الرياض (ا ف ب) - عاشت الجماهير السعودية ليلة حزينة بعد خروج الهلال والشباب من نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم أمس الأربعاء، اذ كانت تمني النفس بنهائي سعودي للمرة الاولى في تاريخ البطولة. خسر الهلال إيابا أمام ضيفه ذوب اهان اصفهان الإيراني صفر-1 على استاد الملك فهد الدولي في الرياض امام نحو 69 الف متفرج، وهي النتيجة ذاتها للقاء الذهاب في اصفهان. كما سقط الشباب أمام مضيفه سيونغنام ايلهوا الكوري الجنوبي صفر-1 ايابا، ولم ينفعه فوزه في لقاء الذهاب 4-3 ليخرج بقاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين. وتبخر الحلم السعودي بأن يكون النهائي سعوديا خالصا أو على الأقل وصول أحد الفريقين الى النهائي. وسيجمع النهائي ذوب اهان مع سيونغنام في 13 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل على الملعب الأولمبي الوطني في العاصمة اليابانية طوكيو. وواصلت الأندية السعودية الغياب عن منصات التتويج بأهم الألقاب القارية منذ ان توج اتحاد جدة بآخر لقب سعودي في نسخة 2005 ما مكنه من خوض مونديال الأندية في اليابان. جاءت ردود الأفعال من مسؤولي الهلال الملقب ب"الزعيم" قوية ومثيرة نظرا للشعبية الكبيرة التي يحظى بها الفريق والضغوط الجماهيرية التي يتعرض إذ استقال رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد وأعلن تحمله مسؤولية الإخفاق القاري. وقال عبد الرحمن بن مساعد "اتحمل شخصيا المسؤولية كاملة عن هذا الخروج المحزن الذي القي بظلاله علي الجماهير الكبيرة التي حضرت اللقاء لمساندة الهلال، مضيفا " يجب ان نعترف بأن الفريق لم يقدم ما يستحق معه التأهل للنهائي القاري الكبير". وتابع "قررت اتخاذ عدة خطوات ادارية نظرا لرغبتي في الاستقالته وترك منصبي الى وجه جديد، وسأجتمع بأعضاء الشرف في القريب العاجل لتحديد الرئيس الجديد." كما اكد ان مدرب الفريق البلجيكي اريك غيريتس "سيتوجه الى المغرب لقيادة منتخبه في 15 من الشهر المقبل وهو تاريخ نهاية عقده مع الهلال." وحسب عدد من النقاد الكرويين، فان الهلال "قدم أسوأ مباراة له هذا الموسم، وان لاعبيه كانوا في حالة يرثى لها باستثناء البرازيلي تياغو نيفيز"، وحملوا المدافع أسامة هوساوي مسؤولية الهدف الذي أطاح بأمل التأهل. جاءت الضربة القاضية الايرانية عندما أخطأ عبدالله الزوري في رقابة ظهير أيمن ذوب اهان الذي ارسل كرة عرضية ليلتقطها البرازيلي كاسترو مستغلا هفوة أسامة هوساوي في اخراج الكرة وسددها مباشرة ارضية على يسار الحارس حسن العتيبي مسجلا هدف الفوز في الدقيقة 55. واكتملت الدراما في استاد الملك فهد حين طرد حكم المباراة الاوزبكستاني رفشان ارماتوف ظهير أيمن الهلال الكوري الجنوبي لي بيونغ يو لضربه الايراني محمد رضا خلتعبري بطريقة غير مشروعة اثناء اخراجه للكرة لعلاج أحد زملائه في الدقيقة 71. دافع غيرتس عن هوساوي وأكد "أنه أفضل لاعب سعودي في الفترة الحالية وانه الوحيد المؤهل للاحتراف في أوروبا"، معتبرا ان "الخطأ نتيجة سوء تقدير ويجب عدم ذبح اللاعب"، مشددا على أن "مدافعين كبار وقعوا في أخطاء مشابهة"، رافضا تحميل مسؤولية الهزيمة للاعب واحد. وتخشى الجماهير الهلالية من "انتكاسة" تشابه التي أصابت اتحاد جدة في الموسم الماضي عندما أنهار الفريق عقب الاخفاق القاري بخسارته في نهائي البطولة امام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي في طوكيو، ففقد توازنه لفترة وفقد لقبه بطلا للدوري المحلي. لم توفر جماهير الهلال الغفيرة غيريتس معتبرة انه "فشل في توظيف عناصر الفريق الرابحة في المباراة، فضلا عن اتهامه بالمخاطرة والزج بالمهاجم الدولي ياسر القحطاني على رغم عدم جهوزيته الفنية إذ انه عائد من إصابة. حطم الهلال الرقم القياسي في عدد الجماهير في البطولة إذ اعلنت إدارة إستاد الملك فهد الدولي عن 68752 مشجعا حضروا اللقاء امس، ليتم تحطيم الرقم القياسي السابق المسجل باسم الاستقلال الايراني في لقائه مع الاهلي السعودي في الدور الاول وقدره 64840 مشجعا. في معسكر الشباب، حمل رئيس النادي خالد البلطان مدرب الفريق الاوروغوياني خورخي فوساتي مسؤولية الخروج من البطولة عقب الخسارة من سيونغنام، واعتذر لجماهير ناديه لعدم بلوغ المباراة النهائية كما كانوا يأملون. وقال البلطان " تأخر فوساتي كثيرا في تغييراته ولم يكن موفقا على الاطلاق، وهذا لا يمنعنا من التأكيد على أنه مدرب كبير وقدم الكثير، لكنه لم يوفق أمام سيونغنام وسوف نناقشه بالامر". وأضاف "خسرنا بشرف، وكان لنتيجة لقاء الذهاب في الرياض دور مهم في الخسارة، لكن نعد الجماهير الشبابية بأن الوضع القادم سيكون أفضل، وسيبقى الشباب قويا ومنافسا حتى على الصعيد الآسيوي لا سيما وأننا عرفنا خفايا البطولة الآسيوية، كما ان مقاعد الكرة السعودية في البطولة أصبحت اربعة". وأشار البلطان الى أن الشباب "ترك بصمة مميزة في البطولة"، مضيفا "يجب ان نتنبه لتبعات الخسارة من الناحية النفسية، وسنعمل جاهدين على أن لا يكون للخسارة أي انعكاسات سلبية على وضع الفريق في الدوري المحلي خصوصا وأننا سنخوض مباراة صعبة أمام الأهلي". ويتعين على الفرق العربية انتظار البطولة القارية المقبلة لاستعادة الكأس التي فازت به في النسخات الثلاث الاولى عبر العين الاماراتي (2003) والاتحاد السعودي (2004 و2005). ذهب اللقب بعد ذلك الى شرق اسيا عبر شونبوك الكوري الجنوبي (2006)، واوراوا رد دايموندز الياباني (2007)، وغامبا اوساكا الياباني (2008)، قبل ان يعيده بوهانغ ستيلرز الى كوريا الجنوبية في 2009 بفوزه في النهائي على اتحاد جدة.