واشنطن (ا ف ب) - ستكون الانظار موجهة الى ثلاث معارك منتظرة في المنطقة الغربية وذلك عندما ينطلق السبت الدور الاول من "بلاي اوف" الدوري الاميركي للمحترفين في كرة السلة، فيما يواجه "كبار" المنطقة الشرقية اختبارات سهلة نسبيا خصوصا كليفلاند كافالييرز صاحب افضل سجل في الموسم المنتظم. ويفتتح كليفلاند ونجمه ليبرون جيمس ال"بلاي اوف" غدا السبت على ارضه في مواجهة شيكاغو بولز الذي كان اخر المتأهلين بعدما حل ثامنا على حساب تورونتو رابتورز. ومن غير المتوقع ان يواجه كليفلاند صعوبة كبرى في تخطي عقبة شيكاغو الذي يشارك في الادوار الاقصائية للمرة التاسعة والعشرين في تاريخه، لكن شتان بين الماضي والحاضر لان فريق "مدينة الرياح" بعيد كل بعد عن المستوى الذي كان فيه خلال حقبة الاسطورة مايكل جوردان ورفاقه سكوتي بيبين ودينيس رودمان والكرواتي توني كوكوتش والاسترالي لوك لونغلي، حين قاده هؤلاء النجوم باشراف المدرب الاسطوري فيل جاكسون الى اللقب في ست مناسبات. ويملك كليفلاند جميع الاسلحة التي تخوله الوصول حتى نهائي المنطقة الشرقية والدوري، كما فعل موسم 2007 حين خسر امام سان انتونيو سبيرز (صفر-4)، وهو عزز صفوفه هذا الموسم بلاعب يتمتع بخبرة الادوار الاقصائية اكثر من اي لاعب متواجد في الدوري حاليا وهو العملاق شاكيل اونيل المتوج بلقب الدوري في 4 مناسبات اعوام 2000 و2001 و2003 مع لوس انجليس ليكرز و2006 مع ميامي هيت. وسيعود اونيل الى صفوف فريق المدرب مايك براون بعدما غاب عن الملاعب لمدة شهرين بسبب خضوعه لعملية جراحية في ابهامه، وهو سيقدم الدعم اللازم تحت السلة وسيساند "الملك" جيمس الساعي لقيادة فريقه الى اللقب الاول في تاريخه. وعمد المدرب براون الى اراحة جيمس في المباريات الاخيرة من الموسم المنتظم بعد ان ضمن فريقه صدارة المنطقة الشرقية والدوري ايضا، ما سيمنحه افضلية الملعب في جميع الادوار حتى مواجهة النهائي في حال وصوله حتى النهاية. لكن على جيمس ورفاقه اونيل ومو وليامس وانطون جيمسون والعملاق الليتواني زيدروناس ايلغاوسكاس ان يتخطوا عقبتين محتملتين هما بوسطن سلتيكس واورلاندو ماجيك قبل ان يحلموا بنهائي الدوري، وهذه المهمة لن تكون سهلة على الاطلاق. وستكون العقبة الثانية المحتملة امام كليفلاند متمثلة ببوسطن الذي سيخوض غمار البلاي اوف للمرة الثامنة والاربعين في تاريخه الرائع (17 لقبا) وهو مرشح بقوة لتخطي عقبة ميامي هيت ونجمه دواين وايد، وبلوغ نصف نهائي المنطقة لكي يجدد على الارجح الموعد مع جيمس وزملائه بعد ان كان تخلص منهم في نصف نهائي 2008 (4-3) في طريقه للظفر باللقب على حساب لوس انجليس ليكرز. اما بالنسبة لاورلاندو وصيف بطل الموسم الماضي فهو يواجه ايضا اختبارا سهلا نسبيا في مواجهة تشارلوت بوبكاتس، وهو مرشح فوق العادة ليكون الرقم الصعب "جدا" في البلاي اوف لانه يتمتع بفريق منسجم للغاية بقيادة افضل لاعب ارتكاز في الدوري دوايت هاورد وصانع الالعاب جامير نيلسون