لم تخلو بطولة محلية هذا الموسم من مواجهة نارية تجمع بينهما، حيث التقيا في الدوري وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين. وها هي المواجهة الرابعة بين الشباب والنصر، والتي تأتي في إياب دوري عبداللطيف جميل، وما المباريات الثلاث السابقة بينهما إلا مؤشر على أن مواجهة ليلة الجمعة سيكون معها الجمهور السعودي عامة، وجماهير الفريقين خاصة، على موعد مع الإثارة والندية. على الورق حسم النصر مواجهتين من ثلاث، وخطف الشباب الفوز في واحدة فقط، ولكن على أرض الواقع، تبدو الكفة متساوية بين الفريقين، بل ربما تميل نوعاً ما ناحية الشباب لهذه الأسباب: - في المباراة الأولى في الدور الأول من الدوري، انقض الليوث على النصراوية بهدفين متتاليين مع بداية الشوط الثاني، إلا أن الحظ وقف بجانب العالمي حين قلص الفارق من ركلة جزاء تبعها هدف مثير للجدل تحكيمياً، لتجهض تسديدة أرضية حلم الشباب في المباراة ويخرج الأخير خاسراً بثلاثية مقابل هدفين. - أما المباراة الثانية، والتي كانت لحساب كأس ولي العهد، فقد ظهر الشباب بصورة مغايرة عن المباراة السابقة، حيث ظهر أكثر تنظيماً في ناحية الدفاع ووسط الملعب، ليمنع النصراوية من هز الشباك خلال 90 دقيقة، لأول مرة منذ 3 شهور، حيث كانت آخر مباراة لم يسجل فيها النصر أهدافاً أمام مضيفه العروبة لحساب الجولة السادسة من الدوري خلال شهر أكتوبر، علماً بأن مباراة الكأس بين الشباب والنصر جرت في يناير. ولجأ الفريقان لوقت إضافي، كاد الشباب أن يقتنص فيه الفوز عبر عدة هجمات خطيرة أنقذها الحارس النصراوي عبدالله العنزي، لتأتي الدقيقة 103 التي شهدت على هدف المباراة الوحيد والذي وقع عليه حسن الراهب، ليخرج النصر فائزاً بصعوبة بالغة، أمام الفريق الذي كان يعاني مشاكل فنية اضطرت فيما بعد إدارة النادي لإقالة المدير الفني البلجيكي بيريرا وتعيين التونسي عمار السويح. - وفي المباراة الثالثة، بدا الشباب في قمة نضجه أمام العالمي، فخاض الفريق مباراة ثمن نهائي كأس الملك مسيطراً على المباراة ومجرياتها وتقدم بهدفين، ولم يتأثر بالهدف الوحيد للنصر، ليطيح به خارج البطولة ويكمل مشواره. إذن وقبل آخر 90 دقيقة بين الفريقين هذا الموسم، فإن ال 300 دقيقة السابقة بينهم - 270 عمر المباريات الثلاث و30 دقيقة الوقت الإضافي في مباراة الكأس - شاهدة على أن الطريق لم يكن أبداً ممهداً أمام النصر، بل على العكس، تبدو نقطة الدوري التي يحتاجها الفريق، صعبة للغاية، خاصة وأن الفريق الشبابي سيخوض المباراة بلا ضغوط نوعاً ما على العكس من النصر الذي يريد أن يحسمها في درة الملاعب، أفضل من انتظار المجهول في بريدة.