بإحراز هدف وصناعة ثلاثة أخرى، دافع أنخل دي ماريا عن قدراته بعد رحيله المثير للجدل عن ريال مدريد إلى مانشستر يونايتد، ومنح خيراردو "تاتا" مارتينو البداية التي كان يحلم بها مع المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، الذي ثأر في دوسيلدورف من نهائي مونديال البرازيل الذي خسره أمام ألمانيا في ماراكانا، في لقاء غاب عنه يومها اللاعب الملقب ب"الفيديو" أو الشخص الهزيل، بسبب الإصابة. ومع كونهم لا يزالون متألمين من ذكرى هزيمة "سترافقنا دوما"، مثلما اعترف عقب اللقاء لاعب برشلونة خافيير ماسكيرانو -القائد في دوسيلدورف في ظل غياب ليو ميسي المصاب-، سلم لاعبو التانجو ال23 قيادتهم إلى دي ماريا، المهيمن على خطة لعب المدرب الذي حل بديلا لأليخاندرو سابيلا. وأوضح المدرب السابق لبرشلونة: "لدي راحة لأنه قدم ذلك الأداء لنا، لأنني ذقت من ذلك الكأس"، في إشارة إلى تألق لاعب ريال مدريد السابق في نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم الموسم الماضي، الذي تفوق فيه فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بهدفين لواحد. وقال المدير الفني الجديد للمنتخب الأرجنتيني "دي ماريا لاعب لديه التزام كبير تجاه القضية، تجاه المنتخب. وما يبدأ المرء يتحسر عليه هو لماذا غاب عن النهائي" في المونديال. وتاق فريق (الألبيسيليستي) يومها إلى إصرار وسرعة ومهارة وقدرات لاعب بدا حاسما في نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا عامي 2011 و2014 -عندما تغلب ريال مدريد في المرتين على برشلونة- وفي النهائي الحاسم لدوري أبطال أوروبا في الموسم المنقضي بوضع كرة التقدم 2-1 على رأس الويلزي جاريث بيل أمام أتلتيكو. في تلك المباريات وأخرى غيرها كسب دي ماريا (26 عاما)، الذي وظفه أنشيلوتي كلاعب وسط أكثر مما فعل كجناح، مديح زملائه والصحافة العالمية. وكذلك مديح منافسيه. لم يكن عبثا أن المدرب الأرجنتيني لأتلتيكو مدريد، دييجو سيميوني، قد وصفه بأنه "أفضل لاعب في ريال مدريد" عقب ذهاب كأس سوبر إسبانيا. وقال "التشولو" وقتها: "دي ماريا هو أفضل من يصنع الفارق في نصف الملعب وذلك يسمح للآخرين جميعا أن يلعبوا بشكل جيد". وقال "تاتا" مارتينو في مؤتمر صحفي: "قلت إنه بين أفضل خمسة أو عشرة لاعبين (في العالم)، لكنني لا أدري إذا ما كنت قادرا على تسمية عشرة مثله"، معتبرا أن فقط مواطنه ليو ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو قد يكونان في مرتبة أعلى من دي ماريا. وقال لوكاس بيليا، المتألق أيضا في الفوز 4-2 على ألمانيا "هناك ليو، الذي يأتي من كوكب آخر، وبعد ذلك يأتيان هو وكريستيانو". ويضيف لاعب وسط لاتسيو الإيطالي "دي ماريا ليس بين أفضل 15 لاعبا في العالم، بل من أفضل ثلاثة". وتحديدا تزامنت "انطفائة" ليو ميسي في المباريات الأخيرة من المونديال الماضي مع غياب بسبب الإصابة لدي ماريا، شريك الفائز بالكرة الذهبية أربع مرات في التألق خلال المباريات الثلاثة لمرحلة المجموعات ولقاء دور الستة عشر، التي سجل فيها الهداف الأول في تاريخ برشلونة أربعة أهداف. وسعى جونزالو هيجوين لإثبات بطولته بهدف الفوز الوحيد على بلجيكا في دور الثمانية، لكن لم يتمكن مهاجم نابولي أو سرخيو أجويرو أو رودريجو بالاسيو من تنشيط قائد التانجو عندما غاب جناح ريال مدريد السابق. كما يثق مانشستر يونايتد بحياة جديدة بفضل موهبة أنخل (وتعني ملاك) الذي دفع النادي الإنجليزي 75 مليون يورو لضمه، في صفقة قياسية على مستوى تاريخ "البريميير ليج". ويتمثل الإسهام في نجاح الفريق الذي يقوده الهولندي لويس فان جال في التحدي الآني للاعب الأرجنتيني، الذي عليه الإسراع بالتأقلم مع كرة القدم الإنجليزية من أجل تصحيح البداية المتواضعة لموسم الشياطين الحمر، إلى جانب الهداف الكولومبي راداميل فالكاو. وفيما تدخر جماهير "أولد ترافورد" تصفيقها لرقم "7" الأرجنتيني، تشكك جماهير "سانتياجو برنابيو" بصحة قرار بيعه. ودون الأرجنتيني، بدا بطل دوري أبطال أوروبا متخبطا في ملعبي فيسنتي كالديرون، حيث أضاع الفريق الملكي لقب كأس السوبر الإسبانية، وأنويتا، حيث مني ريال مدريد بهزيمته الأولى في الليجا.