ورشارد لويس. وكان اورلاندو الذي يخوض غمار ال"بلاي اوف" للمرة الثانية عشرة في تاريخه، وصل الى نهائي الدوري بعدما تخلص من فيلادلفيا سفنتي سيكسرز (4-2) وبوسطن (4-3) وكليفلاند (4-2) على التوالي، قبل ان يضرب موعدا مع ليكرز في النهائي الثاني في تاريخه بعد 1995، لكنه خسر امام كوبي براينت ورفاقه 1-4، بعدما كان خسر قبل 14 عاما امام هيوستن روكتس صفر-4. اما المواجهة الرابعة في المنطقة الشرقية، فيصعب التكهن بهوية الفائز بها كونها ستجمع اتلانتا هوكس بميلووكي باكس، وان كان الاول يملك الافضلية نظرا الى نتائجه في الدور المنتظم حيث حل ثالثا في المنطقة، فيما جاء ميلووكي سادسا. ويعود اتلانتا الى البلاي اوف بعد ان غاب الموسم الماضي، علما بانه خرج من الدور الاول عام 2008 على يد بوسطن في اول مشاركة له في الادوار الاقصائية منذ 1999. يذكر ان هوكس توج باللقب عام 1958 حين كان اسمه سانت لويس هوكس قبل ان ينتقل الى اتلانتا عام 1969، فيما احرز ميلووكي اللقب عام 1971 بقيادة الاسطورة اوسكار روبرتسون. واذا كان كبار الشرقية مرشحين لعبور حاجز الدور الاول، فمن شبه المستحيل توقع ما ستؤول اليه مواجهات المنطقة الغربية باستثناء واحدة وهي التي ستجمع ليكرز حامل اللقب وبطل المنقطة باوكلاهوما سيتي ثاندر، اذ يبدو فريق فيل جاكسون مرشحا بقوة لتخطي عقبة منافسه دون عناء كبير، نظرا الى خبرته في البلاي اوف لانه يخوض غمار الادوار الاقصائية للمرة الثامنة والخمسين في تاريخه المتوج ب15 لقبا. ومن المرجح ان يحسم كوبي براينت وزملاؤه الاسباني باو غاسول ولامار اودوم واندرو باينوم ورون ارتست وديريك فيشر هذه المواجهة باكرا، والحصول على قسط من الراحة قبل معرفة هوية خصمهم في الدور الثاني والذي سيكون الفائز من مواجهة دنفر ناغتس ويوتا جاز. وسيحصل دنفر الذي وصل الى نهائي المنطقة الموسم الماضي قبل خسارته امام ليكرز 2-4، على افضلية الملعب كونه حل رابعا امام يوتا ويأمل كارميلو انتوني وزملاؤه ان يستغلوا هذه الافضلية على اكمل وجه من اجل مواصلة المشوار، علما بان فريق المدرب جورج كارل تجاوز الموسم الماضي حاجز الدور الاول (على حساب دالاس مافريكس) للمرة الاولى منذ 1994 حين خسر امام يوتا بالذات 2-4. وفي المقابل، يسعى يوتا الذي وصل الى نهائي الدوري عامي 1997 و1998 بقيادة الثنائي كارل مالون وجون ستاكتون حيث خسر في المناسبتين امام شيكاغو، ان يتجنب سيناريو الموسم الماضي عندما فشل في تجاوز الدور الاول بخسارته امام ليكرز 1-4، ويعول مدربه الفذ جيري سلون على الرباعي ديرون وليامس والتركي مهمت اوكور وكارلوس بوزر والروسي اندري كيريلنكو. اما المواجهة الاقوى على الاطلاق في الدور الاول من البلاي اوف فستكون بين دالاس مافريكس وسان انتونيو سبيرز، وذلك بعدما انتزع الاول المركز الثاني في المنطقة من فينيكس صنز في اليوم الاخير من الموسم المنتظم وذلك بفوزه على سان انتونيو بالذات 96-89 امس الاول الاربعاء. وستكون