الدوري الإسباني

"الحقيقة هي أنني احترم الجميع، ولكن لا تجمعني علاقة جيدة مع فلورينتينو بيريز".. كلمات صرح بها ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان عن رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، بشأن خلاف الثنائي حول صفقة كيليان مبابي لاعب الفريق الباريسي.
وانتصر الخليفي في صراعه مع بيريز، عندما تمكن من إقناع اللاعب الفرنسي الشاب بالمشروع الباريسي والتجديد لمبابي قبل انتهاء عقده حتى عام 2025 وقطع الطريق على ريال مدريد الذي كان يرغب في الحصول على خدمات صاحب ال23 عاماً.
ولكن أعاد بيريز تفوقه في صراعه مع الخليفي، عندما اقترب نادي ريال مدريد من حسم صفقة الفرنسي الشاب أوريلين تشواميني لاعب موناكو الفرنسي بعد صراع مع نادي باريس سان جيرمان، خلال سوق الانتقالات الصيفية.
إلا أن الحرب الباردة بين بيريز والخليفي لم تبدأ منذ هذه النقطة، بل ترجع العداوة بين الثنائي، عندما أخرج رئيس ريال مدريد مشروع دوري السوبر الأوروبي إلى النور، وقابله الخليفي برفض تام.
الشرارة الأولى
أوضح ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان، أن علاقته غير الجيدة مع فلورينتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد، يرجع سببها الأساسي إلى فكرة إنشاء دوري السوبر الأوروبي، باعتبار بيريز رئيساً للمشروع المزعم إقامته.
وكان ريال مدريد برئاسة بيريز أعلن بالتعاون مع 11 نادياً أوروبياً مساء التاسع عشر من شهر أبريل، بيانًا رسميًا مشتركًا في نفس التوقيت، للمشاركة في بطولة مستحدثة تُدعى "دوري السوبر الأوروبي".
وسعت هذه الأندية بالتعاون مع بعضها البعض من أجل تأسيس بطولة واحدة تضم كافة الأندية الكبرى في القارة العجوز دون الرجوع إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" مع إمكانية تحقيق عوائد مالية كبيرة من وراء هذا الأمر.
ولكن فكرة البطولة المنشقة قوبلت بالرفض من الاتحادين الدولي لكرة القدم "فيفا" والأوروبي لكرة القدم "يويفا"، ومن ناصر الخليفي بصفته رئيس رابطة الأندية الأوربية.
ودافع بيريز عن الفكرة مبرراً أن دوري أبطال أوروبا فقد بريقه: "البطولة الجديدة ستنقذ كرة القدم؛ لأن الكثير من الشباب فقدوا الاهتمام باللعبة بسبب رداءة مستوى اللعب في العديد من المباريات".
إلا أن ناصر الخليفي واصل هجومه على هذه الفكرة وأطلق على هذا المشروع "المشروع المحبط للأندية الأوروبية"، مؤكداً أنه لا يوجد أحد متفق على هذه الفكرة سوى 3 أندية فقط، في إشارة إلى الثلاثي ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس
وقل الحديث عن إقامة مشروع دوري السوبر الأوروبي خلال الفترة الأخيرة، إلا أن بيريز رئيس ريال مدريد يحاول إخراج المشروع للنور مرة أخرى من خلال رفع بعض القضايا في المحاكم الرياضية ضد الاتحادين الدولي والأوروبي، من أجل إثبات مشروعية هذه البطولة المستحدثة.
إقصاء وتأخر على العشاء
تجدد الحديث عن صراع بيريز والخليفي، عندما أوقعت قرعة دور ال16 بدوري أبطال أوروبا ناديا ريال مدريد وباريس سان جيرمان في مواجهة بعضهما البعض خلال الموسم المنقضي.
وتفوق نادي ريال مدريد على أرضية الملعب في صراعه مع باريس سان جيرمان عندما تأهل إلى ربع نهائي البطولة بالفوز في نتيجة مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة (3-2)، بينما يدور صراع آخر بين رئيسي الفريقين في المقصورة الرئيسية لملعب "سانتياجو برنابيو".
وقبل خوض المواجهة المرتقبة في إياب دور ال16 بين الفريقين، أثار بيريز غضب الخليفي عندما تأخر على حفل العشاء الذي يقام قبل كل مباراة في المنافسات الأوروبية وفقاً لتقاليد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، لمدة 26 دقيقة.
صفعة مبابي
الصراع تفاقم بين رئيسي الفريقين، عندما حاول فلورينتينو بيريز الحصول على خدمات كيليان مبابي خلال الانتقالات الصيفية مجاناً وسط اقتراب عقده من الانتهاء مع فريق باريس سان جيرمان.
ووسط كافة التقارير التي أشارت إلى أن مبابي رفض كافة العروض المقدمة له من نادي باريس سان جيرمان من أجل تجديد تعاقده مع الفريق في ظل رغبته الانضمام لصفوف الملكي الإسباني، إلا أنه صدم الجميع بخبر تجديد تعاقده مع الفريق الباريسي حتى 2025.
وخرج الخليفي قبل انطلاقة مباراة باريس سان جيرمان وميتز في ختام منافسات الدوري الفرنسي، ووجه كلمة للجماهير في ملعب حديقة الأمراء ليعلن تجديد عقد مبابي: "لدي خبر سار ..مبابي سيستمر مع باريس حتى عام 2025"، موجهاً صفعة كبيرة لجماهير ريال مدريد وعلى رأسهم بيريز رئيس الفريق الملكي.
حسم صفقتين
رد ريال مدريد برئاسة فلورينتينو بيريز على الخليفي، بحسمه لصفقتين أولها حُسم بشكل رسمي عندما خطف الفريق الملكي، اللاعب الفرنسي الشاب إدواردو كامافينجا من باريس سان جيرمان الفرنسي قبل بداية الموسم المنقضي، عندما رفض النادي الباريسي بيع كيليان مبابي في الصيف الماضي بمبلغ 200 مليون يورو.
الرد الثاني من بيريز بعد صفعة تجديد عقد مبابي مع باريس سان جيرمان، اقترب من الحسم بشكل رسمي، حيث توصل نادي ريال مدريد لاتفاق مع فريق موناكو الفرنسي من أجل ضم أوريلين تشواميني في صفقة قد تتخطى ال100 مليون يورو، ليقطع الطريق على فريق ناصر الخليفي الذي كان يرغب في ضم اللاعب الشاب في الصيف.