اعتزال الحارس العملاق محمد الدعيع مثَل نقطة تحول في الحراسة السعودية بشكل عام والهلالية على وجه الخصوص، فبعد أن خلع عملاق الحراسة الآسيوية قفازيه وأعلن اعتزاله في 22 يونيو عام 2010م عقب مسيرة تجاوزت ال 20 عاماً حفلت بالألقاب مع المنتخبات السعودية والهلال والإنجازات الشخصية بات مكان الدعيع خالياً في مرمى الهلال ولا أبالغ إن قلت أن الحال ينطبق أيضاً على مرمى المنتخب السعودي الذي غاب عن منصات التتويج بالذهب وعن المشاركة في نهائيات كأس العالم منذ أن اعتزل الدعيع الذي كان يمثل ثقلاً كبيراً لا يمكن لأحد أن ينكره أو يقلل منه. منذ رحيل الدعيع عن حماية عرين الهلال والفريق لم يستقر على حارس واحد إذ تعاقب على المرمى حراس كُثر خلال مدة قصيرة بعضهم تخرج من مدرسة الهلال للفئات السنية وآخرون جلبتهم الإدارة من الأندية الأخرى، مدربو الهلال خلال الثلاثة مواسم الأخيرة استعانوا بسبعة حراس بداية من الحارس حسن العتيبي ومروراً بخالد شراحيلي وفهد الشمري وبدر الدعيع وعبدالله الغامدي وعبدالله السديري إلى أن انتهى بهم الحال في الموسم الماضي بالاستعانة بحارس الشباب إبراهيم زايد بنظام الإعارة حتى يعوض النقص الذي خلفه قرار لجنة المنشطات السعودية بإيقاف الحارس خالد شراحيلي سنتين بسبب ثبوت تعاطيه المنشطات. قبل أيام استطاعت الإدارة الهلالية أن تجلب حارس الاتفاق فايز السبيعي وتوقع معه عقداً احترافياً لمدة سنتين بعد أن فسخ اللاعب عقده مع ناديه وهي الصفقة التي حظيت بإشادات واسعة من قبل أنصار الهلال قياساً على إمكانيات السبيعي الكبيرة والتي مكنته قبل موسمين من تحقيق رقم قياسي بالمحافظة على شباكه نظيفة في دوري "زين" السعودي للمحترفين طوال 763 دقيقة. الهلاليون حملوا ضعف الحراسة في الموسمين الأخيرين مسؤولية خسارة فريقهم الدوري وخروجه من دوري أبطال آسيا واكتفائه في الموسمين الماضيين ببطولتي ولي العهد دون غيرها من البطولات وهو ما يتعارض مع طموحاتهم، الأمر الذي أجبر إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد على البحث عن حارس جديد منذ منتصف الموسم الماضي بعد أن توصلت الإدارة إلى قناعة بضرورة جلب حارس آخر إلى جانب الحارس عبدالله السديري الذي قدم مستويات جيدة بيد أن غياب الحارس المنافس عقب إيقاف خالد شراحيلي أثر على مستوياته بشكل واضح إذ أرتكب أخطاء عدة ساهمت في تلقي الهلال خسائر عدة. الجماهير الهلالية تُمنى النفس بأن يساهم تعاقد الإدارة مع فايز السبيعي في حل معضلة الحراسة ولو بشكل مؤقت كونهم عانوا منها كثيراً في المواسم الثلاثة الماضية وهي المعاناة التي لم يعرفوا لها طريقاً قبل ذلك بسبب تواجد حارس بإمكانيات عميد لاعبي العالم محمد الدعيع الذي استطاع أن يقود الهلال إلى تحقيق ألقاب محلية وخليجية وعربية وآسيوية كما أوصلهم إلى كأس العالم للأندية قبل أن تُلغى تلك البطولة، الهلاليون يأملون في أن تهتم إدارة ناديهم بالقاعدة وتقدم للفريق الأول حارسا شابا مميزا يخدمهم في السنوات المقبلة مثلما فعل الدعيع.
