في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. قبل السرد الكثير هل برشلونة يعاني تكتيكيا ؟ بالأدق هل إنريكي فقير تكتيكيا ؟ يمكنك أن تسترجع فترة تاتا وقدوم إنريكي لنعرف ماذا قدم المدير الفني الأسباني لبرشلونة بعد معاناة عامين. الجميع في برشلونة كان يلعب كي يسجل ميسي الهدف لا أن يسجل برشلونة الفوز ( كتبت تلك العباراة مرارا في وقت تاتا ومن قبله تيتو ..ماذا قدم إنريكي. حتي صرخة رونالدو الشهيرة في قلب مقر الفيفا بعد حصوله كأحسن لاعب في العالم للمرة الثالثة، كان ميسي يلعب أحيانا علي طرف الملعب كجناح بالتبادل مع لويس سواريز أو في العمق كرأس حربة وهمي ..بعدها تغير كل شىء. ميسي بات جناحا صريحا وسواريز تولي اللعب في العمق .. الأمر ليس ذلك فقط ..أسلوب اللعب تنوع بعد ذلك عند ضغط برشلونة من قبل أي منافس ..الكرات الطويلة لسواريز في المنطقة بين قلب الدفاع والظهير الأيسر المشغول بمراقبة ميسي تكررت كثيرا ( أمام الريال – فالنسيا –أتليتكو). نيمار وميسي يصنعا اللعب ويقوما بتجميع أكبر عدد من اللاعبين ناحية الأطراق للمراقبة أحيانا تصل إلي ثلاثة مع صعود ألبا وألفيس هجوميا. وقتها يتحرك راكتيش وإنيستا للعمق خلف سواريز وكما كنت أقول دائما ( ميسي ونيمار يصنعا اللعب ..إنيستا وراكتيش يصنعا الهدف ). حلا ثالثا دخول ميسي للعمق مع بقاء سواريز مع تحرر لراكتيش وألفيس في جناح الملعب الأيمن إضافة إلي تبديل أخر بين إنيستا وراكتيش ليتحول راكتييش إلي مهاجم جهة اليسار عندما يتوقف نيمار عن الهجوم فتتبقي مساحات هائلة يتسلل لها راكتيش خلف الدفاعات ..شاهد الصورتين التاليتين : أربعة حلول تكتيكية جديدة أضيفت إلي مدرسة برشلونة المعتادة ..أمرا يعد رائعا من مدرب في سنته الأولي والثانية مع برشلونة نجح فيها في فرض سيطرة فريقه علي البطولات جميعها .. ولكن ماذا حدث ؟. الأمر يتعلق باللاعبين ..كما جاء في تحليل الكلاسيكو ولقاء الذهاب أمام أتليتكو مدريد ..كان هناك شيئا ما يجعل لاعبي برشلونة يصرون علي اللعب في العمق وإغفال كل الحلول الثلاثة التي تم تقديمها علي مدار ما يقرب من موسم كامل وتحديدا من يناير 2015 . صعود ألفيس ورغبته في إرسال كرة متقنة علي رأس سواريز ( التردد الذي يجعل الكرة تعود مرة أخري إلي منقطة العمق )..كثرة التفكير في الأمر يجعله بلا جدوي ( التوقيت لا يقل أهمية عن دقة التمرير ). إنهاك راكتيش ومن قبله ألفيس جعلت الجبهة اليمني بلا أية قيمة خاصة مع دخول ميسي كثيرا للعمق ..صعود روبرتو لم يكن مؤثرا في أماكن حيوية من المرمي عكس خوردي ألبا . نيمار كان يجعل الطريق مفتوحا لألبا في الصعود ولكن هناك أزمة في دقة تمرير الظهير الأيسر رغم التوقيت الممتاز الذي يظهر فيه في منطقة الجزاء وهو الأمر الذي جعل برشلونة يقفد فرصتين محققتين لرغبة روبرتو في إستسناخ كرته مع ميسي في الهدف الأول . الأمر الجديد في تكتيك إنريكي والذي كنت أعد لشرحه في مباريات الدور قبل النهائي لو كان صعد هو إستخدام جديد لسواريز ( بالبقاء في منطقة التسلل ) . نعم ما قرأته صحيحا ..إنريكي كان يجعل سواريز متواجد خلف دفاعات المنافس وأقرب لحارس المرمي ( متسلل تماما ) ثم تأتي الكرة لأطراف الملعب الغير متسللين ومن ثم يصبح سواريز بدون رقابة بل أن مدافعي المنافس هم من سيكونون في ظهر سواريز وليس العكس . ألبا كان بإمكانه أن يفعل ذلك أمس في كرتين .. ألفيس كان يمكن أن يقدم ذلك في شوط المباراة الأول امام أتليتكو في كامب نو ووضح الأمر بشكل أكثر وضوحا في شوطها الثاني ( يمكنك ان تراجع شريط المباراة بنفسك ) . ما كان ينقص إنريكي أن يعد أليكس فيدال للعب دورا جديدا كجناح وسط في الإعتماد عليه فترات أطول خاصة مع تقدم برشلونة فهو في وجهة نظري الأكثر قدرة علي إستمرار برشلونة في إزعاج المنافسين من أردا توران . إستخدام أردا توران كجناح علي طرف الملعب كان يمثل حلا أخر مع نقل ميسي للعمق واللعب 4-2-3-1 في وقت أخر مع الإستغناء عن إنيستا ..حلولا تبدو بعيدة نوعا ما في ظل ضغط المباريات وعدم دخول أردا وفيدال إلا منذ يناير الماضي . هل تتابع بايرن ميونيخ ؟ في الموسم الماضي تعرض جوسيب جوارديولا لبعض الهزات في أخر الموسم كان من ضمنها الخسارة أمام فولفسبورج بنتيجة كبيرة في البوندزليجا ثم الخسارة من دورتموند في الدور قبل النهائي في وقت كان الفريق نصفه في المستشفي للإصابات ..هناك بعض ( الآراء اللا منطقية ) التي جعلت هيكنج وقتها أفضل من جوارديولا لمجرد الخسارة !!. لويس إنريكي قدم أكثر الخطوات خطورة في مشوار أي مدرب بأن يجبر ميسي علي الركض أكثر في منطقة الجناح وهو أمر سيحسب له بعد عشرة سنين . إنريكي أعاد مركز رأس الحربة لمنظومة برشلونة ومعها بات الفريق أكثر شراسة في كافة مناطق الملعب . لويس إنريكي مدرب لديه حلول تكتيكية وقدمها وربما يكون لديه المزيد ولكنك تحتاج لأوراق ..ماذا فعل جوارديولا هذا الموسم ؟ إستقدم صديق إنريكي دوجلاس كوستا و كومان وفيدال لوقف معاناة الفريق الموسم الماضي ..وأعتقد أن إنريكي له الحق في أن يختار صفقات جديدة للفريق أو أن يخوض الفريق ( كاملا ) فترة إعداد تحت قيادته كي نري عقليته تحت الضط وإن كنت أري أن وصوله لهذا المستوي حتي نهاية مارس بدون أوراق بديلة كان أكبر ضغط علي أي مدرب ( أن تلعب بدون بدائل ) حتي لو كنت تمتلك ( أم إس إن ) . أخيرا .. الأكلشيهات التحليلية ضارة جدا بالعقل..