مساحة رأي.. بعروضه المميزة .. التعاون يتألق ويستقر في الثالث

من حق جماهير التعاون أن تتغنى بفريقها فما يقدمه من مستويات ونتائج ومكانة تبوأها حتى الآن بعد أن أضحى ثالثاً في سلم ترتيب "دوري عبد اللطيف جميل" يستدعي ذلك؛ ولكن ليس من حق تلك الجماهير وكل عاشق للسكري الحديث عن آسيا والمشاركة فيه والإفراط بالتفاؤل.
نعم الفرصة سانحة والطموح ليس له سقف ما دام أن الفريق وراءه مجلس تنفيذي يقدم ويضخ دعما ماليا متواصلا، ولكن المشوار ليس ممهداً بالورود والعثرات متوقعة وكثيرة، والفرق الأخرى تعمل بجهود مضاعفة، بل وتسعى لعدم التفريط بأي نقطة من جولات الدوري، وسيضع كل فريق يقابل التعاون بعين الاعتبار أن خصمه قوي وإلا لما حقق تلك النتائج ونال ثالث الترتيب.
فعلى جماهير التعاون ومعهم إدارة النادي وأعضاء المجلس التنفيذي أن يطلعوا اللاعبين على أن المهمة لم تنته كي لا يغتالهم الإفراط بالتفاؤل فيرتهنوا لتلك النتائج وتقودهم الأحلام لتطاير النقاط وعدم المحافظة على ذلك من خلال وقوعهم ب "فخ الغرور" على اعتبار أنه تبقى عشر جولات من الدوري أي فيما مجموعه 30 نقطة كفيلة بقلب الموازين رأساً على عقب!
لست متشائماً؛ ولكن هي العملية الحسابية التي تحتم علينا الإيمان بها، فالعقلانية يجب أن تتسيد الموقف، والطموحات يجب أن تكون بعيدة وليست وقتية، فليس من الطبيعي إقامة الأفراح ومواصلة التغني عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء كمٍ هائل من (الهاشتاقات) والتفنن في إخراج التصاميم التي دعت لرسم جداول لدوري أبطال آسيا وتواجد التعاون فيه.
التعاون أو "برازيل القصيم أو السكري" كيفما شاءت جماهيره ورجالاته تسميته إذا ما أراد الاستمرار في تبوّء مكانة جيدة في سلم ترتيب الدوري فعليه متطلبات عدة، أولها استثمار فترة التسجيل الشتوية قبل إغلاقها وحسم صفقات تدعم صفوف الفريق خصوصاً في خانتي الهجوم والظهير الأيسر فالهجوم في أمس الحاجة لبديل يعقب المهاجم الكاميروني ايفولو أو حتى يشارك معه ليتحرر من الرقابة ويواصل التسجيل، وهذا ليس تقليلاً من المهاجمين بدر الخراشي أو ثامر المشيقح.
فالخراشي لم يعد كما كان بعد إجرائه العملية ويحتاج وقتا للانسجام والعودة للمباريات أما المشيقح فهو مكسب ومستقبل مقبل ولكنه يعد شاباً تنقصه الخبرة؛ وثاني المتطلبات تدعيم الجهة اليسرى بلاعب داعم للظهير عدنان فلاته الذي يحتاج لبديل، أما ثالث المتطلبات فهو الاجتماع قبل وبعد كل جولة باللاعبين وتذكيرهم بعدم الانسياق وراء تلك الحملات التي أهلت الفريق وصنفته قبل ختام الدوري.
ورغم أنني أرى أن عزوف الجماهير السعودية عن الحضور للملاعب بات ظاهرة؛ لكنني لم أعهد من جماهير التعاون؛ فهي من كانت مضرباً للمثل بحملاتها ومؤازرتها للفريق داخل وخارج أرضه، والكرة في ملعب الجماهير لأن الإنجازات بحاجة لمهر ومهرها الحضور للملاعب والمؤازرة خصوصاً أن في الحضور دعماً مالياً ومعنوياً!
التعاونيون يتمنون استمرار توهج فريقهم بعد أن أعاد اكتشاف نفسه واحتل المركز الثالث حتى الآن وهو المركز الذي يعد أفضل مركز وصل إليه منذ تأسيس النادي.