بعد أكثر من عشرين عاما على احتكار الإخوان الحديث باسم الإسلاميين فى نقابة المحامين، ظهر من يهدد بسحب دورهم، وظهرت فى الانتخابات الحالية عدة قوائم تحمل صبغة إسلامية، وترفع شعارات إسلامية، لا تبحث عن عضوية المجلس فقط، لكنها تصارع من أجل إزاحة الإخوان من موقعهم. فلم يعد شعار «انتخبوا أصحاب الأيدى المتوضئة»، «الإسلام هو الحل» الذى يرفعه مرشحو الإخوان كافيا للتأثير فى عقول وقلوب المحامين، ولا المعيار فى المواجهة أمام صندوق الاقتراع، بعد أن أصبح هناك مرشحو «رابطة المحامين الإسلاميين» التى تجمع محامين من التيارات السلفية، والجماعات، والجهاد، ومستقلين، «كائتلاف إسلامى حسب تعريفهم لأنفسهم». ظهور هؤلاء أثار قلق مرشحى الإخوان، ودفعهم لإرسال رسالة لمرشحى الرابطة يعبرون عن غضبهم من مشاركة أعضاء الرابطة بالترشيح، وحذروهم من محاولة إثارة المحامين ضد مرشحى الجماعة. ويقدم مرشحو رابطة الإسلاميين أنفسهم إلى المحامين، معلنين أنهم ليس خلفهم تنظيم سياسى الشهور الأخيرة وما تعرضت له الانتخابات من اختبارات كشفت أن المحامين الإخوان ليس لديهم استراتيجية وآليات تحرك، ويعتمدون طوال الوقت على رد الفعل. لكن ما أساء لموقف الإخوان هو تأسيس من يطلق عليهم «خوارج الإخوان» ،وعلى رأسهم مختار نوح، وثروت الخرباوى لجبهة جديدة باسم «معا»، وأخذت الرابطة الجديدة التى يزيد عددها الآن على ألف و100 عضو فى 14 محافظة، تقترب من الإسلاميين الآخرين غير الإخوان، ثروت الخرباوى مقرر جماعة «معا» يؤكد أن عصر الإخوان فى نقابة المحامين فى أفول، وأن هناك قوى بديلة تشكلت نواتها فى الانتخابات الحالية باسم «الطريق الثالث»، تعمل على نشر الوعى النقابى وتضم تيارات ليبرالية واتجاهات عدة، تكون حركة إسلامية حرة بعيدة عن الوعاء التنظيمى. يصب كل هذا مع وجود مؤشرات ضعف على أداء الإخوان الدورتين الماضيتين، حتى أن المحامين أصبحوا يطلقون على المجالس الأخيرة التى غالبيتها من الإخوان «مجالس الصراعات السياسية»، فكما يقول يوسف صقر- أحد قيادات التيار الإسلامى المستقل فى النقابة فى الثمانينيات- لم يعودوا معبرين عن صوت الإسلاميين ولا حتى مصالح المحامين، فالمصالح الشخصية انتقلت إلى ممثلى الإخوان وأصابتهم عدوى العمل بالمحسوبية والحظوة فى أداء الخدمة، ولم يعد يحصل على الخدمات، إلا من يحظى بودهم ويعمل لأجندتهم. كما أن رابطة المحامين الإسلاميين منقسمة إلى ثلاث فرق ،منهم من هو مع محمود عبدالشافى والمرشحين باسم الرابطة، وآخرون مع منتصر الزيات الذى انسحب من الانتخابات، وفريق ثالث مع ممدوح إسماعيل المرشح ضمن قائمة الإخوان. وهو عضو سابق فى رابطة المحامين الإسلاميين لكنه معروف الآن بأنه محام سلفى. ويرى أن مرشحى الرابطة يخوضون الانتخابات على سبيل التجربة وليس الفوز، مؤكدا أن الاختيار ليس على أساس من يمثل الإسلام بل لمن له رؤية وأصلح لعمل نقابى، ويؤكد أنه لا يتفق مع الإخوان مائة فى المائة وأن انضمامه لهم لأن أيديهم نظيفة فقط، لكنه يختلف مع كثير من مواقفهم خاصة فى علاقتهم ومواجهتهم مع سامح عاشور. هدف مرشحى رابطة المحامين الإسلاميين كما يقول «محمود عبدالشافى» رئيس الرابطة إنهاء الشللية، واتهم الإخوان بأنهم يعملون بمبدأ «إما أن تكون إخوانيا وإلا فلا»، فامتلاك الإخوان أموالا تستخدمها فى الدعاية أعطى قائمتهم قوة لكنها بدأت فى الأفول، معتبرا أنهم خاضوا الانتخابات بعد تفكير عميق، وإدراكهم أن بها أساليب غير شرعية، والإخوان يستخدمون بعضها لأن همهم الانتخابات كهدف تنظيمى ولعبة سياسية، أما الانتخابات لدى الرابطة فهى وسيلة لتقديم عمل خدمى نقابى. المشير أحمد على المرشح ضمن قائمة الإسلاميين يؤكد أنهم دخلوا للفوز وليس للتجريب، وإن كانت بعض أفكارهم تتلاقى مع الجماعة الإسلامية فليس لديهم ارتباطات بتيار سياسى أو أحد خارج العمل النقابي، ويبدى تفاؤلا بالفوز بثقة المحامين الذين شاهدوا إخفاق مجلس الدورتين الماضيتين.