(كاتبة هذا المقال من كتاب خدمة رويترز بريكنج فيوز. والآراء الواردة في هذا المقال هي آراؤها الشخصية) من أونا جالاني دبي 31 مايو ايار (رويترز بريكنج فيوز)- استضافة كأس العالم لكرة القدم ليس مكسبا هينا لقطر. ومن غير الواضح الي حد 2كبير أن البلد الخليجي سيخسر حق استضافة البطولة في 2022. لكن حتى إذا حدث أسوأ الاحتمالات فإنه قد لا يؤثر إلا بشكل طفيف على إنفاق محلي بقيمة 77 مليار دولار تعهدت به قطر في إطار حملتها النشطة للفوز باستضافة الكأس. وتنفي قطر اتهامات بأنها اشترت الأصوات لكن الدولة الغنية استخدمت بالتأكيد إمكاناتها المالية الضخمة بطرق شفافة لتعزيز ملفها. فقد تعهدت بإنفاق ثلاثة مليارات دولار على إنشاء وتجديد استادات و17 مليار دولار على الفنادق و24 مليار دولار على شبكات للمترو والسكك الحديدية و20 مليار دولار على الطرق و13 مليار دولار على مطار جديد. ويصل إجمالي هذه النفقات إلى نحو 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع في 2011. لكن كأس العالم ليس في حقيقة الأمر إلا سببا لتركيز قطر على أجزاء معينة من خطط قائمة أكبر حجما لاستثمار نحو 225 مليار دولار في البنية التحتية في الفترة من 2011 إلى 2016. وقد يؤدي سحب حق استضافة كأس العالم إلى تباطؤ وتيرة الاستثمار لكنه لن يؤثر إلا على جزء صغير من الإنفاق المزمع بوجه عام. ويقول سيتي جروب إنه يتوقع ألا يلغي ذلك إلا عشرة مليارات دولار أو نحو أربعة بالمئة من إجمالي خطط الإنفاق القطرية. غير أن هناك فوائد كبيرة لاستضافة كأس العالم قد لا تكون محسوسة بنفس الدرجة. فالاستضافة الناجحة ستمنح قطر بالتأكيد أفضل فرصة لكي تصبح مقصدا سياحيا ولتعزز الجهود الرامية لتنويع الاقتصاد. وترى المجموعة المالية-هيرميس أن كأس العالم سيشجع الشركات القطرية أيضا بمرور الوقت على إدراج أسهمها في البورصة. ويبدو أنه قد شجع مجموعة أعمال على خوض المغامرة في لندن. بل إن القطري الذي يدور حوله الجدل وهو محمد بن همام عبر عن رؤيته بأن كأس العالم قد يعزز السلام في الشرق الأوسط. وربما يكون هذا بعيد المنال لكن من الواضح أن الفوز بحق استضافة كأس العالم شجع قطر على التحرك على الساحة العالمية. وقد لا تكون مجرد صدفة أن قطر تشارك في عملية عسكرية ضد ليبيا وأنها أعلنت أنها ستستثمر عشرة مليارات دولار في مصر بعد الثورة. ومن المرجح أن تتقدم قطر بوتيرة سريعة بكأس العالم أو بدونه. لكن خسارة حق الاستضافة سيكون أمرا أكثر من محرج. خلفية: - نفت قطر في 30 مايو ايار ارتكاب أي مخالفة في ملفها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بعدما زعمت رسالة بالبريد الالكتروني مسربة من الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أنها "إشترت" حقوق الاستضافة. - فازت قطر بحق استضافة كأس العالم في ديسمبر كانون الأول العام الماضي. - أكد جيروم فالك الأمين العام للفيفا أنه أرسل رسالة خاصة بالبريد الالكتروني إلى جاك وارنر نائب رئيس الفيفا أثار فيها تساؤلات بشأن قرار القطري محمد بن همام خوض انتخابات رئاسة الفيفا. ونفى فالك أن يكون قد لمح إلى أن قطر سلكت سلوكا غير أخلاقي وقال إنه لم يقصد إلا أن القدرات المالية للدولة الخليجية ساعدتها على حشد التأييد لعرضها. - أوقف الفيفا عضوية بن همام في اللجنة التنفيذية للاتحاد. وسحب بن همام ترشيحه لرئاسة الاتحاد. - قالت قطر إنها مستعدة لاستثمار ما يصل إلى عشرة مليارات دولار في عدة مشروعات لدعم الاقتصاد المصري من بينها حصة في مشروع ميناء جديد بقيمة تسعة مليارات دولار قرب المدخل الشمالي لقناة السويس. ع ه - وي