مع حلول الجولة الثالثة عشر، نجح ثمانية عشر مدربًا في التشبث بمقاعدهم على رأس القيادة الفنية لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز، ورحل ثنائي فقط، هما الإسباني خافي جارسيا المدير الفني السابق لفريق واتفورد والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو المدير الفني السابق لفريق توتنهام هوتسبر. ورحل جارسيا سريعًا بعد أيام من انطلاق الموسم، بينما حاولت إدارة نادي العاصمة الإنجليزية التمسك بالمدرب الأرجنتيني الذي قاد تطورًا تاريخيًا وصل إلى ذروته ببلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، إلا أن البداية المهتزة للغاية في الموسم الجديد بالسقوط المهين بسباعية أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا والتراجع للمركز الرابع عشر في بريميرليج أطاحت بالمدرب الشاب. الإطاحة بماوريسيو بوكيتينو لم تمثل حدثًا عاديًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل صنعت تحولًا استثنائيًا، ليس فقط لما قدمه الرجل الأرجنتيني مع ال "سبيرز" ولكن لأن خليفته كان البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو، الذي أصبح أحد أشهر الأسماء وأكثرها إثارة للجدل في تاريخ بريميرليج، بعد ثلاث تجارب سابقة، اثنتان منها مع تشيلسي والأخيرة مع مانشستر يونايتد. لكن ذلك الاستقرار ليس شاملًا بدرجة كبيرة، حيث تهتز مقاعد العديد من مدربي المسابقة، بعد نتائج سلبية وضعت أنديتهم في خطر كبير بعد تجاوز ثلث الموسم، وقد يعلن شهر ديسمبر القادم عن رحيل أكثر من اسم من مدربي المسابقة، في حالة استمرار تراجع النتائج. أبرز تلك الأسماء هو البرتغالي ماركو سيلفا المدير الفني لفريق إيفرتون، والذي تواصل الانهيار غير المبرر للفريق تحت قيادته رغم إبرام العديد من الصفقات القوية تحت قيادته في الموسمين الأخيرين، وعلى رأسها البرازيلي ريتشارليسون، البرتغالي آندريه جوميش، الفرنسي لوكاس دينييه والإيطالي مويس كين. أرقام ضخمة أنفقتها إدارة إيفرتون، ولم يتجاوز الفريق محنته تحت قيادة سيلفا، ليستقر في المركز الخامس عشر في جدول الترتيب، وقد يسقط لما هو أسوأ من ذلك في حالة فوز أستون فيلا على نيوكاسل في ختام الجولة الثالثة عشر. خسر إيفرتون وسط جماهيره بثنائية نظيفة أمام نورويتش سيتي الذي دخل المواجهة قابعًا في المركز الأخير بجدول الترتيب، إلا أنه أنهى معاناته على حساب إيفرتون، ليتواصل الضغط الجماهيري الكبير على الإدارة لإقالة سيلفا، وهو الأمر الذي يبدو وشيكًا في حالة أي سقوط جديد. في العاصمة الإنجليزية يعيش الإسباني أوناي إيمري أوقاتًا صعبة على مقعد قيادة آرسنال، بعدما تواصلت النتائج السلبية في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالتعادل بشق الأنفس وسط جماهيره مع ساوثامبتون صاحب المركز التاسع عشر، وسط العديد من الأزمات الإدارية. الأمر لم يتوقف عند تراجع آرسنال للمركز السابع في جدول الترتيب، بفارق ثمان نقاط عن أقرب المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ليجمع الفريق ثلاث نقاط فقط في مواجهاته الخمس الأخيرة. كما يبدو المدير الفني الإسباني غير مسيطر بشكل مثالي على غرفة خلع الملابس، بعد أزمات عديدة كان أبرزها اشتباك السويسري جرانيت تشاكا قائد الفريق لفظيًا مع جماهيره، وتقارير أكدت أن لاعبيه شككوا في نتائج تصويت اختيار قادة الفريق في الموسم الجديد. الأرجنتيني مانويل بيليجريني المدير الفني لفريق ويست هام بدوره أصبح أحد أبرز المهددين بالإقالة، بعدما تواصلت النتائج المتواضعة رغم الإنفاق الضخم لإدارة فريق العاصمة الإنجليزية، والتي لم تشفع لتكوين فريق قوي ينافس على مراكز التأهل للبطولات القارية. سقط ويست هام إلى المركز السادس عشر، وخسر أربع مواجهات في الجولات الخمس الأخيرة، ليتقرب نفاد صبر الإدارة التي دعمت المدرب المخضرم كثيرًا، وتصبح إقالته خبرًا متوقعًا في حالة أي تعثر جديد. ورغم أنه جاء بديلًا لجارسيا عقب بداية الموسم، إلا أن كيكي فلوريس المدير الفني لفريق واتفورد يبدو مهددًا بقوة بالإقالة، بعدما فشل في انتشال الفريق من كبواته، وتلقى هزيمة مهينة بنتيجة 8-0 أمام مانشستر سيتي، ورغم تحقيقه الفوز الأول على حساب نورويتش سيتي في الجولة الماضية، أعلنت الجولة الثالثة عشر عن سقوط جديد وسط جماهيره بثلاثية نظيفة أمام بيرنلي، ليتراجع مجددًا إلى قاع الترتيب. النرويجي أولي جونار سولشاير المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد يتمتع بدعم كبير من إدارة ناديه، لكن ذلك لا يمنع واقع أن إقالته لن تكون خبرًا مستغربًا في حالة تواصل الابتعاد عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، خاصة بعد دعم مقبول في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بإنفاق تجاوز 150 مليون جنيه إسترليني. يحتل مانشستر يونايتد المركز العاشر في جدول الترتيب برصيد 16 نقطة، قبل مواجهة شيفيلد يونايتد في الجولة الثالثة عشر، وابتعد الفريق تدريجيًا عن المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، وسيعني توسيع الفارق خلف تشيلسي صاحب هذا المركز تضاؤل الآمال في تدارك الموقف، مما سيضيق الخناق بشدة على نجم الفريق السابق.