في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. بطولات كثيرة ويتهم المنافسون الألمان بأنهم ماكينات لا يوجد في أدائهم متعة في المقابل كانت الألقاب تذهب لراقصوا أمريكا اللاتينية واختص الأوربين بألقاب أمثال الطواحين والديوك كلها أمور لم تثبط من عزيمة الألمان في بدء رقصتهم الخاصة منذ أربعة أعوام وأعني رقصة الفالس. الفالس خطوات ثابتة في كل الإتجاهات تقع بإنتظام معين مهما طال زمن الرقصة فلا يوجد تغيير الإلتزام في الرقصة والصبر كثيرا هو مفتاح فوز ألمانيا ببطولة كأس العالم ..الإيقاعات الثابتة. حفل نهائي كأس العالم بكم هائل من التغييرات التكتيكية علي أرض الملعب أستخدمت الأرجنتين خطتين في المباراة وأستخدم يواكيم لوف أربعة خطط في المباراة وأنتصرت كرة القدم لمن أعطي لها بقوة منذ البداية وأعطي يواكيم لوف (صك) المتعة للكرة الألمانية وباتت معشوقة ليست فقط لأصحاب العقلية التي تهوي الإنتصارات ولكنها أيضا لمن يعشقون الأداء الجميل بدون عقد بدون فلسفة بدون نجم أوحد. سيناريو اللقاء: في البداية أستخدم سابيلا التكتيك المناسب لمواجهة الألمان بدأ 4-4-1-1 بتواجد روخو وديمكيليس وجاراي وزاباليتا في الدفاع أمامهم في عمق الوسط ماكسيرانو وبيليا وعلي الطرفين دعم بيريز ولافيتزي خط الوسط وفي الهجوم تواجد ميسي خلف هيجواين. في المقابل بدأ لوف 4-3-3 معتمدا علي هوفيديس وبواتنج وهوملز ولام في الدفاع أمامهم كرامر وشفاينسيتجر وكرامر خلف الثنائي مولر وأوزيل ورأس الحربة كلوزة. تكتيك الأرجنتين كان مثاليا للغاية فغلق وسط الملعب ببيليا وماسكيرانو لمنع كروس أو كرامر من التقدم مع ثلاثي الهجوم في المقابل كان وضع بيريز ولافيتيزي حائلا مضادا لزيادات لام بجوار مولر وهوفيديس بجوار أوزيل. المعركة المبكرة وإلتزام لافيتزي ومحاولات هيجواين المستمرة أعطت ميسي فرصة الوصول بالأرجنتين لشن هجمات مرتدة في ظل تواجد مساحات شاسعة وإستغلال ثغرة هوفيديس وعدم جاهزية هوملز الكاملة. إلتحامات روخو وزاباليتا المبكرة مع مولر وأوزيل علي الأطراف أدت بألمانيا لمحاولات ضرب الدفاع الأرجنتيني بمحاولات تقديم هوفيديس ولام أكثر وتراجع شفايني للعب False Back بين هوملز وبواتنج حتي جاءت لظة خروج كرامر. مع خروج الألماني الشاب ودخول شورلي بات الفريق الألماني بدون إرتكاز دفاعي صريح وبدون ثلاثي في وسط الملعب حيث تحولت الخطة ل 4-2-3-1 ( مؤقتا ) بدخول أوزيل في العمق وتولي شورلي ومولر أطراف الملعب. المجهود المبذول من قبل بيريز ولافيتزي في التحرك يمينا ويسارا للتغطية علي بيليا وماسكيرانو قابله ضعف مساندة من ميسي الذي أكتفي ( بالتريض ) وسط ملعب ألمانيا إنتظارا حتي تأتيه الكرة ويقوم بمراوغة تنتهي في النهاية بدون خطورة حقيقية. المشكلة الأكبر كانت في تحويل خطة اللعب إلي 4-4-2 من قبل ألمانيا حيث عاد مولر ليلعب بين روخو وجاراي وتلك كانت نقطة التحول في المباراة مولر لم يتمركز كرأس حربة بل كان يصعد أثناء صناعة اللعب إلي التمركز بين جاراي وروخو وهنا يضطر الإثنان للضغط عليه وهنا أيضا تأتي فرصة لام للصعود بضغط يمكنه الإفلات منه من قبل لافيتزي أو بيريز ..شاهد الفيديو التالي : لو تريض ميسي فقط خلف لام لأجبر الأخير علي الصعود بحساب ولكن كل ما سبق كان إرهاصات الهدف منها إستنفاذ قوي بيريز ولافيتزي من قبل لوف حتي يستطيع فك شفرة قوة وسط ودفاع الأرجنتين وحتي يحمي نفسه من مخاطر الزيادة الهجومية من قبل وسط الملعب الأرجنتيني في ظل عدم تواجد defenceive midfield للألمان. كما كان متوقع خرج لافيتيزي بين شوطي المباراة والسبب الوحيد الذي يخرج بسببه هو الإصابة ولكن لا مبرر علي الإطلاق لإشراك ( أجويرو ) بديلا له فالفريق أجبر علي اللعب 4-3-3 وبات الجهد مضاعفا علي ( بيريز – ماسكيرانو – بيليا ) بعد خروج الضلع الرابع. في ظل ظهور الإجهاد علي لاعبي وسط الأرجنتين عاد أوزيل أخيرا لألمانيا بعد عودته لموقعه في وسط الملعب وبات الفريق يعتمد علي ثنائي ( مولر –كلوزة ) في العمق ..شورلي علي الجناح يقابله لام في الطرف الأخر بينهما أوزيل في ظل تواضع مستوي أجويرو وعدم تقديمه لشق الدعم لروخو. لا أعرف كيف يفكر سابيلا ولكنه أزداد سوء بإخراج هيجواين وإقحام بلاسيو الذي لم يقدم شيئا في مباراة هولندا فلا أستفاد الفريق هجوميا وأزداد ضغط الألمان علي سباعي الأرجنتين المظلوم وأجهد بيريز تماما وخرج ودخل جاجو وظل المتريض ( ميسي ). دخل جوتزه بديلا لكلوزه ومعه تحول شورلي و مولر لثنائي يتبادل موقع رأس الحربة وزاد أوزيل وجوتزه في الضغط علي طرفي الأرجنتين مع صعود لام في ظل إنهيار بدني لماسكيرانو وبيليا. ديمكيليس لا بد أن يخطىء تلك هي القاعدة والخطأ هنا جاء في الوقت الأصعب لكأس العالم ..ترك جوتزه وصعد للتغطية علي زاباليتا دون مبرر والنتيجة أن ألمانيا أكملت رقصتها بهدف في الشباك بعد إيقاع منتظم والتحول بين 4-3-3 ثم 4-3-2-1 ثم 4-4-1-1 ..لينتهي المونديال الأفضل في تاريخ كرة القدم. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك