لم يكن جديدا ما تفوه به عضو الاتحاد السعودي الدكتور حافظ المدلج حول بعض الإعلاميين الذين اطلق عليهم مسمى (مسبقو الدفع) وفي مرات سابقة أشرنا إلى من ينخر في جسد الرياضة والاعلام ومن يحاول ان يحولها الى مجال للتلميع والتكسب والتطبيل لاشخاص "أولياء نعمة" كما نعتهم الدكتور الذي اختلفنا معه وانتقدناه في مرات مضت وهذا لايتعارض ان نثني على ما تطرق له على الرغم من ان هناك من نقل الصورة خطأ بعيد ظهوره مباشرة عبر "تويتر"وأكد انه عمم في اتهاماته ضد الاعلام السعودي، بينما الحقيقة تقول انه استخدم عبارة "بعض"، مع تنزيه البقية والاشادة بهم. وعندما فجر القنبلة وهو الصوت الرسمي في رابطة الاندية السعودية المحترفة فلأنه قريب من الوضع ومطلع على أشياء ويعرف "البير وغطاه" وبكل تأكيد انه شاهد ما يندى له الجبين لذلك كانت ردة الفعل من البعض على طريقة "كاد المريب أن يقول خذوني"، واذا اردنا ان نتأكد من صدقيته فعلينا ان ننظر الى ما يدور حوله هؤلاء "البعض"، اغلبهم يدور حول ابراز صورة الناس "المليانة" الذين فعلا ينشد بهم الظهر "مقابل التلميع". دققوا في ما يفعله بعض مقدمي البرامج وبعض المراسلين والكتاب، مقالات نقدية تستهدف تعديل الاعوجاج أم "معاريض"، لاحظوا تركيزهم على شخصيات معينة واسماء مختارة، تلمسون ان هناك "ألفة" لم تكن لصلة قرابة او علاقة عمل او صداقة تدوم وتدوم انما لأسرار فضحها المدلج وقلناها قبله، والعتب فقط انه صبر طويلا وكان في فترات سابقة يثني على الاعلام وكانت تصريحاته تنسجم وتصريحات المسؤولين السابقين في اتحاد الكرة أن الاعلام الرياضي شريك فيما تحقق من انجازات. دنسوا "السلطة الرابعة" المدلج لم يذهب بعيدا أو يقدم لنا خبرا جديدا، فمثل هذه الاخبار والتساؤلات تتناثر هنا وهناك والرائحة تفوح منذ فترة و"الفاعل معروف" وربما اسس هذه الثقافة وهرب وخلفه اناس اضطلعوا بالمهمة، وبكل تأكيد ان الرجل عاش وسط المعمعة ما بين عضو اتحاد كرة ولجان وهيئات محلية ودولية لذلك اطلع على اشياء جعلته يطلق هذا الحكم الذي وان كان شاذا الا انه يسيء الى "السلطة الرابعة" ويدنس شرفها وثوبها الجميل وقديما قالوا (التفاحة الفاسدة تفسد التفاح كله)، فلماذا نغضب من التلميح او الاشارة من هذه الثقافة التي تأسست منذ اعوام طويلة ولكنها تفشت مع قدوم اشخاص رحلوا ولم ترحل معهم، لماذا نغضب من واقع فرضه من ظن ان الاعلام وسيلة ل"التسول" وتكسب ورضا لمن لديه "حفنة دراهم"؟، لماذا لانعترف بهذه الحقيقة المرة وننظف الاعلام والمجتمع منها حتى لو أدى الامر إلى إبلاغ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد؟. هناك بكل أسف من يتخذ البرامج والصفحات التي يشرف عليها لخطب ود بعض "الهوامير" الذي ينفذون مطالبه لو بمد القليل، وعندما نقول "البعض" فلأن الأغلبية من "الهوامير" لايقبلون بهذا الشيء انما يتمتعون بنظافة ونزاهة يحسدون عليها، ايضا هناك من استغل الاعلام من أجل أن يصل الى هدفه سريعا لدى بعض رؤساء الاندية والشرفيين ورجال المال، هناك من يستغله لا ليعالج مشكلة انسانية و"يفزع" مع محتاج ويعالج مريضاً وينهي ازمة يبتغي بها الأجر، إنما للتكسب مع الأسف وهذا واقع لابد من الاعتراف به. تابعوا بعض البرامج ، هل تستضيف رئيس ناد "غلبان" لتسليط الضوء على ظروف ناديه ومقره المتهالك وألعابه التي تعاني من التدهور، أبدا الاعلام "بعضه" وليس جله ينظر الى "الجيوب المليانة" واصحابها لأنه لايجيد المهنية ولكنه يعرف من اي تؤكل الكتف، والغريب ان هناك وسائل اعلام مرئية ومقروءة تسمح ان يلطخ سمعتها مذيع يبحث عن المال وجاء "بشلته" الى برنامجه أو معد لا يخجل ومخرج اعتاد على مد اليد وصحفي يروج لبضاعته التي تختص بالتلميع والتلميع فقط. والمصيبة أن المسؤول يرضى بهذا الشيء وكأنه يدفعهم الى هذه الثقافة البغيضة والمرض الخطير الذي استشرى في جسد الإعلام فأنزوى "النزيه" في الزاوية الضيقة فيما قفز "الطرار" إلى الواجهة لذلك فإن المسؤولية تقع على من سمح لهم بتلويث سمعة الإعلام.