في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. عندما تجد كل المساحات بها لاعبين إعلم أن المدرب يسير في الطريق الصحيح حتي لو تواجدت بعض الأخطاء التي يمكن معها أن يخسر مباراة. يواكيم لوف جعلك تشعر وكأن الفريق هو أحد الأندية الكبري في كرة القدم الأوربية ولم تشعر بتلك الأزمة التي تعاني منها أغلب المنتخبات الكبيرة ( التناغم في الأداء ) خاصة في النصف الأول من الشوط الأول امام اوكرانيا. ولإن المانشافت قدم أداء ممتعا فقد أتاح ذلك لأوكرانيا تبادل المتعة الكروية وشن الهجمات في ظل ( خطأين واضحين في تشكيلة المنتخب الألماني ) ولتواجد لاعبين متميزين جدا مثل كونوبليانكا ويارملينكو علي أطراف الملعب. المتعة لم تقف فقط عند حد اللاعبين ولكن إنقاذات بياتوف ونوير حارسي المرمي ثم الإنقاذ ( الميتافيزيقي ) لبواتنج أعطي الجميع فرصة نسيان مباريات اليومين الأول والثاني .. منذ متي ونحن نتحدث عن متعة الأداء عن مباراة طرفها ألمانيا ؟ الفضل يرجع لشخصين أحدهما سيتجه نحو مدينة مانشستر ليجاور الشخص الأخر الذي سبقه لليفربول. تواجد كروس وخضيرة أعطي الألمان صبغة هجومية في إرتكازي الوسط او بالأدق غياب الدفاع عن تلك المنطقة خاصة وأن لوف إعتمد علي 4-2-3-1 بدون أن يكون هناك هذا الواحد (جوتزه). إنطلاقات خضيرة والتحرك نحو عمق دفاعات أوكرانيا مع تحرك جوتزه للجانب الأخر والإبقاء علي مولر ودراكسلر في أقصي أطراف الملعب ( فكرة جيدة جدا ) ولكن التنفيذ هنا سيتطلب تواجد لاعب بإمكانيات أخري غير التي يمتلكها خضيرة وبالتالي يتوجب هنا أن نقف علي إختيارات لوف. لوف إعتمد علي جوتزه كرأس حربة ( لم يكن وهميا ) بسبب منطقة إستلامه للكرات فجوتزه تقريبا كان دائما قبيل خط منطقة الجزاء وهي المنطقة المعتادة التي يتسلم فيها رأس الحربة الكرات .. المشكلة الأكبر كانت في الأطراف. مولر الذي وجد نفسه يلعب كجناح أيمن ( مطالب بالتوغل في العمق ) ليصبح رأس حربة ثاني مطالبا في نفس الوقت أن يقوم بتدعيم هوفيديس في الجانب الدفاعي وهو الأمر المستحيل ( زمنيا ) بالإنتقال من تلك المنطقة لتلك المنطقة خاصة لو أضفنا أن خضيرة وكروس لن يقدما دعما بالضغط في مناطق محددة حتي يعود مولر لموقعه الطبيعي لوف هنا خسر مولر وخسر جوتزه ..بالأساس جوتزه لم يكن مؤهلا للبدء أساسيا بسبب إبتعاده مباريات كثيرة إضافة إلي أن هذا ليس مركزه كان يمكن تعديل المراكز بين ماريو ومولر ولو علي سبيل التجربة مع الإعتراف بأن جوتزه لا يجيد بشكل جيد في أطراف الملعب ولكن في كل الأحوال ستجد لاعبا أقرب لمركز يلعب به ( مولر ) مشكلة ألمانيا الدفاعية تتطلب وجود (كان أو فيجيل ) خلف خضيرة وكروس بل يمكن وقتها الإستغناء عن خضيرة في حالة رغبة ألمانيا في الإستمرار ب 4-2-3-1 .. لازلنا في أزمة رأس الحربة أو البديل الهجومي الذي يضمن للماكينات الإستمرار. تصادفك تلك المشكلة أحيانا عند إختيار العناصر في فريقك المفضل هل تضع ( ساني أو شورلي ) أم تلعب بجوتزه ..هل يلعب كان علي حساب خضيرة أو كروس ..الإحتياجات التكتكيكية هي من تحكمك وليست رغبتك في الزج بأكبر كم من ( المهارات ). إحتياجات لوف تجبره علي جعل مولر رأس حربة وعلي أن يلعب ساني أو شورلي كجناح أيمن في 4-2-3-1 ..مع ضرورة التضيحة بخضيرة وإقحام ( فيجل أو كان ) خاصة في مباريات الدور الأول ..لا تستهلك كل أوراقك فالبطولة ستبدأ فعليا مع الدور الثاني وربما دور الثمانية. إذا ما قرر لوف أن يلعب ب 4-3-3 ..فهناك مكان أخر لمولر ( اهم أوراق ألمانيا ) باللعب بجوار كروس في ثنائي الوسط الأقرب للهجوم مع دخول جوميز كرأس حربة ( تقليدي ) والإستغناء عن تواجد أوزيل في عمق الملعب وتواجد ساني ودراكسلر جناحي شالكه ..بالطبع تلك الطريقة ستوفر غطاء دفاعيا كبيرا علي أطراف الملعب المخترقة من جانب أوكرانيا أمس ..الأمر لن يكون متاحا بتلك الصورة مستقبلا حتي أمام البرتغال. أخيرا ألمانيا ومدربها لديهم من المرونة ما يجعلهم يتداركوا أخطائهم وهناك فارق بين فريق في طريق صحيح به بعض العقبات ولكنه يؤدي إلي البطولة وبين فريق آخر لا يعرف طريق البطولة. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك