من طوكيو إلى باريس (1).. 11 لاعبًا بين السقوط والأزمات في المصارعة

من طوكيو إلى باريس، رحلة سنأخذكم فيها للتعرف على نتائج اللاعبين المصريين، في نسختي الأولمبياد، لمعرفة الأسباب وراء النتائج السلبية للبعثة المصرية، ورصد ما فعلته الاتحادات الرياضية المختلفة.
والبداية ستكون مع المصارعة، التي عقد عليها المصريون آمالًا كبيرة، بفضل ذكريات كرم جابر أسطورة المصارعة المصرية، الذي جعلها أحد اللعبات المنتظرة للفراعنة في الأولمبياد.
أولمبياد طوكيو.. 8 مصارعين ونتائج مقبولة
في نسخة طوكيو، شاركت بعثة المصارعة ب 8 لاعبين، وهم: محمد إبراهيم "كيشو"، محمد مصطفى متولي، عبداللطيف منيع وهيثم فهمي في المصارعة الرومانية، عمرو رضا وضياء الدين كمال جودة بالمصارعة الحرة، سمر حمزة وإيناس خورشيد في منافسات السيدات.
حصل كيشو على الميدالية البرونزية في وزن 67 كجم، بعد فوزه الروسي آرتيم سوركوف، وذلك خلال منافسات الترضية، بعدما كان قد نجح في الوصول للدور نصف النهائي.
وقدم زميله محمد مصطفى متولي أداءً جيدًا هو الآخر، بعدما وصل لنصف النهائي وخسر أمام المصنف الأول عالميًا حينها المجري فيكتور لورسينز، قبل أن يخسر مواجهة الميدالية البرونزية أمام الألماني دينيس كودلا، متأثرًا بإصابته التي تفاقمت حتى وصلت إلى قطع في الرباط الصليبي وغضروف الركبة أيضًا.
وفي تلك النسخة، ودع كلا من عبداللطيف منيع، هيثم فهمي المنافسات من دور ال 16، بينما تأهل عمرو رضا لربع النهائي قبل خسارته على يد دانيار كايسانوف بطل كازاخستان والمصنف الثاني عالميًا، وخسر زميله ضياء الدين كمال في دور ال 16 لكنه حصل على فرصة جديدة بخوض تصفيات الترضية، لكنه هزم على يد الصيني زيوي دينج.
وعلى صعيد السيدات، ودعت سمر حمزة المنافسات من دور ال 16، أمام الروسية ناتاليا فوروبييفا، بينما خسرت إيناس خورشيد في الدور ذاته أمام الألمانية آنا كارمن.
أولمبياد باريس.. 11 مصارع وحصيلة الميداليات صفر
وفي المقابل بنسخة باريس، شاركت مصر ب 11 لاعبًا على صعيد المصارعة، وهم: مؤمن أحمد، محمد إبراهيم "كيشو"، محمود خالد عبدالرحمن، محمد مصطفى متولي، محمد علي جبر وعبداللطيف منيع في المصارعة الرومانية.
وبالمصارعة الحرة شارك جمال عبدالناصر، عمرو رضا، ضياء الدين كمال جودة ومصطفى الضرس، بينما تواجدت لاعبة وحيدة في منافسات السيدات وهي ندى مدني.
نتائج بعثة المصارعة في باريس كانت كارثية، لم تحصد مصر أي ميدالية، ولم ينافس على نيل ميدالية من الأساس سوى الثنائي محمد جبر وعبداللطيف منيع.
ودع ضياء الدين جودة، مصطفى الضرس، عمرو رضا، محمود عبدالرحمن، جمال عبدالناصر، محمد متولي وندى مدني من دور ال 16، وهي نفس المرحلة التي خرج منها مؤمن محمد، قبل أن تتاح له فرصة المشاركة في منافسات الترضية لكنه ودع من المباراة الأولى أيضًا.
الصدمة الأكبر كانت بخسارة محمد إبراهيم "كيشو" صاحب برونزية طوكيو، من دور ال 16، لكن على الصعيد الفني كان الأمر متوقعًا، بعدما كان كيشو قد ودع بطولة أفريقيا التي أقيمت بالاسكندرية، من الدور ربع النهائي على يد التونسي سليمان نصر الدين.
خسارة كيشو في بطولة أفريقيا جعلته مهددًا بالغياب عن الأولمبياد، لكنه تأهل بصعوبة بفضل مشاركته في التصفيات العالمية، وعلى صعيد بطولة العالم ودع اللاعب المصري منافستها من دور ال 32 في نسختين على التوالي هما 2022 و2023، لذلك يبدو أن حلم المنافسة على الميدالية كان مجرد التعلق بذكريات الماضي القريب.
