهذا المثل الأخير كان محوراً لحديث دار بين صديقى وزوجته لدى زيارتى لهما بعد طول اشتياق أنقله بدون حذف وأدعو القراء إلى استخلاص المعنى من بين السطور منعا للإطالة. فجأة وبدون مقدمات وجدت صديقى يقول لزوجته فى غضب: أنت سبب كل مشاكلى طالما ظل عقلك مغلقاً وجنازير الذهب هذه تسلسل ساعديك، وتطوق عنقك فردت وهى تضرب كفاً بكف: وما دخلى بما تعانيه، فأجاب وهو يكاد ينفجر: كم يساوى هذا الذهب حول ساعديك وعنقك؟ فقالت وهى تبكى: تحسدنى على ما أحتفظ به للزمن. هنا تهلل وجهه وكأنه عثر على كنز وقال: هذه كلمة تغيظنى وتؤلمنى أى زمن هذا الذى تختزنين له هذه الثروة، أهو الذى نعيشه ولا نجد ما نأكله أم تراه الزمن الآتى حيث لن أكون معكم فى الدنيا؟ فردت ببرود: تماماً ولكن معاشك سوف يكفينا وزيادة ولن أبيع الذهب هنا، بغيظ وما فائدته إذن؟ فأجابت: يعلى من قدرى بين الناس ويؤمنى ضد غدر الزمان، فشد الرجل شعره وقال بصوت عال: يعنى أنا الثور الداير فى ساقية حياتكم يلف ويدور ولا يخرج بشئ أما أنت فتضعى الأسورة فوق الأخرى وتجمديها مثل ثروات العرب فى بنوك الغرب، قاتل الله الخوف وهل ضمنت العيش إلى الغد؟ فردت ببرود: إن مت فسوف أموت مستورة فقال وكأن الحكمة تتفجر من بين يديه ومن خلفه ماذا لو بعناه وقمنا بتدوير المال تماما كما يفعل اليهود، أم سنظل كأجدادنا نحول الذهب إلى تماثيل نضعها فى المعابد ونسجد لها فقالت الزوجة: على الأقل تركوا لنا ما يدر علينا المال الوفير وبالعملة الصعبة، ماذا كنت تريد أكثر من هذا؟ فقال صديقى أما منهم فلا ولكن أريد منك التعاون والحب الإيجابى نتعب معاً ونفرح معاً، ونحزن معاً، بدلاً من إحساسى الدائم بأنك أرنبة تتوالد وأنا مرهق مثل ثور معلق فى ساقية فقالت وهى تبتسم ابتسامة صفراء: على رأى المثل لو قالوا ثوراً فسوف نقول احلبوه، هنا فقط قررت الانسحاب فى هدوء قبل أن أفقد إيمانى بالقلة القليلة فى مصر التى تعرف قيمة الذهب والفضة والتراب فى حياة البشر!