على الرغم من القاعدة الجماهيرية التي تتمتع بها الأندية السعودية، والنمو الملحوظ في عدد المشجعين ومحبي كرة القدم، إلا أن عزوف الجماهير عن مباريات كرة القدم أصبح سمة واضحة في ملاعبنا، حتى وصل الأمر بأن تقتصر المدرجات على أربعة آلاف مشجع في مواجهات "كلاسيكو" أو "دربي". انطلاقة المواجهات في وقت متأخر كالساعة التاسعة مساء وفي منتصف الاسبوع هو أحد أهم الأسباب إن لم يكن الأهم في العزوف الجماهيري، فليس من الطبيعي أن يجلس طالب المدرسة مثلاً أو حتى الجامعة إلى الساعة ال11 ليلاً في الملعب، ولايصل إلى المنزل إلا عند منتصف الليل في أحسن الظروف، وكيف للموظفين الجلوس إلى هذا الوقت أيضاً. في معظم دول العالم التي تتمتع بحضور جماهيري قوي في الملاعب، وفي أوروبا على وجه التحديد، تقام المباريات في وقت باكر، ويتوافق مع إجازة نهاية الأسبوع، فمن غير الطبيعي أن تجد المدرجات مكتظة بالمشجعين في مباراة تقام عند التاسعة مساء من يوم الاثنين مثلاً. لا أعلم ماهي المشكلات التي تمنع رابطة دوري المحترفين من إقامة المباريات بعد صلاة المغرب، علماً بأن اللاعبين والجماهير يستطيعون أداء صلاة العشاء بين شوطي المباراة أو حتى بعدها، ولماذا لايجدولون المواجهات مع إجازة نهاية الأسبوع، وهل يحتاج القرار إلى كل هذه السنوات ليبت فيه؟! منظر المدرجات وهي شبه فارغة سيئ جداً، وإذا استمر الوضع كما هو عليه فستعزف الشركات الراعية أيضاً. عشاق الفرق يستمتعون بالحضور ومؤازرة فريقهم في كل مواجهة، إلا أن توقيت المباريات يتسبب في منعهم من الحضور والاقتصار على المشاهدة خلف الشاشات، وعلى الرابطة احترام الجماهير وإقامة المباريات بما يتماشى مع وقتهم. كثير من الدول تتمنى أعداد الجماهير التي نتمتع بها في السعودية، لأنهم عنصر أساسي في نجاح الفرق ونجاح الرياضة في كل بلد، إلا أن رابطتنا الموقرة تمارس تطنيش الجماهير بشكل واضح! ولعل من المتعارف عليه في كل دول العالم أن الوسائل الإعلامية هي من يروج للبطولات والمباريات ونجدها هنا من أكثر المتضررين من تأخر وقت المباراة، فهم لايستطيعون القيام بتغطية جيدة ومميزة، ولا يملكون سوى دقائق معدودة بعد نهاية المباراة، فإعداد الصفحات في الصحف وإخراجها يحتاج إلى متسع من الوقت، كما أن إعداد التقارير المميزة في البرامج التلفزيونية يحتاج إلى وقت أيضاً. الجميع متضرر من سوء التوقيت، فلماذا الإصرار يارابطة المحترفين؟! إذا كان هناك أسباب تمنع الرابطة من تغيير الوقت، فمن الواجب التحدث بها وكشفها للجماهير المغلوب على أمرها. ليس هذا هو السبب الوحيد في عزوف الجماهير لكنه أحد أهم الأسباب التي عصفت بمدرجاتنا.