كما جعلت القرعة موقف كيشو أصعب في أولمبياد باريس، حينما اصطدم بالمصنف الأول عالميًا الأذربيجاني حسرات جافاروف، الذي انتصر على اللاعب المصري بعدم التكافؤ، بعدما حمله وألقاه خارج البساط، لتصل النتيجة إلى 9-0.
لمشاهدة نقطة خسارة كيشو اضغط هنا
نقطة الضوء الوحيدة في المصارعة، كانت من نصيب محمد جبر بصورة كبيرة، حيث حقق نتائج مفاجأة بوصوله للدور نصف النهائي، قبل خسارته أمام بطل إيران، ثم أوزور جوزوبيكوف لاعب قرغيزستان لينتهي حلمه بحصد ميدالية في باريس 2024، وسط إشادة كبيرة من الجماهير رغم الخسارة.
لمشاهدة انتصار محمد جبر اضغط هنا
وكان عبداللطيف منيع قريبًا من تعويض خروجه الكارثي بالنسخة الماضية، بعدما تأهل للدور ربع النهائي وخسر أمام التشيلي أكوستا الذي وصل للنهائي، ليشارك منيع في منافسات الترضية، ويصبح على بعد مباراة من حصد ميدالية، لكنه خسرها على يد الصيني لينج زي مينج، بعدما تعرض لإصابة دموية أثرت عليه في الجولة الثانية، بعدما كان متقدمًا في الجولة الثانية.
لاعب بدور المدرب وخروج بدون عودة.. أزمات المصارعة في باريس 2024
كوارث المصارعة لم تتفوق عند النتائج السيئة فقط، حيث طرحت البطولة عدة علامات استفهام، من بينها تواجد جمال عبدالناصر في موضع المدرب خلال مباراة زميله عمرو رضا التي خسرها بعدم التكافؤ، بسبب انشغال مدرب منتخب مصر بالوقوف مع ضياء الدين كمال الذي كان يخوض مباراة آخرى في التوقيت ذاته.
وتعرض المصارع محمد إبراهيم كيشو لأزمة كبيرة، بعد إلقاء القبض عليه من جانب الشرطة الفرنسية، بعدما وجهت له سيدة فرنسية تهمة التحرش، لكنه حصل على البراءة وتم الإفراج عنه، لكن اللجنة الأولمبية المصرية أعلنت في بيان رسمي أن لجنة الهئيات والأندية والقيم سوف تحقق مع اللاعب تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه، والتي خرج لمشاهدتها، حيث لم يلتزم بموعد عودته للقرية الأولمبية في باريس.
وتراجعت المشاركة النسائية من ثنائي إلى لاعبة وحيدة، بعدما فشلت سمر حمزة في التأهل من خلال التصفيات العالمية، وكشفت عن تعرضها لإصابة قوية أثرت عليها
رئيس جديد للاتحاد ودعم 22 مليون جنيه بلا فائدة
تولى محمد محمود رئاسة اتحاد المصارعة خلفًا لعصام نوار في نوفمبر 2023، قال في تصريحات تلفزيونية سابقة عبر قناة أون تايم سبورتس بشأن الاستعدادات للتأهل إلى أولمبياد باريس: "نحن نعمل قدر المستطاع، عبداللطيف منيع خاض معسكرات خارجية، وكيشو فاز ببطولة في فنلندا، ويسير على خطوات ثابتة، وسمر وندى سيخوضون معسكرًا آخر".
رئيس الاتحاد المصري للمصارعة قال في تصريحات تلفزيونية آخر عبر قناة صدى البلد: "حققنا نتائج جيدة في بطولات أفريقيا للناشئين والشباب والكبار، وحصلنا على 52 ميدالية ذهبية و20 فضية بالإضافة إلى 11 برونزية، وأداء أشاد به الاتحاد الدولي والأفريقي للمصارعة".
وأضاف: "القرعة والتوفيق مؤثران في النتائج، ولا أحب أن أربط نفسي بشيء، وربنا هيوفقنا بكل تأكيد".
وأوضح رئيس اتحاد المصارعة في تصريحات تلفزيونية آخرى، أن الاتحاد حصل على 22 مليون جنيه من الحكومة لدعم اللاعبين في أولمبياد باريس، وهذا ما جعله يستطيع إخراج اللاعبين لعدة معسكرات خارجية.
البعثة المصرية في رياضة المصارعة ظهرت بمستوى مخيب، وخرجت خالية الوفاض، بعدة أزمات ولقطات حزينة وأحلام لم تكتمل، فهل يتغير شيء في لوس أنجلوس 2028؟، سؤال سيظل مطروحًا ونتمنى أن تكون إجابته "نعم".