أكد د.علاء المهدى استشارى الجهاز الهضمى وأمراض الكبد، أن مصر تشهد 150 ألف إصابة جديدة بالإلتهاب الكبدى الوبائى "فيروس سى" سنوياً، بمعدل 700 إصابة كل ساعة، لافتاً إلى أنه وفقاً للمسح الذى أجرته مؤسسة مصر الخير حول انتشار الفيروس فى مصر، أن 5% من المصابين بالفيروس تتراوح أعمارهم من 6 إلى 12 عاماً، بمعنى أن هناك جيلاً بأكمله حامل للفيروس، والذى يبدأ نشاطه الفعلى بعد حوالى 20 عاماً. وأضاف المهدى، خلال الندوة التى عقدتها لجنة الحق بالصحة التابعة للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، برئاسة د.علاء غنام، مساء أمس، الأربعاء، بمقر المبادرة تحت عنوان: "العبء المرضى والالتهابات الكبدية B وC"، أن 16,5% من حالات العدوى بفيروس سى تحدث للمرضى خلال إجرائهم لعمليات جراحية، وذلك بسبب عدم تعقيم الآلات الجراحية بالشكل المطلوب للقضاء على الفيروسات المعدية، لافتاً إلى أن هناك عدة جهات تطالب لإجراء تحاليل للمتقدمين للعمل بها للتأكد من خلوهم من الفيروس، حتى لا يمثلون فيما بعد عبئاً مادياً على تلك الجهة لتكفلها بعلاجهم، داعياً لتنسيق مع تلك الجهات، والتى تتضمن جهات حكومية وشركات، للاحتفاظ بتلك المعلومات عن المرضى، وذلك حتى تكون هناك معلومات موثقة عن مدى انتشار الفيروسات الكبدية فى مصر ومراحلها المرضى. وأوضح أن هناك آراء تؤكد أن مرض فيروس سى سينتهى من العالم فى غضون 25 عاماً، خاصة مع وجود مشروعات لإيجاد تطعيم ضد الفيروس، بجانب بروتوكولات علاجية جديدة. من جانبه، قال د.علاء عوض استشارى الجهاز الهضمى بمعهد ثيودور بلهارس، أن 80% من حالات الإصابة فيروس سى مزمنة، بمعنى أن قدرة الجسم على التخلص تلقائيا من الفيروس لا تتعدى 20%، لافتا إلى ضرورة تفعيل نظم الوقاية للحد من انتشار العدوى بالفيروس، مع ربطها بالعلاج المقدم للمرضى، لأن فكرة الوقاية مرتبطة بشكل أساسى بالعلاج. وشدد على ضرورة وجود مشروع حكومى لإنتاج الأنترفيرون فى مصر بأسعار منخفضة، خاصة أنه مشروعات لباحثين مصريين وصلت للإنتاج المعملى لهذا المنتج الحيوى، بينها مشروع لتصنيع الأنترفيرون المصرى يصل ثمن إنتاج الحقنة فيه ب10 جنيهات، ويمكن أن يبلغ سعرها النهائى بعد خطوات التصنيع إلى 40 جنيهاً، لافتاً إلى أن دائما ما يصدر لنا وهم القدرة على إنتاج الأنترفيرون. وقال: "رغم وجود فجوة معرفية بيننا وبين الغرب فهو لا يعنى عدم إستطاعة مصر تطوير تكنولوجيا التصنيع لإنتاج منتجات جيدة من الأنترفيرون"، مستشهدًا بإنتاج أدوية الأيدز الفعالة بالهند وجنوب أفريقيا بأسعار منخفضة بدلا من الدواء الأمريكى أو الأوروبى مرتفع التكلفة. وأشار عوض إلى أن مرض فيروس سى يطلق عليه عالمياً "مرض الفقراء"، والقضاء عليه يحتاج إلى نظام حكم منحاز للفقراء، موضحاً أنه فى حالة عدم وتطبيق هذا النظام على المرضى أن ينضموا أنفسهم للدفاع عن حقوقهم، بتشكيل جمعيات لرعاية حقوق المرضى، على غرار جمعيات حماية حقوق مرضى الأيدز التى أنشأت فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونجحت فى الضغط على الحكومات الفيدرالية لتمويل أبحاث علمية حول جودة حياة هؤلاء المرضى. فى الوقت نفسه أوضحت د.أمل شفيق، خبيرة اقتصاديات الصحة، أن فيروس سى تحول إلى وباء حقيقى فى مصر، لافتة إلى أنه على الرغم من الدور الذى تبذله الجمعيات الأهلية لعلاج المرضى ومكافحة الفيروس، إلا أنها لا تستطيع أن تتحمل المسئولية بمفردها، وذلك لأن عملية زرع كبد واحدة يمكن أن توازى ميزانية جمعية بأكملها. ودعت إلى نقل مسئولية مكافحة فيروس سى فى مصر لمستوى دولى، على غرار ما فعلت بعض الدول الأفريقية عند إنتشار مرض الأيدز بها، خاصة أن مصر بدأت التعاون الدولى فى هذا المجال على مستوى الأبحاث فقط وليس على مستوى التمويل لمكافحة وعلاج المرض.