هذه المواجهة اعادة لتلك التي جمعت الفريقين في الدور ذاته الموسم الماضي عندما حسم دالاس موقعته مع جاره في ولاية تكساس 4-1 قبل ان يخسر في الدور الثاني بالنتيجة ذاتها على يد دنفر. وتبقى النتيجة الابرز لدالاس في البلاي اوف وصوله الى النهائي عام 2006 لاول مرة في تاريخه لكنه خسر امام ميامي هيت 2-4. ويأمل المدرب ريك كارلايل ان يتكرر هذا الامر معولا على نجمه الالماني ديرك نوفيتسكي وصانعي الالعاب جيسون تيري والمخضرم جيسون كيد ولاعبي الارتكاز ايريك دامبير وبرندان هايوود، اضافة الى الجناح كارون باتلر، لكن المهمة لن تكون سهلة على الاطلاق في مواجهة جاره الساعي الى استعادة هيبته وتناسي خيبة الموسم الماضي والاداء "العادي" الذي قدمه حتى الان هذا الموسم حيث اكتفى باحتلال المركز السابع في منطقته. لكن لا يبدو ان فريق المدرب غريغ بوبوفيتش يملك المعطيات التي تخوله العودة مستوى التنافس الذي كان عليه من 1999 حتى 2008 حين توج باللقب اربع مرات (1999 و2003 و2005 و2007)، وذلك بسبب تراجع اداء لاعب ارتكازه تيم دنكان والاصابات التي تلاحق الفرنسي توني باركر والارجنتيني مانو جينوبيلي، في حين تخلو صفوفه من اي لاعب باستطاعته ان يحمل الفريق على كتفيه في حال كان نجومه الثلاثة في "يوم سيء"، باستثناء ريتشارد جيفرسون. اما المواجهة الرابعة في هذه المنطقة، فستجمع فينيكس صنز ببورتلاند بلايزرز، صاحبي المركزين الثالث والسادس في الموسم المنتظم، ومن الصعب جدا ايضا التوقع بالنتيجة وان كان الاول يتمتع بافضلية الملعب والخبرة كونه يضم في صفوفه لاعبين من طراز الكندي ستيف ناش واماري ستودماير والبرازيلي لياندرو باربوزا والمخضرم غرانت هيل وجيسون ريتشاردسون ولاعب الارتكاز شانينغ فراي. ويسعى فريق ولاية اريزونا الى تعويض خيبة الماضي عندما غاب عن البلاي اوف، وتخطي عقبة منافسه على امل مواصلة المشوار والوصول الى نهائي المنطقة للمرة الاولى منذ 2006، وربما نهائي الدوري للمرة الثانية في تاريخه بعد 1993 عندما خسر بقيادة تشارلز باركلي امام شيكاغو بولز. وبدوره، يبحث بورتلاند بقيادة مدربه سكوت ماكميلان عن فك عقدة الدور الاول حيث انتهى مشواره في مشاركاته ال12 الاخيرة في البلاي اوف اي منذ 1993. وكانت المرة الاخيرة التي تخطى فيها بورتلاند الدور الاول عام 1992 حين وصل الى نهائي الدوري للمرة الثانية في ثلاثة مواسم وذلك بقيادة كلايد "ذي غلايد" دريكسلر، علما بان الفريق يملك في سجله لقبا واحدا توج به عام 1977 بقيادة نجمه حينها بيل وولتون، والد لوك والتون لاعب ليكرز حاليا. ويعول بورتلاند حاليا على لاعب ارتكازه المميز لاماركوس الدريدج وصانع العابه المخضرم اندري ميلر و"المشاكس" ماركوس كامبي، لكنه يعاني من الاصابات ايضا وتضم اللائحة لاعبي الارتكاز غريغ اودن وجويل بيرزبيلا، اضافة الى براندون روي. يذكر ان الفريق الذي يسبق منافسه الى الفوز في اربع مباريات من اصل سبع يتأهل الى الدور التالي.