عقل المباراة.. بالفيديو: روح الجنرال والكتانتشيو يصعدان بمنتخب ربيع للمونديال

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
منتخب الشباب تحت العشرين عام بقيادة فنية لأكثر مدرب مصري تعرض للظلم ربيع ياسين يصعد للمونديال بعد فوزين متتاليين ليحقق ياسين إعجازا إذا ما نطرنا إلا أن العناصر المؤثرة في الفريق لم تشارك بكثرة مع زملاؤوهم ولكن إصرار ياسين وإيمانه وإجتهاده بأبسط الإمكانيات جعل المستحيل ممكنا ويكفيه فخرا الوصول بسهولة ولم نشعر بأي فارق فني كبير بين لاعبيه الذين لا يلعبون اصلا في مسابقات إلا منذ اسابيع قليلة وبين محترفي غانا والجزائر في المباراتين وسريعا سنحاول تحليل الأداء التكتيكي لمنتخب مصر تحت القيادة الفنية للخلوق ربيع ياسين.

روح الجنرال .. الكتانتشو
بداية لا بد من الإعتراف بأن النزعة الدفاعية للمنتخب المصري والحذر الدفاعي هو سمة أداء المنتخب وهو لا يبذل مجهودا كبيرا في السيطرة على الكرة أولا بل ينتظر حتي يخرج الخصم من مناطقه وبعدها يبدأ في إستغلال القوة الهجومية للفريق.
روح الجنرال محمود الجوهري إنتقلت لربيع ياسين ولما لا وهو تدرب كثيرا على يده وكان احد أفراد الجيل المونديالي ويلعب ياسين معتمدا على 3-4-3 بشكل صريح ولا يفضل تغييرها طوال المباراة.
أفراد كتيبة ياسين هم مسعد عوض حارس المرمي .. محمود متولي كليبرو بجانبه يسارا رامي ربيعه كمساك ويمينا ياسر أحمد وعلى الجانبين يلعب احمد سمير كظهير أيسر وأسامة إبراهيم في اليمين ويلعب ثنائي الإرتكاز صالح جمعة وحسام غالي وفي الأمام يلعب طرفين تريزيجه وأحمد رفعت ورأس حربة وحيد احمد حسن كوكا.
ربما .. أقول ربما ..لجأ ياسين للتحفظ الدفاعي في الوقت الذي لم يكن يستطيع فيه تجميع عناصر فريقه الأساسية ولإن التدريب على الجمل الهجومية اصعب من الدفاعية لذلك لجأ ياسين إلي اللعب بثلاثي دفاعي ذو اطوال جيدة وطرفي ملعب يمتازان بالقوة الدفاعية ليضيق خناق الفرق المنافسة له في البطولة.

ما يعجبني في أداء منتخب الشباب هو ان الدفاع المصري لا يدخل لمنطقة جزاءه أبدا مهما بلغ ضغط الخصم إلا فيما ندر وهذا من شأنه تقليل مساحات التناقل بالكرة للخصم وهو يلعب دائما امام خط منطقة جزاءه.
مسعد عوض حارس المرمي عملاق فهو متميز في الكرات العرضية وردة فعله ممتازة وهادىء الأعصاب ويستطيع توجيه زملاؤه بإختصار هو ملك لمنطقة الجزاء وهو ما نفتقده في حراس مرمي كبار يلعبون في الدوري المصري الممتاز ولا يتحركون إلا داخل منطقة الستة يارادت ..هذا إن تحركوا.

متولي وياسر أحمد وربيعة ثلاثي الدفاع المصري لهم دور ثابت هو أن يقوم أقربهم للمنافس بالإندفاع لمنطقة الوسط لتشكيل إرتكاز ثان بجوار حسام غالي في حالة الهجوم خاصة وان صالح جمعة يتقدم .. وأبرز من يقوم بهذا الدور هو ربيعة.

يتميز المنتخب أيضا بأن رفعاته على الرغم من كونها قليلة إلا انها تشكل خطورة على المنافس صحيح أن المنتخب لم يستفد حتي الان من كوكا في عنصر التهديف إلا أنه يقدم مهام اخري سنشرحها عند الوصول لمنطقة الهجوم.

نعود مرة اخري إلي ظهيري الجنب أسامة إبراهيم الظهير الأيمن الذي يندفع هجوميا بشكل أكبر من احمد سمير ويشكل أسامة ثنائيا متفاهما مع أحمد رفعت في الجزء الهجومي بينما يمكن إعتبار سمير عنصر الأمان ( البديل ) في حال دخول ربيعة او ياسر أحمد إلي منطقة الوسط ليصبح هو ثالث الدفاع.

حسام غالي .. إرتكاز المنطقة الدفاعية قدرة عاليه جدا على الركض بدون كرة ومحاولة تعطيل هجمات المنافس في ظل بطء مبالغ فيه من صالح جمعة أثناء العملية الدفاعية وهو اكثر لاعبي منتخب مصر تواجدا في كل مناطق الملعب بدون كرة.

صالح جمعة .. اختلف مع الكثيرين في تقييمه مع أعترافي الكامل بقدراته الهائلة في التمرير البعيد والتي تختصر زمان ( بناء الهجمة ) في كرة واحده إلا أنه أبطء كثيرا من كل زملاؤوه وربما يكون هذا متعمدا من أجل تغيير سرعات اللعب ومفاجئة الخصم إلا أن جمعة يجب عليه التصرف أحيانا بسرعة اكبر لإن هناك فارق كبير بين إتاحة الزمن لإنطلاقة زملائك وبين السيطرة المبالغ فيها على الكرة.
أحمد رفعت وتريزيجه امكانيات هجومية ممتازة وسرعة في الإنطلاق بالكرة والمراوغة يجب عليهم فقط الدخول للعمق أكثر وإستغلال قوة وطول أحمد حسن كوكا في خداع الخصم وتشكيل جملة هجومية مؤثرة.
أحمد حسن كوكا .. الأكثر تعاونا بين لاعبي مصر وعلي الرغم من كونه المحترف الأساسي فويلعب في ناد يحتل مرتبة ممتازة في دوري بلاده إلا أننا لم نشعر بفيروس النجومية أو الغرور لدي هذا اللاعب المجتهد فهو يقدم مساعدات هائلة في إستلام الكرة وتسليمها بسرعة لأقرب لاعب مندفع وعلى الرغم من إنطلاقاته بعد ذلك نحو منطقة جزاء الخصم إلا أن زملائه نادرا ما يقومون بتبادل الكرة معه ومع ذلك لم أراه يتذمر على احد طوال مباراتين.
الجرافيك القادم سيوضح بشكل أكبر كيف يلعب منتخب ربيع ياسين أثناء إمتلاك الكرة وبالرغم من التحركات الممتازة للاعبيه إلا أنه كما قلت سابقا التعاون الهجومي في تبادل الكرات أقل كثيرا ..شاهد :
التحدي الاكبر لربيع في الفترة المقبلة هو خطة العودة للقاء بمعني أدق كيف سيتصرف في حالة حاجته لإحراز هدف يتعادل به او يتقدم وحتي الأن لم يلعب الفريق أمام خصم متكتل دفاعيا وهذا ما سنراه في المباريات القادمة .. في كل الأحوال يكفيه فخرا الوصول للمونديال في ظل هذه الظروف الصعبة ونرجو ان يستمرفي قيادة المنتخب في تركيا ولا يحرم كما حرم من قبل أيام سكوب في 2009.

للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك