فاز الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بفترة رابعة لحكم البلاد بنسبة أصوات ساحقة حيث حصد مايزيد على 81% من نسبة الأصوات المشاركة، وذلك ما وصفه المراقبون بالمفاجأة. ويعتبر بوتفليقة الرئيس العاشر للجزائر منذ التكوين والرئيس الثامن منذ الاستقلال، في يناير 2005 عُيّن من قبل المؤتمر الثامن رئيسًا لحزب جبهة التحرير الوطني، ولد بمدينة وجدة المغربية وهو من أصول أمازيغية، ودخل مبكرًا الخضم النضالي من أجل القضية الوطنية، والتحق بعد نهاية دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو في 19 من عمره عام 1956، كونه من مواليد2 مارس 1937 بمدينة وجدة المغربية. في نوفمبر 2012 تجاوز في مدة حكمه مدة حكم الرئيس هواري بومدين ليصبح أطول رؤساء الجزائر حكمًا. في فبراير 2014 أعلن وزيره الأول عبد المالك سلال ترشحه لمدة رئاسية رابعة وسط جدال حاد في الجزائر حول صحته ومدي قدرته على القيام بمهامه كرئيس دولة. وصفه الشعب الجزائري أثناء حملته الانتخابية عام 1999 ب«سياسي محنك ودبلوماسى أنيق وخطيب مفوّه ورسول السلام»، واعتبره قطاع كبير بأنه المخلص والمنقذ الوحيد من الفساد والاحتكار والرشوة. وشهدت فترة رئاسة "بوتفليقة" الأولى مشاكل سياسية وقانونية، ومشاكل مع الصحافة بخرق حرياتها لصالح الصحفيين والحقوقيين، وفضائح المال العام مع بنك الخليفة، وسياسة المحاباة في الحقائب الوزارية والصفقات الدولية المشبوهة والتلاعب في المناقصات من أجل الهواتف المحمولة. وتعهد "بوتفليقة" حين جدد توليه مهامه بإخماد نار الفتنة وإعادة الأمن والسلم والاستقرار، وباشر في سبيل ذلك مسارًا تشريعيًا للوئام المدنى حرص على تكريسه وتزكيته عن طريق استفتاء شعبى نال فيه مشروع الوئام أكثر من 98% من الأصوات، وذلك قبل أن تكشف وثائق «ويكيليكس» عام 2010 عن أن أشقاء بوتفليقة" وراء تفشى الفساد في الجزائر. في 6 سبتمبر 2007 تعرض لمحاولة اغتيال في باتنة (400 كم عن العاصمة) حيث حصل انفجار قبل 40 دقيقة من وصوله للمنصة الشرفية خلال جولة له شرق البلاد، وقد خلف الحادث 15 قتيلا و71 جريحا، وأعلن حينها أن التفجير تم بواسطة انتحاري يحمل حزاما ناسفا حيث تم اكتشاف أمره من طرف شرطي هرب إلى الجمهور الذين ينتظرون الرئيس ففجر نفسه بين الحشود. زار الرئيس مباشرة ضحايا الاعتداء، وأطل على الشاشة منزعجا، قائلا إنه لا بديل عن سياسة المصالحة، متهما أيضا جهتين وراء الحادث. وسمح تعديل الدستور لبوتفليقة بفرصة الترشح لعهدة رئاسية ثالثة بعد أن حدد النص السابق للدستور عدد العهدات باثنين فقط. وفي أبريل 2009 أعاد الجزائريون انتخاب عبد العزيز بوتفليقة للمرة الثالثة على التوالي بأغلبية ساحقة قدرت بنسبة 90.24%. وقد أعلن نيته للترشح لولاية رابعة في خضم ضجج أثيرت حول "لاديمقراطية" القرار، وصحته، وفساد شقيقه السعيد بوتفليقة، وقامت احتجاجات متفرقة منددة بذلك. وتعرض بوتفليقة لوعكة صحية كبيرة إثر جلطة دماغية، ونقل مباشرة إلى مستشفى فال دو قراس العسكري في فرنسا، أبريل 2013 ثم نقل إلى مصحة ليزانفاليد بباريس، ثم عاد من جديد في يوليو 2013 وهو على كرسي متحرك، وهذا ما زاد في الجدل حول قدرة الرئيس على تولي مهام الحكم في البلاد. ودفع هذا الوضع الصحي ببعض أحزاب المعارضة للمطالبة بإعلان شغور المنصب وتنظيم انتخابات مسبقة وفقا للمادة 88 من الدستور بسبب "عجز الرئيس عن أداء مهامه في يوليو 2013 عاد الرئيس بوتفليقة إلى الجزائر بعد غياب تجاوزت مدته ال80 يوما، بسبب المرض غاب الرئيس الجزائري عن عدة مناسبات تعود على حضورها أهمها: ذكرى عيد الاستقلال، نهائي كأس الجزائر، تخرج الدفعات بأكاديمية شرشال العسكرية، ليلة القدر، صلاة عيد الفطر. واليوم في 18 من أبريل 2014 يعلن وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز عبد العزيز بوتفليقه رئيسا للجزائر للمرة الرابعة على التوالي مما يطرح عدة تساؤلات أهمها، ما هو مستقبل البلاد حال تعرض بوتفليقة إلى مكروه في ظل حالته المرضية التي ظهر عليها؟.