نشرت صحيفة "هارتس" العبرية تقريرًا مطولًا تحت عنوان "حين قابلت إسرائيل أكاذيب الإيرانيين بإيجابية"، اعتمدت فيه على معلومات من البروتوكولات الإسرائيلية حول علاقات إسرائيل بإيران في حقبة الشاه التي كانت تكذب على العرب للتغطية على علاقتها مع إسرائيل. وقالت الصحيفة العبرية إن إيران كعادتها تكذب ببجاحة وتنفي الحقائق الملموسة، وتريد أن يتم تصديق وقاحتها، مشيرة إلى أن الرئيس الإسرائيلى "شيمون بيريز" صرح الأسبوع الماضي في لقاء مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يوكيو أمانو" في فيينا: " لقد حان الوقت لوضع الحقائق على الطاولة. يجب أن تحسم مسألة إيران من خلال أفعالها، وأن هناك فجوة كبيرة بين ما تقوله إيران وما تفعله". وبالعودة إلى تاريخ العلاقات الإيرانية الإسرائيلية في عهد الشاه، قالت الصحيفة إن إسرائيل كانت أكبر المستفيدين من كذب إيران في حقبة الشاه، موضحة أنه في يوليو عام 1966، كان عضو الكنيست شمعون بيريز، من حزب رافي المشارك في الائتلاف، عضوا في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست. وأبلغ وزير الخارجية آنذاك "أفا إيفين" بحسب الصحيفة، اللجنة في جلسة مغلقة بأن إسرائيل تقيم علاقات سرية مع إيران الشاه، وتشمل تعاونًا أمنيًا وعسكريًا، وتدريب، وتفعيل المقاتلين الأكراد ضد العراق". وأضاف " إيفين" أن هناك خبراء إسرائيليين وعددهم 50 يطورون منطقة كزبين التي تعتبر محكا لنجاح خطة الإصلاح في مجال الطاقة. لدينا علاقة طيران وتبادل رحلات جوية، النفط يتدفق إلينا من إيران عبر مضيق "تيران" من أجل توفير احتياجاتنا. وتابع: إن الهجرة لإسرائيل ماضية بتشجيع، أو على الأقل من دون إعاقة من الحكومة. لكن بالمقابل يوجد نشاط فارسي في جميع أنحاء العالم لتلميع صورة نظام جمال عبد الناصر. لا أعتقد أن هناك جهة تطعن في خطورة سيطرة ناصر على المنطقة بنفس القوة والمثابرة كما يفعل ممثلو إيران في جميع أنحاء العالم. وعن هذا الموضوع ثمة حوار ومحادثات سياسية هامة وثاقبة". وأضاف إيفين: "إن العلاقات بين إيران وإسرائيل آنذاك مبنية على السرية، ومن الواضح أن الحكومات العربية تعلم بتلك العلاقات، لكن طالما هي غير مجبرة على الاعتراف بوجودها، يبدو أنه لا خيار أمامهم إلا التسليم بها. واستطردت: موضوع النفط على سبيل المثال: مرارا توجه سفراء الدول العربية إلى وزارة الخارجية الفارسية، وحذروا من خطورة وصول النفط الفارسي إلى إسرائيل. لكن وزارة الخارجية الفارسية تنفي بشدة وتقول إن ذلك لا يحصل بتاتًا، لا تصل قطرة نفط واحدة من فارس إلى إسرائيل. ويلتقط السفراء العرب الصور التذكارية، وتظهر صورهم في دمشق والقاهرة تحت عنوان صاخب بأن سفيرنا المبجل حصل مرة أخرى على تأكيد من حكومة إيران بأن أية قطرة نفط لا تصل إسرائيل. لكن النفط بحقيقة الأمر يتدفق إلينا". وكشفت الصحيفة أنه: ذات مرة وصل السفير السعودي إلى مكتب وزارة الخارجية في طهران، واحتج على علاقات الطيران مع إسرائيل. فقيل له: لا توجد أية علاقة طيران مع إسرائيل. فقال السفير لكنني رأيت بعيني في المطار إعلان لشركة "العال" فرد محاوره الفارسي بالقول: سيدي السفير، أنت لم تر. وبهذا حل الموضوع، عن طريق الفصل التام بين الواقع وبين الخطاب". وأكدت الصحيفة أنه حتى سقوط الشاه كانت إيران مخادعة لكن ذلك كان مقبولًا على إسرائيل لأنه في صالحها، لكن صعود الخميني حولهم لكاذبين.