الاحلام الامريكية تتبدد في كأس العالم (قدم)

راستنبرج (جنوب افريقيا) 27 يونيو حزيران (خدمة رويترز الرياضية العربية) - توقف الحلم الامريكي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد خروج منتخب الولايات المتحدة الذي يدربه بوب برادلي من البطولة بالهزيمة أمام غانا بعد وقت اضافي.
وكانت نقاط قوة المنتخب الامريكي طوال البطولة هي الجهد الشاق والثقة بالنفس والروح العالية لكن ذلك لم يكن كافيا أمام المنافس الافريقي الذي أطاح بالولايات المتحدة من كأس العالم أيضا قبل اربع سنوات.
ومرة أخرى استقبلت الولايات المتحدة - التي دخل مرماها هدفان مبكران في مباراتين بدور المجموعات - هدفا قبل حتى أن تدخل في أجواء اللقاء ونجحت في التعويض مجددا بعد أن قلب برادلي الأمور رأسا على عقب بين الشوطين.
وادرك المنتخب الامريكي التعادل بعد ركلة جزاء نفذها لاندون دونوفان لكن هذه المرة كان المنافس هو من عثر على الشيء الاضافي الذي ينقص الانتفاضة بعد التأخر وسجل اسامواه جيان هدفا بتسديدة رائعة في الوقت الاضافي ليصبح للقارة الافريقية فريق في دور الثمانية لثالث مرة في تاريخها.
وبدا الارهاق على لاعبي الولايات المتحدة واللعب لم يكن دقيقا وبطريقة ما لم تكن الروح العالية التي قادت الفريق للفوز في اللحظات الأخيرة على الجزائر كافية.
ورغم هذا لا تقتصر نقاط ضعف المنتخب الامريكي على استقبال أهداف مبكرة واستنزاف قوى اللاعبين بعد ثلاثة أيام فقط من انتصار مرهق على الجزائر.
وتفوق خط الوسط الغاني الأكثر عددا على وسط الولايات المتحدة الذي يضم لاعبي وسط مدافعين واثنين يملكان نزعة هجومية يلعبان على الأطراف مثل كلينت ديمسي ودونوفان.
ولم يساعد حصول ريكاردو كلارك على انذار واضطرار برادلي لاستبداله بعد مرور 31 دقيقة بموريس ايدو المعركة غير المتكافئة بين خطي الوسط.
وحل المدرب الامريكي المشكلة باشراك بيني فيلابر ليصبح للفريق ثلاثة لاعبي وسط رئيسيين في الشوط الثاني وانتقال ديمسي لتأدية دور هجومي بحت.
ودونوفان هو عامل الابداع الأساسي في منتخب الولايات المتحدة وفي حقيقة الأمر فان ابتعاده عن مستواه يلقي الضوء على الدرجة التي يعتمد فيها الامريكيون عليه في هذا الجانب.
وعندما لا يقدم دونوفان المستوى المنتظر منه فان الهجوم الامريكي يصبح تقليديا للغاية ويكون بحاجة للمحة مهارية من ديمسي أو انطلاقة سريعة من جوزي التيدور ولم يظهر الاثنان بشكل جيد باستاد رويال بافوكينج.
وكان ظهيرا الجنب جوناثان بورنستاين وستيف تشيروندولو أقوياء دفاعيا لكنهما لم يصنعا تهديدا كبيرا من مركزيهما بجوار خط الملعب. وانطلق الاثنان بسرعة في عدة مناسبات لكنهما لم ينجحا في ارسال كرات عرضية خطيرة أو الوصول لخط المرمى.
وفي الهجوم لم يشكل المهاجمون الامريكيون رغم كل محاولاتهم خطورة أو يصنعا لمسة أخيرة جيدة مثلما فعل صاحبا هدفي غانا كيفن برينس بواتينج واسامواه جيان.
وحتى يتحول المنتخب الامريكي من مجرد فريق يتجاوز دور المجموعات الى فريق يمكنه الوصول حقا للأدوار اللاحقة فانه بحاجة لعلاج هذه النواقص.
وقد يحول صانع لعب في وسط الملعب وجناح صريح ومهاجم عالمي المنتخب الامريكي من مجرد فريق قوي وبارع الى فريق سيثير حماس مشجعيه بالفعل.
وأمام الولايات المتحدة اربع سنوات لتجد هؤلاء اللاعبين.
أ م أ - ا ح ع (ريض) arsp