سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوجبات الفاسدة" تضرب طلاب المدن الجامعية.. 3 حالات تسمم خلال شهر واحد.. بدأت بوجبة ال"كشرى" بمدينة الإسكندرية.. و"الفراخ" أصابت 561 طالبا بالتسمم فى "الأزهر".. وطالبات القاهرة اكتشفن اللحم الفاسد
للمرة الثالثة على التوالى فى أقل من شهر، تكررت حالات التسمم فى المدن الجامعية بالجامعات، والتى بدأت فى جامعة الإسكندرية بإصابة 60 طالبا، ثم إصابة 561 طالبا بالمدينة الجامعية جامعة الأزهر، من خلال وجبة فراخ، ثم إعدام 200 كيلو لحم فاسد بمدينة طالبات جامعة القاهرة، قبل أن تصل لمتناول الطالبات، حيث كانت ستقدم لهم فى وجبة الغذاء، وتم استبدالها بالفراخ. ويتوالى سقوط طلاب المدن الجامعية ضحايا للتسمم الذى يصيب طلاب الجامعات نتيجة تناولهم أطعمة فاسدة بالمدن الجامعية، والتى لا يوجد عليها رقابة وفحص جيد، وتعانى من الإهمال وعدم الانضباط، مما يدعونا إلى انتظار سقوط طلاب مدن جامعية أخرى ضحايا للتسمم. البداية كانت بجامعة الإسكندرية، عندما تناول طلاب المدينة "بنين" جامعية بالإسكندرية وجبة العشاء "الكشرى"، وإثر تناولهم الوجبة شعر العشرات من الطلاب بحالة من الإعياء فى منطقة البطن، وارتفاع شديد فى درجة الحرارة، وآلام شديدة فى المعدة أدت إلى قئ، ما استدعى إلى الذهاب للمستشفى لتلقى العلاج اللازم لتحسين حالتهم الصحية، وفور الوصول والكشف والمتابعة لحالات الطلاب، اكتشف الأمر بأنه حالة تسمم غذائى جماعى ل60 طالباً، مما استدعى الأمر إلى الدفع بعدد من سيارات الإسعاف لنقل الحالات إلى المستشفيات القريبة من المدينة الجامعية، والبعض الآخر تلقى العلاج بمقر المدينة الجامعية. وحرر اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية، محضرا ضد إدارة المدينة الجامعية، واتهموها بالإهمال والتسيب، نظراً لعدم معاينتها للوجبات قبل تقديمها للطلاب. ثم جاءت اللطمة الكبرى فى إصابة حوالى 600 طالب بالتسمم" فى مدينة الطلاب لجامعة الأزهر"، حيث شهدت جامعة الأزهر بمدينة نصر تظاهرات حاشدة، ووقفات احتجاجية غاضبة، على خلفية تسمم وإصابة 561 طالباً، بعد تناولهم "الفراخ" فى وجبة الغداء بالجامعة. وصب طلاب جامعة الأزهر غضبهم على إدارة جامعة الأزهر، ووصل الأمر إلى الهتاف ضد شيخ الأزهر، ومطالبته ورئيس الجامعة بالرحيل، واتهامهم لإدارة الجامعة بالإهمال، وأسفر غضب الطلاب الشديد وتظاهرهم أمام المشيخة وتصعيد احتجاجهم لمطالبة شيخ الأزهر باتخاذ قرار حاسم تجاه هذه الكارثة الكبيرة، التى مروا بها إلى الاستماع إلى مطالبهم وإقالة رئيس جامعة الأزهر، ومدير المدن الجامعية، فى خطوة لتهدئه وتيرة الغضب الذى انتاب الطلاب. وأخيراً قدر الله أن ينقذ طالبات المدينة الجامعية ببولاق الدكرور، جامعة القاهرة، بعد أن ساقهم الفضول من تصاعد بعض الأدخنة ذات الرائحة الكريهة أن يكتشفن محاولة للتخلص من 200 كيلو لحوم فاسدة فى محاولة حرقها، كانت ستقدم لهم فى وجبة الغداء وتم استبدالها "بالفراخ" بمطعم المدينة. وتجمهر العشرات من طالبات المدينة الجامعية، بسبب ما تردد عن وجود لحوم فاسدة فى مطعم المدينة الجامعية، ومحاولة حرقها من قبل مسئولى المطعم وبعض العمال. وقام الأمن بمحاصرة المدينة الجامعية للسيطرة على تجمهر الطالبات، وفرض الأمن كردونا أمنيا، ومنع الإعلام من دخول المدينة، خاصة بعدما تردد عن وجود طالبات قمن بتصوير العمال، وهم يحرقون اللحوم الفاسدة فى محرق النفايات بالمدينة. وفاجأ الدكتور باسم عودة، وزير التموين، المسئولين بالمدينة الجامعية، بزيارة مفاجئة، وذلك بعد ما تردد عن تقديم وجبات بها لحوم فاسدة للطالبات داخل مطعم المدينة. وتابع وزير التموين، عملية إعدام اللحوم الفاسدة داخل المدينة، لافتا إلى أنه سيتم تحرير محضر بالواقعة، ومحاكمة المسئولين عنها وإحالتهم للنيابة. وطمأن، الوزير الطالبات الذين التفوا حوله، قائلا: "عندما سمعت بهذا الخبر جئت مسرعاً وهذا واجب على، وحقكم علينا، وكل شئ محل تحقيق وبرافو عليكو انتو عملتوا جهد كويس جدا، ووصلتم مشكلتكم ودلوقتى مشكلتكم فى رقبتى لحد لما يجى السيد رئيس الجامعة". فيما تجمع العشرات من طلبة المدينة الجامعية بمنطقة بولاق، منددين بحالات سوء التغذية داخل المدينة الجامعية، ومطالبين بإقالة قيادات جامعة القاهرة، وعلى رأسهم الدكتور حسام كامل واللواء طارق جيرانه مدير التغذية بالمدن الجامعية. وردد الطلاب هتافات عديدة منها "يا رئيس يا رئيس دم الطالب مش رخيص" و"اصحى يا طالب يا مصرى يا مجدع مهما تذاكر مهما تنجح تعبك رايح للحرامية" و"قولى يا مرسى قولى ليه عسكر يحكم مدنى ليه"، فى إشارة منهم لإقالة اللواء المتقاعد طارق جيرانه مدير عام المدن الجامعية. وقام أمن المدينة الجامعية لطالبات جامعة القاهرة، بغلق الباب الرئيسى للمدينة، وذلك عقب احتشاد الطالبات خلف الباب تجنبا لخروجهن. فيما قال الدكتور عز الدين أبو ستيت، نائب رئيس جامعة القاهرة، ل"اليوم السابع" إن الإجراءات التى اتخذتها الجامعة فى "أزمة اللحوم" بالمدينة الجامعية بنات، صحيحة، وهدفها الحفاظ على حياة الطلاب، وأنه تم استبدال وجبة اللحوم بالفراخ، مع إبلاغ "المورد" باسترجاع الكمية. وأضاف أن إدارة المدينة تستقبل، ما يكفى لوجبتين فقط من اللحوم، من الموردين، وتحتفظ بهما فى ثلاجاتها، وقبل البدء فى طهى اللحوم، تستخرج اللحوم من الثلاجة، حتى يتفكك الثلج منها، ويتأكد الطبيب البيطرى من سلامتها، مشيرا إلى أن الطبيب المسئول لاحظ وجود تغيرات بها، مما دفع إدارة المدينة لاستبدالها بالفراخ. وأضاف، أن المدينة فى هذه الحالة تتصل بالمورد، ويتم إرجاع الكمية وتوقيع غرامة عليه، ولكن الطالبات احتجزن الكمية، وتوجه وزير التموين إليهن. ومن جانبه، أكد أشرف مغاورى مدير الإدارة العامة لأمن مدينة جامعة القاهرة، على أنه لا توجد أى واقعة من أساسه داخل المدينة، نظرا لأن كمية اللحوم التى تم فحصها ضبطت من قبل مشرفى الأغذية والقائمين على الجودة، تم رفضها على الفور بعد عملية الفحص. وأضاف مغاورى فى تصريح ل"اليوم السابع" أن المخالفة الوحيدة، هى التخلص منها داخل المدينة، مشيرا إلى أن سبب تجمهر الطالبات جاء بعد مشاهدة أحد العمال أثناء قيامه بإعدام اللحوم التى تم رفضها. واستمعت مباحث التموين، إلى أقوال كل من حسن عبد الحى مدير تغذية المدن الجامعية بجامعة القاهرة، والطبيب البيطرى الذى كشف فساد اللحوم وطالب بإعدامها، بالإضافة لعدد من الطالبات، وذلك فى محضر الواقعة. وقال الطبيب البيطرى، إنه كشف على اللحوم بعد إخراجها من الثلاجات، صباح أمس الأربعاء، قبل طهيها، واكتشف تغير طعمها، مما دفعه لإبلاغ إدارة المدينة التى اتخذت الإجراءات اللازمة، وتم تغيير الوجبة إلى "فراخ" بديلا ل"اللحوم". ومن جانبها، أشارت مصادر بجامعة القاهرة، إلى أن إدارة المدينة تصرفت تصرفا سليما، ولكن الخطأ الإجرائى الوحيد فى هذه الأزمة، هو قيام أحد العاملين بمحاولة إحراق هذه اللحوم بدلا من تسليمها لإعدامها.