ينتظر جميع الفتحاويين، إدارة وجماهير وجهاز فني ولاعبين، التتويج ببطولة الدوري السعودي للمرة الأولى في تاريخ النادي بعدما بات الفريق على بُعد نقطتين فقط من حسم اللقب وسط صراع ومحاولات مستميتة من جانب فريق الهلال وصيف الجدول. ولعلّ أحد أبرز مَن يترقب التتويج، اللاعب ربيع سفياني نجم الفريق، ليكون بمثابة رد اعتبار له بعد استغناء النادي الأزرق الهلالي عن خدماته قبل خمسة أعوام بداعي إصابته البليغة بمرض "عرق النسا" الذي ليس له علاج سوى الراحة والانتظار. سفياني وُلِد في مدينة الرياض عام 1987 وبدأ مسيرته الكروية مع درجة الناشئين بنادي سدوس البعيد عن مسقط رأسه حوالي 70 كيلو مترا، واستمر معه حتى عام 99 وقتما كان يبلغ من العمر إذ ذاك 13عاما حيث سنحت له فرصة الانضمام إلى شباب نادي الهلال ووافق على الفور معتبرا ذلك بداية لتحقيق أحلامه الكروية إلا أن الإصابة عصفت بآماله وطموحاته. وعن ذلك يقول سفياني "عقب تنسيقي من الهلال قررت الاهتمام بدراستي ومستقبلي العملي فعدت للكلية التقنية وحصلت على شهادة مساعد مهندس معماري، وخلال تلك السنوات كنت تخلّصت تماما من متاعبي الصحية وعزمت النية على معاودة احتراف الكرة". في البداية توجّه اللاعب الأسمر إلى القصيم حيث خضع لاختبارات في نادي الرائد ولكنه أخفق فانتقل للمجمعة حيث النادي الفيصلاوي وكانت النتيجة مثل سابقتها. غير أنه عندما تلقى عرضا عبر وكيل أعماله عبد الله مجرشي للانضمام إلى الفتح أحد أندية الدرجة الأولى في الأحساء قرّر الموافقة وخوض التجربة، على أنّ عقده الذي امتد لموسمين لم يكن يبلغ حينذاك (2008) سوى 80 ألف ريال فقط تكفّل بها أحمد الراشد مشرف الفريق. يقول سفياني إنه وجد نفسه مع الفتح ف"النجاح فيه متوفّر لوجود الإمكانات الجيدة وحرص المسؤولين على التميّز من خلال تهيئة الأجواء المناسبة للاعبين من أجل تقديم كل ما لديهم لخدمة الفريق". وبالفعل احتاج صاحب ال21 عاما إلى موسم واحد فقط حتى يقود الفريق مع زملائه إلى الممتاز لأول مرة في تاريخه بأهدافه ال11 التي دمر بها حصون المنافسين تحت قيادة فنية لمدربه الحالي الذي كان من أشد المقتنعين به، التونسي فتحي الجبال. وتسود علاقة رائعة بين سفياني ومدربه عبّر عنها اللاعب دوما بتصريحاته التي تحمل كلمات المديح والشكر وكذلك الإطراء على خبراته الفنية، فيقول ربيع "لا أستطيع أن أوفي هذا الرجل حقه فهو يعاملنا كأبنائه وأي كلمة شكر لن تعبر عما بداخلي تجاهه". وكان سفياني عنصرا دائما في خيارات الجبال طوال مواسمه في الممتاز والتي بدأها بإحراز المركز الثامن موسم 2009 / 2010 والتأهل لكأس الملك للأبطال، ثم المركز التاسع في الموسم الذي يليه، والسادس الموسم الماضي، قبل التوهّج تماما خلال الربيع الفتحاوي هذا الموسم. ويشرح سفياني سبب تألق الفريق قائلا "معظم اللاعبين متواجدون مع بعضهم منذ 4 سنوات، وأصبح الجميع على دراية كبيرة وفهم لطريقة اللعب والأدوار المطلوبة من كل لاعب". وسجل اللاعب لفريقه هذا الموسم خمسة أهداف سكنت شباك كل من النصر والرائد والتعاون والاتفاق وهجر، فضلا عن صناعته ثلاثة أخرى سجلها زملاؤه في مرمى فرق الشباب وهجر والوحدة، وبسبب تألقه الشديد هذا الموسم ضمّه الهولندي المقال فرانك ريكارد لقائمة الأخضر الذي كان يستعد لخوض غمار كأس الخليج، حيث سجل اللاعب هدفا في مرمى منتخب الكونغو وديا في أكتوبر الماضي وهو هدفه الدولي الأول والوحيد.