لكل أسطورة من أساطير كرة القدم رواية تصلح أن تخلد في التاريخ، وهنا لن نتحدث إلا عن الأساطير التي هتفت باسمها الشعوب وخفقت على اسمها القلوب، واهتزت الكرة الأرضية على حركات قدميها. #فزورة_أسطورة هو تقرير تفاعلي جديد يقدمه يالاكورة للملايين من رواده عن أساطير كرة القدم، عليك فقط أن تتابع الرواية على لسان الأسطورة، ثم تفكر من يكون وتشاركنا من خلال التعليقات ليتم نشر اسم صاحب الإجابة الأصح والأسرع في الحلقة التالية. الحذاء الأول لحافي القدمين "وجدت نفسي في بلد هاجر إليها والدي بحثاً عن الرزق، كنت في أسرة يضربها الفقر المدقع بلا هوادة، ممارسة هوايتي الوحيدة لم تكن سهلة حتى في الشوارع المظلمة أو الشواطيء الملتهبة التي لم تتوقف أبداً عن حرق أسفل قدماي، لكني مدين لها إلى الأن لأنها كانت صاحبة أول درس تعلمته عن الطيران والسرعة. الحذاء الممزق لم يعد ينفع، الأن سألعب مع ناشئي فريق كان بعد أن تجاوزت الاختبار بنجاح، لكن والدي لم يكن متفائلاً، كان يحبني للغاية لأنني مثلما تقولون أخر العنقود بعد أربعة أخوة، كان يخشى أن أتعرض لإصابة مؤلمة بسبب كرة القدم، ورغم ذلك طلبت منه طلب مزق قلبي وقلبه، أردت حذاء لألعب به مع أطفال كان، أعرف أنه يمر بضائقة مالية ولهذا عٌصِر قلبي وأنا أطلب منه الحذاء. لم يتردد الشخص الذي أعشقه وجلب لي حذاء رائع لازلت أحتفظ به إلى الأن بعد أن قسى على نفسه في العمل بالموانيء الفرنسية بين العمال الكادحين الباحثين عن الرزق، مازلت أتذكر قلبي وهو يخرج من جسدي يخفق بالفرح وأنا ألمس أول حذاء لكرة القدم، أرى والدي الأن وعيناه تلمع يكاد يدمع بعد أن كلل مجهوده خلال الشهر الماضي بتحقيق أمنيتي، هي أشياء لم أفهمها جيداً إلا عندما اشتريت أول حذاء لإبني. دموع في مارسيليا أول مباراة لعبتها كنت في السابعة عشر، أتذكر أنني أظهرت كل ما لدي أمام فريق مارسيليا العملاق، لفت أنظار الجميع، لكن والدي كان يكدح في الميناء أملاً في الحفاظ على عمله وجلب ولو فرانك واحد لبيتنا المتواضع لم يحضر المباراة، ليس لأنه مشغول بالعمل، لكنه خاف أن يراني أتعرض لإصابة أو للضرب بسبب كرة القدم. ذهب صديق والدي إلى عمله خصيصاً ليخبره بما فعلته في المباراة، لم يتمالك وقتها نفسه من الفرحة ترك عمله وركض إلى المنزل ليخبر أمي بنجاحي، وجلسا معاً يبكيان من الفرحة وكنت أنا لازلت جالساً على العشب الأخضر أشكر الله على نعمه التي هطلت عليها كالأمطار في هذه الفترة. إشراق فقد انضممت بعدها إلى منتخب فرنسا تحت 17 عاماً، سجلت في اللقاء الأول وصنعت هدف، مرت الأيام وانتقلت إلى بوردو، وصلت معه لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي لكن بايرن ميونيخ حطم أخر أمال في تحقيق لقب عندما كنت ألعب في فرنسا. أحب أن أتحدث عن نفسي بكل تواضع، لكن لا أخفي أن أندية العالم كلها كانت تتصارع لضمي وقتها، العملاق الإيطالي يوفنتوس هو الذي هزم الجميع واشترى عقدي، انتقلت إلى تورينو ومعي أسرتي، لقد نسيت أخبركم بأن والدي لم يستمر في عمله الشاق، لقد نجح استثماره في ابنه زيدان وقمنا بشراء منزل جديد وسيارة، الأمور أصبحت أفضل مما كنا نحلم، لكننا تركنا كل ذلك من أجل هدف جديد في إيطاليا. بعد عدة أعوام من النجاح وصلت إلى قمة المجد عندما جلست على عرش كرة القدم في العالم أعانق الكأس الذهبية مع منتخب بلادي التي عشقتها بعنف، وبعدها تكرر الأمر على العرش الذهبي للكرة الأوروبية، ماذا ينقصني الأن؟ لقد حققت كل شيء. من الأفقر إلى الأغلى هل تتذكرون الفتى الذي كان يحلم بحذاء يرحمه من حرارة الرمل والعشب؟، الأن لديه عرض بعشرات الملايين من الدولارات حتماً سأنتقل إلى ريال مدريد، من يرفض عرض مثل هذا؟ لكن ليس المال فقط ما جعلني أقبل العرض، كان ينقصني الفوز بدوري أبطال أوروبا، ومنحت نفسي هذا الشرف بهدف خُلِد في الذاكرة في نهائي البطولة. النهاية مرت الأيام بسرعة لا أدري كيف مرت، أشعر أنني لازالت ابن السابعة عشر أبحث عن حذاء جديد وأقف على أبوب كان أحلم بفرصة للتدرب مع الناشئين، لا أتخيل أن العمر مضى بهذه السرعة، لكني أعود للواقع سريعاً عندما أرى ابني يحقق حلمه بلا متاعب، لديه أفضل الأحذية والملابس الرياضية يلعب في أكبر أندية العالم. أتذكر عندما خرجت مطروداً في أخر مباراة لي، مؤكد أن من منحني كل هذه النعم له حكمة في ذلك، صحيح أن طموحي كان كبير وأحلامي كانت بلا حدود، لكن أقسم أن الله منحني أكثر مما كنت أحلم بكثير، ولهذا أضحك عندما أتذكر باب الخروج من الملعب في اللقاء الأخير رغم صعوبة المشهد وتحويل أخر أحلامي لكابوس". تمت #فزورة_أسطورة.. أعتقد أن الأمر أصبح سهلاً، الأسطورة التي تكن بالفضل لوالدها وتحلم بالمجد لابنها يعرفها العالم أجمع، شاركنا بإجابتك من خلال التعليقات ليتم نشر اسمك في الحلقة القادمة والحديث عن أسطورة جديدة. لمناقشة الكاتب على تويتر اضغط هنا